_6_

279 40 77
                                    

...

جلس ثلاثتنا في صمت حتى نبس أركون بصوت خافت:
- سنا، هل يمكننا التحدث؟
نظرت إليه لأجيب في هدوء:
- ماذا تريد؟
- لقد أردت قتلك.
نظر إليه أبولو في تعجب ليقترب منه هامسا:
- عذرا للمقاطعة، أنت تعقد الأمور أكثر بكلامك هذا.

لم يعره ٱنتباها بل واصل كلامه:
- البشر أعداء لي. منذ 22 سنة قتلوا قبيلتي، عائلتي، أمي و أبي أمام عيناي فقط رغبة في السيطرة على مملكتنا.
- أتريد الٱنتقام؟ إذا اِنتقم! ها أنا أمامك.

رفع رأسه لينظرإلي  بأسى فواصلت:
- أليس هذا ما تبحث عنه؟ أقتلني فلا فائدة من وجودي هنا أصلا.أستمر في الهرب من الجميع دون أن أعلم السبب. فقط التفكير في كل ما حدث لي ليس بالأمر السهل بتاتا!

كنت فارة من رجل حاول سرقتي بينما كنت عائدة إلى المنزل من الكلية فوقعت لأجد نفسي في عالمكم هذا فارة من الشياطين و يحاول مشتعل قتلي ٱنتقاما لقبيلته. فلتفعل ما تشاء! لن أهرب منك مجددا يا أركون.

صمت لبرهة قبل أن يجيب في هدوء:
- لن أفعل.
- لماذا؟
- لأننا أصدقاء..
- أنا لا أصدقك يا أركون. لا أصدقك..
قلت ذلك بمرارة فٱقترب مني قائلا:
- أعدك.. لن أؤذيك و لن يفعل أحد ما دمت معك.

رفعت رأسي لتلتقي أعيننا للحظات كانت أشبه بالدهر. شعرت بقلبي ينفطر. لا أعلم إن كان ٱنفطر شفقة على حالي أو نتيجة لشعوري بكل تلك الآلام التي تعكسها عيناه.

طأطأت رأسي قائلة:
- أركون، لقد قالت لي أمي يوما ناصحة 'لا تحبي شخصا يجرحك و لا تجرحي شخصا يحبك'.
قاطع قولي في هدوء:
- و أيهما أنا؟
- أنت من تقرر ذلك.

رفعت رأسي لأنظر لعينيه في هدوء ثم تراجعت لأجلس على السرير. جلس أركون على كرسي خشبي دون إبداء أي ردة فعل.

﴿في العالم الموازي_أثناء اللاوعي﴾حيث تعيش القصص. اكتشف الآن