الحلقه السابعه المخادعه

158 2 0
                                    

"الحلقه السابعه المخادعه"
**********************

جلست صوفي على كرسي في المرحاض بينما هيا  تراقب  أشلى ، وهيا  تغتسل ، وتستخدم كل ما وضع بتصرف صوفي فقط ملأت أشلى  حوض الاستحمام  بفقاقيع الصابون ،واسترخت بكسل ،غير آبهة لتعبير القلق المرتسم على وجه صديقتها ، وقالت لها بلا مبالاه
- يا عزيزتي ، الأمر الذي لا تفهمينه هو ان اندروالا يستطيع ان  يشك بك نهائيا
- لماذا؟!
- يا عزيزتي ،لو كان ينوي ان يفعل ذلك لكان في امكانه ان يفعله قبل اسبوعين الا ترين ؟! لقد جعل نفسه متواطئا في القضية.
- تجعلين الامر يبدو بسيطا جدا!
- في الواقع انه بسيط ، اليس كذلك . انه وضع غريب , الاتعتقدين انت تمثلين شخصيتي، وانا شخصيتك.
- انه وضع سخيف  عليك ان تخرجيني من هذه الورطة . اخبري جدك من انت ،وسأعود الى الوطن.
- كلا!
- لم لا؟!
- سيكون مثل هذا التصرف غبيا الآن. من الواضح انه يكن لك محبة حقيقية تبدو في  حديثه عنك. ستكون الحقيقة بالنسبة اليه امرا قاسيا.
استدارت صوفي نحوها بغضب:-
- تعنين....لن يكون الامر مناسبا؟!
ضاقت عينا ايف :-
- ماالذي قلته؟!
-سمعت ما قلت هناك اكثر من مجرد تهدئة خواطر رجل مسن. ارسلتني الى هذا المكان بهدف محدد لكنك لم تخبريني به!
نهضت أشلى ،وتناولت منشفة بيضاء:-
- صوفي ,،لا تغضبي لأي سبب تصورتك دائما هادئة، وعاقلة  فجأة يبدو لي ان اخلاقك قد تبدلت، واني اتساءل عن السبب؟!
- اوه لاتكوني سمجة يا اشلى انظري ، لقد فعلت ما اردت ، جئت الى هذا المكان  الا تعتقدين انه يحق لي ان اعلم لماذا؟!
- ربما. ربما لا. هل يمكنك اعارتي بعض الثياب النظيفة يا عزيزتي ؟! اغراضي ما زالت في الفندق  الى ان يحضر جوزف حقيبتي.
شدت صوفي قبضتيها:-
- لا يمكنك البقاء هنا!
- لما لا؟ ! انه افضل من البقاء في فندق.
- لكن اندروا  يعلم...اقصد لابد ان يدرك من انت.
- وان يكن ؟! ان الامر يضفي شيئا من التشويق على والوضع , الا تعتقدين؟!
تنهدت صوفي :-
- لكن ماذا عن جون فيلوز؟! اعتقدت انك تعملين في الشرق الاوسط الان.
خلعت أشلى  المنشفة عنها، وسألتها:-
- اين الثياب ياعزيزتي؟! لا استطيع ان اقف هكذا الى الابد.
تأففت صوفي لكنها استدارت ،وذهبت الى غرفة نومها ،وفتشت في ادراجها ،واحضرت ما طلبته منها ثم قالت لها، وهيا  ترتدي ثيابها :-
- الشرق الاوسط يا اشلى !!ماذا حدث لتلك الرحلة التي منعتك من المجئ الى هنا؟!
ارتدت اشلى  ثوبها الازرق الذي ارتدته ساعة اتت ثم استدارت قائلة:-
- لم يكن هناك من رحلة الى الشرق الاوسط يا صوفي، ولكنها ستحدث ...بمساعدتك.
- ماذا تعنين؟!
- اوه يا صوفي , هل يجب ان افسر فورا؟!الا نستطيع ان نجلس ،وندخن سيكارة، ونتحدث عما فعلته انت هنا؟ !عدا قضية خالي اظنك استمتعت بأقامتك هنا. اليس كذلك؟! وجان يبدو رائعا.
عادت صوفي الى المرحاض
لتفرغ الحوض ،وجاءت اشلى ،ووقفت باسترخاء عند الباب المفتوح.
- لا تكوني هكذا يا عزيزتي . الا نستطيع ان نتحدث بمودة ؟!
وقفت صوفي مكانها:-
- كيف يمكنك ان تقفي هنا ،وتتوقعي مني ان اوافق على تصرفاتك؟!
اعتقد انك تصرفت بصورة مقيتة، اذا اردت ان تعرفي حقيقة شعوري.
هزت اشلى  كتفيها ،وقالت بجفاف :-
- لقد وافقت على المجئ ياصوفي.
- اعلم ذلك، وندمت على فعلتي منذ ذلك الحين.
،واتجهت صوفي الى غرفة النوم ،واضافت :-
- انا لا اصلح للمؤامرات يا اشلى اذا لم تخبريني عما في الامر فورا، سأنزل ،واخبر براندت كل شئ؟! هل تفهمين؟ !كل شئ!
نظرت اشلى  اليها بتمعن:-
- لا اصدقك يا عزيزتي لكن اذا اصريت...
- انني مصرة.
- حسنا والأن من اين ابدأ؟!
- من البداية.
- اوه نعم. أي منذ وفاة والدي. حسنا، كما تعلمين كتبت الى جدي آنذاك  ،وابلغته الامر ،وكما تعلمين كان عطوفا جدا. تبادلنا الرسائل ، واقترح على ان أتي الى ترينداد ،وارتعت للأمر.
- لماذا؟!
- اكره ان اعترف بالأمر لكنني احب جون فيلوز.
- تحبين جون فيلوز؟!
- نعم, لم اعتقد يوما ان أي رجل يمكن ان يثير اهتمامي الى هذا الحد لكني احب جون فيلوز.
- اذن اين المشكلة؟!
ردت أشلى  عليها :-
- لمجرد انني قلت بأنني احب جون فيلوز فهذا لا يعني انه يبادلني الشعور . على العكس ، اشك في ما اذا كان يشعر حتى بوجودي .
نظرت صوفي اليها بتعجب  :-
- أشلى   انت لست من نوع النساء اللواتي يبقين من دون ان يلاحظهن احد لمدة طويلة.
- شكرا لك يا صوفي ، وابتسمت أشلى ابتسامة صغيرة غامضة ، سأعتبر حديثك  بمثابة اطراء لي. لكن على رغم ما تقولينه لم يصل جون فيلوز الى حيث هو اليوم من دون ان ينتبه للفرص التي اتاحت له ذلك فهو يعلم اين يريد ان يكون ،ويصل الى ما يريد. ان الصحافة مثيرة لكن من الممكن ان تكون خطرة جدا عندما يقوم الصحافي بمهمات ما وراء البحار. وهو يعلم اين يكمن المال في الصحافة والتلفاز ، وكيف يصبح المرء شخصية مهمة، ويشتهر اسمه فورا ، ولهذا يريد ان ينجز السلسلة الوثائقية تلك.
- تعنين ان فكرة ذهابة الى الشرق الاوسط كانت ممكنة الحدوث؟!
- بل ضرورية. على الاقل من وجهة نظر جون. الا ترين ،اذا استطعت تأمين المال فسوف يأخذني معه!
- اوه, يا اشلى  لست جادة في ما تقولينه!
- لم لا؟!
- لأن...حتى لو كان الامر صحيحا،وكان فيلوز يحتاج الى ممول ،واستطعت انت تأمين ذلك له ،فهذا لا يعني بالضرورة انه سيهتم بك!
بحق السماء اعتقد ان العكس قد يحصل.قد يصبح مشهورا ، ويرد لك ما استدانه منك، ثم يتخلى عنك!
زمت اشلى  شفتيها بضيق:-
- في الواقع ، عقلك الساذج يستنتج هذا اليس كذلك؟! لا تتصوري انني سأعطيه النقود من دون اي ضمانات
. لست بلهاء كما تعلمين.
هزت صوفي رأسها :-
- وهذا كل ما في الأمر ؟!!فرصة لسلب رجل عجوز بضعة الآف من الجنيهات؟!
نظرت أشلى  اليها بتعب:-
- اني لا اسلب احدا. انه حقي . اني قريبة امي الوحيدة. ويحق لي نصف الممتلكات هنا!
شهقت صوفي :-
- انت نسيت ان امك تخلت عن كل شئ عندما تزوجت والدك. ،وحسب ما اعرف فالصبي هو الذي يرث كل شئ.
- تعنين اندروا ، ولمعت عينا اشلى  اخبريني هل  اخبرك انه كان يعلم من انت؟!
وبدت صوفي الأن غير مرتاحة:-
- هل يهم؟!اخبرني وهذا يكفي.
- هل يكفي؟!
امعنت اشلى النظر فيها  ولاحظت امتقاع وجهها المفاجئ:-
- آه اجل. بدأت افهم . انه طبق شهي ، اليس كذلك؟ !الخال اشلى  ،.ومادام يفكر انه خالك فليس هناك من مجال...
- لم يكن في الأمر شئ من هذا! لقد اخبرتك. انى اشك  انه علم منذ البداية.
- كيف؟!
- لست ادري ، واستدارت صوفي بعيدا، ارجوك يا اشلى ، توقفي عن محاولة القاء اللوم علي.
-انا لا الومك . كنت فعلت الشئ ذاته لو اني مكانك. اخبريني كيف هو؟ اعني اندروا
شهقت صوفي،. ونظرت اليها قائلة:-
- من العار عليك ان تقولي مثل هذا الكلام!
- لماذا؟ اوه يا صوفي انك شفافة كالماء.. من الواضح انه يثيرك . ولكن هل تنبه هو لك؟!
- اشلى  ارجوك! اننا لا نبحث في اموري.. اننا نبحث في موضوعك انت..،ووضعك هنا اسمعي، يمكنك ان تخبريهم ما يحلو لك. يمكنك ان تدعي انك جئت بمهمة عاجلة من الجريدة... ما دام يمكنني العودة.
- ابدا.
- ولكن لماذا يا اشلى ؟!! كنت صبورة جدا. ،وقد كذبت علي. تظاهرت بأن جدك لم يعلم انك تعملين في جريدة.. تظاهرت بانه رجل مسن ،وعلى وشك ان يموت. ارسلتني الى هنا من دون ان ادرك الاسباب الحقيقية لذلك. كيف تتوقعين ان تبقيني هنا الآن؟!
وقفت اشلى
- اذا ذهبت الآن سيتحطم كل شئ . الا تستطيعين ادراك ذلك؟! لن يسامحني جدي ابدا ان علم انني ارسلتك لتحلي محلي.
- ،وهل تعتقدين فعلا بأن اشلى  سيسمح له بان يعطيك المال وهو يعلم انك اتيت هنا بنفسك؟!
- قد يقبل.. اذا كانت الشروط تلائمه..
- أي شروط؟!
حسنا. هناك قضية عدم فضحك كمحتالة منذ البداية. اتعتقدين ان لهذا الأمر اهمية شخصية؟!
- عم تتحدين؟!!
- اني اتحدث  عند اندروا اتعتقدين انه يستهويك؟!
حبست صوفي انفاسها:-
- لا!لا. طبعا لا.
- انه احتمال.
- لا اظنك تعتقدين ان اندروا  لم يخبر والده من اكون، لأنه وجدني جذابة! اوه يا اشلى ، لاتكوني سخيفة الى هذا الحد!
- اين السخف في ما اقوله؟!، مالسبب اذن في عدم كشف هويتك؟!
- هو. لم يعطني أي سبب؟!!
- هكذا اذن.
- اوه يا اشلى ؟! فقط لو تعلمين كم انت مخطئة في ما يخص اندروا فأنا لا استهويه. انه يكره ان يراني ،وقد اخبرني بذلك.
- حقا.
بدت اشلى  حائره ثم تابعت:-
- اغرب ،واغرب في الواقع لابد ان يكون لديه سبب ما لعدم كشف هويتك ،وعلينا معرفته واستخدامه
لمصلحتنا.
هزت صوفي رأسها بقوة:-
- يمكنك ان تفعلي ما يحلو لك يا اشلى  بشرط عدم اقحامي في الموضوع .
- ماذا؟! اتريدين ان يعلم جدي الحقيقة من دون تحضير؟!ماذا تظنين سيكون رد فعله؟! سوف يصدم.
تحركت صوفي بعصبية :-
- لا بد ان يعرف عاجلا ام اجلا .
- لماذا؟ لم لا تنجح خطتنا الأساسية؟!
- خطتك انت!
-حسنا خطتي انا لو تتوقفين فقط عن التصرف بهذه المزاجية لرأيت ان لاشئ تغير. يمكن ان يسير كل شئ كالسابق ولكنني الآن سوف اساعدك.
-لا.لا.لن افعل ذلك.
- ماذا ستفعلين اذن؟! تكشفين نفسك؟!، وانا لا انوي ان افعل ذلك ،واعتقد ان اندروا  لن يفعل ايضا لسبب ما.
اخذت صوفي تسير في الغرفة:-
- يا الهي ما هذا الوضع! ثم خطرت ببالها فكرة ،لكن اذا كنت لا تزمعين السفر مع جون فيلوز،لماذا ارسلتني هنا؟!
- كما اخبرتك يا عزيزتي. لم استسغ فكرة لعب دور الحفيدة المفقودة.حتى الآن لا ارغب في ذلك. انت اقرب الى طراز الحفيدة التي يتوقعها جدي.
- انت لا تهملين اية تفاصيل, اليس كذلك ؟! كيف تجسرين على تحريك الناس كي يخدموا اغراضك، وتتوقعين ان لا تتضرري؟!
-اوه حقا يا صوفي، لا تكوني طفلة!ما المر المريع الذي اقترفته ،في أي حال لقد اسعدت جدي كثيرا. اكثر مما كنت اسعدته انا بالتأكيد.
- وتعتقدين ان هذا عذر مقبول؟!جعلت جدك سعيدا بسبب انانيتك!هناك امور اخرى يجب ان تأخذيها في الأعتبار يا أشلى .
- كان في امكاني ان اعلم ان ضميرك البورجوازي سيبدأ بأزعاجك.
- يبدأ؟ لم يتوقف ابدا عن ازعاجي!
- اتعنين انك لم تتمتعي في الأقامة هنا؟!أي انك لم تتمني العودة الى الوطن؟!
كان على صوفي ان تكون صادقة:-
- كلا, انا لم اقل ذلك.
،ولكن فجأة، قبل ان تستطيع ايف الأجابة ،سمعتا طرقا قويا على الباب خارج غرفة نوم صوفي،واستدارت الفتاتان تحدقان في الباب من دون فهم . وطرق قلب صوفي بقوة، لكنها تحركت لتفتحه ثم تراجعت مرتبكة عندما دخلت الخادمة فيوليت الى الغرفة:-
- اني آسفة يا آنسة اشلى  خاطبت صوفي بلهجة اعتذارية، ،ولكنني امسكت بتلك الفتاة ليز تتنصت على بابك.
اسندت صوفي نفسها الى مقبض الباب:
- ليزا؟!
- نعم ارسلتها الى هنا قبل عشر دقائق لتخبر صديقتك الأنسة سلاتر ان غرفتها جاهزة ،وتنتظرها،و عندما لم تعد ،اتيت لأرى ماالذي يحدث فرأيتها واقفة خلف الباب تتنصت!
تركت صوفي الباب ،وجلست بضعف على الفراش
- فهمت..فهمت.
نظرت ناحية اشلى  فتحركت الفتاة بسرعة الى الأمام وهتفت:-
- كوني اكيده من انها ستعاقب بقسوة ،وتعجبت صوفي من برودة لهجة أشلى لا يمكن للمرء ان يسمح لمثل هذه الأمور بأن تحصل. هل حصل مثل هذا قبلا ؟!
استجابت فيوليت فورا للهجة الآمرة في صوت اشلى
- ليس على حد علمي يا آنسة سلاتر.، ولكن لا تقلقي . سوف اخبر السيد براندت عنها. انها فتاة وقحة ،وربما كان من الأفضل ان تبحث عن عمل في مكان آخر.
تنفست اشلى  بسهولة اكثر:-
- اعتقد انها فكرة ممتازة يا فيوليت، وابتسمت ، ففي أي حال يجب ان تفكري براحة ضيوفك، اليس كذلك؟!، وهذا ينعكس عليك.
اومأت فيوليت برأسها قائلة:-
- اتركي الأمر لي يا آنسة.
- حسنا.
انحنت اشلى ، والتقطت حقيبتها ،ونظرت نحو صوفي نظرة ثاقبة ، ثم خاطبت فيوليت:-
- ،والأن  خذيني الى غرفتي، فأنا متعبة. هل تعتقدين ان في امكاني تناول عشائي في غرفتي هذه الأمسية؟! انا متأكدة ان الأنسة أشلى  يمكنها ان تعتذر نيابة عني.
خرجت أشلى قبل ان يكون لدى صوفي الوقت الكافي لتعترض ،وسمعت فيوليت تؤكد لأشلى  ان المسألة سهلة. ،ولكن ما ان اغلق الباب خلفهما حتى دفنت صوفي رأسها بين ذراعيها، وارتجفت لا اراديا. لا بأس ان تصرفت أشلى  بمثل هذا الهدوء .لكنها لم تقم هنا، ولم تعرف هؤلاء الناس.
اخرت صوفي موعد نزولها الى العشاء حتى اللحظة الأخيرة ، وظهرت في اللحظة التي جاءت فيها الخادمه لتخبر براندت ان العشاء جاهز كان جميع افراد العائلة يتناولون العشاء في المنزل هذه الأمسية، وبدا براندت متضايقا بعض الشئ عندما ابلغته صوفي ان صديقتها متعبة ولن تتناول طعام العشاء معهم وسألها عابسا:-
- هل هي مريضة؟! بدت متعافية ساعة وصلت.
هزت صوفي رأسها نفيا، متجنبه نظرة أندروا المتهكمة:-
- لا. انها ليست مريضة، فقط متعبة. تعلم كيف هي الأمور كالسفر من انكلترا ،وما اليه.
- اوه لكنه اخبرتنا انها هنا منذ بضعة ايام وانها قررت ان تبحث عنك بصورة عرضية علق آدم بمكر، وهم يجلسون الى طاولة العشاء.
تخضب وجه صوفي:-
- اوه حقا، اعتقد انها تجولت كثيرا في الجزيرة قبل ان تأتي الى هنا.
حدق براندت في ابنه:-
- لا اذكر ان الأنسة سلاتر ذكرت موعد وصولها الى ترينداد.
هز اندروا كتفيه:
- الم تذكر ؟! ربما اخطأت.
القت صوفي نظرة غاضبة تجاهه:-
- الجميع يخطئ احيانا
- نعم , اننا نخطئ ، اليس كذلك؟!!قال بنبرة قاسية ، ولكن البعض يخطئ اكثر من البعض الأخر
قطب براندت حاجبيه في وجه ابنه ،وقال لصوفي
بلطف :-
- لا تكترثي لما يقوله اندروا ياعزيزتي اخشى ان يكون مزاجه سيئا اليوم
- لست في حاجة للأعتذار عني يا براندت!
- حقا
،ونظر براندت في وجه صوفي القلق:-
- اخشى ان نهارنا في بورت ماغواير لم يكن ناجحا تماما اصيب احد انابيب الضخ بعطل في منطقة اوغوستينا وامضى اندروا  معظم الوقت يزحف فوق الألات  كما ان عجلة السيارة ثقبت في طريق العودة من حسن حظك انك لم تكوني معنا يا اشلى  فلم اود لك سماع ما تلفظ به من كلمات
استطاعت صوفي ان تبتسم:-
- اخذني جان الى بورت اوف سباين
- نعم هذا ما سمعتهنظر براندت الى حفيده ، انك هادئ جدا هذا المساء  ما الخطب ؟!
- ماذا؟ اوه كنت افكر،هذا كل شئ ؟!
نظرت صوفي نحوه بسرعةهل علم بيرز بالأمر ؟!هل قرر كشف هوية صوفي الحقيقية لابنه بعد ان جاءت أشلى يبدو انه كشفها بالنهايه؟! فأشلى هي قريبة جان ،وابنة شقيقته
التقط جان  نظراتها القلقة ،وابتسم لها ،وسألها:-
- كيف تشعرين الآن؟!
ثم خاطب الجميع:-
- كانت أشلى متوعكة بعض الشئ هذا الصباح لم احبذ ذهابنا للتنزه لكنها اصرت
سألها براندت باهتمام:-
- بماذا شعرت؟! طبعا, قلت انك مصابة بصداع مساء امس عندما اقترحت عليك الذهاب مع اندروا ، وجانين
- لم يكن صداعا مؤلما ، اعتقد انني تعرضت لأشعة الشمس اكثر مما ينبغي
- هذا قد يكون خطرا ، عليك ان تكوني اكثر حرصا  لا نريدك ان تمرضي فتتخلفي عن حضور الكرنفال الاسبوع المقبل
- هل حان موعد الكرنفال؟!
سألت روزا وهزت رأسها ببعض التعجب
- كيف تمر السنوات!
اشعر كأن والدتك كانت تحضر نفسها للكرنفال يوم امس
- نعم, لكن هذا كله من الماضي
علق براندت بحده ليوقفها
لكن  روزا بدت  كأنها لم تسمعه اذ تابعت حديثها :-
- ذلك كان الوقت الذي هربت فيه والدتك او تعلمين، وقت الكرنفال ، لم يفتقدها احد لساعات طويله
- كفى ياروزا!
كان صوت براندت قاسيا ،وبدا كأنه ايقظ شقيقته من احلامها  فنظرت اليه في صمت مؤلم ،وصمت الجميع لفترة
عندما انتهت وجبة الطعام ،كادت صوفي تهم بالصعود الى غرفتها عندما اعترضها اندرو طريقها
- اود التحدث معك يا أشلى
خاطبها ببرود، وهما يغادران الطاولة:-
- سنذهب في نزهة في سيارتي
نظرت صوفي اليه بتمرد :-
- افضل الا اذهب شكرا لك
- لكنك ستفعلين
همست كي لا يسمعها احد غيره :-
- لا تستطيع ان ترغمني
- اوتظنين ذلك؟!
كان صوته هامسا ،وشعرت بالعنف الذي يكتنفه، واقترب براندت منهما:-
- ماالذي يجري ؟! ماالذي تقوله لاشلى  الآن يااندروا الاتستطيع ان ترى كم هي متعبه؟!دعها ،وشأنها!
وضع آدج يديه في جيبي سرواله , واجابه ببرود:
- كنت فقط اقترح عليها استنشاق بعض هواء الليل البارد فهذا سيخفف من صداعها
- صداعها مرة اخرى يا أشلى ؟! ياللحظ التعيس
طوت صوفي ذراعيها في حركة دفاعية ،وقالت بأرتباك :-
- افضل ان اخلد الى النوم ، شكرا لك في أي حال
- ،ولكن ذهابك الى النوم ليلة امس لم يشفك ،اليس كذلك؟!
- ماذا تقصد!
وللحظة موجعة ظنت صوفي انه ينوي فضحها،ولكن بدا واضحا انه  كان يفكر بسبل اخرى لتعذيبها لكنه اجابها بلطف:-
- حسنا , تشتكين من الصداع ،وربما هواء الليل سيكون انجح من النوم
اومأ براندت برأسه موافقا :-
- مادمت لا تتشاجر معها طوال الوقت يا اندروا فلا بأس خذها الى الجبال فالهواء ابرد هناك
لم يكن في وسعها الا ان توافق . أحضرت شالاً وضعته على كتفيها ثم رافقت اندروا  الى السيارة ، وذهبا نحو الجبال فعلاً كما اقترح براندت عليهما . في ظروف مغايرة , كانت صوفي تمتعت جداً في النزهة . فضوء القمر أضفى لوناً فضياً على البحر الذي قبع مئات الأمتار دونهما , وغطت الأشجار الطريق الملتوية التي سلكاها . كان الطقس اشد برودة هنا وارتعدت بتأثير البرد المشوب بالخوف . بقي اندروا  صامتاً في الطريق وكان يركز على قيادة السيارة عبر المسالك الضيقة ،

المخادعه  مترجمهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن