مساء بعيد

117 10 11
                                    

أتحبني حينما لا اطاق ؟
***************************
وجدتني أخرج رسالتهها و أقرأهها و هيا في المستشفي و هيا تقول :
أنا مش عارفة مين فيكم ماسك رسالتي دي دلوقتي معرفش هبقي ميتة ولا عايشة و أكيد عارفة إني حتي لو عايشة مش هيكون في مصلحتي إنكم تشوفوني علشان أكيد هتحبوا تموتوني تاني علي الفضيحة دي مش هيفرق معاكم إني هموت منتحرة أكتر من شكلكم و أسئلة الناس الكتير إلي عمرها مابتخلص ، متضايقين إني شوهت إيدي أو سمعتي !
طب مانتوا شوهتوني من جوايا ، مبقتش أنا بسببكم بقيت بكره كل حاجة إنتوا فيها ،
دايما أنانيين عايزين إلي إنتوا شايفينوا صح و بس مش مهم الصح ده هيمشي معايا ولا هيموتني المهم إنتوا تعيشولي حياتي و تقولولي أحس بإيه و أقول إيه و أعمل إيه و إمتي !
بس لحد فين أنا هفضل أقول حاضر ،
عارفين أنا حاسة بإيه ، بيتي إتهد ، أحلامي و طموحاتي و أفكاري مبقتش عارفة تكون طبيعية إزاي أ ًمر دماغي إنها تلغي تخيلات و أحلام رسمتها مع شخص حبيته إزاي ألغي قلبي إنه يدق جامد لما يشوفه أو أمنع لهفتي لما أشوفه في مكان صدفة أو أشم ريحة البرفان بتاعته في أي حتة بالصدفة إنها تخليني أقف ، إزاي بتطلبوا مني أعيد كل كلامي إلي قولتلهوله مع واحد تاني دي مسمهاش خيانة ؟!
طب إزاي أوعد وعود و أنا موفتش بوعودي الأولانية ! إزاي هصدق نفسي و هتخيل تاني و هبني أطفال و زوج و بيت و أنا بيني و بين نفسي أنا بانية !
إزاي هحط بيت و أحلام فوق بيت تاني مش هعرف أعيش في بيتين ف أنا قررت إني اقولكم إني خلاص هسيب بيتكم لمكان تاني ضلمة عارفة !
مش هيكون معايا أي حد بس علي الاقل مش هكون معاكم و مش هتوحشوني .
نغم .
تلامست كلماتهها قلبي و كأنها عصرته شعرت أن دموعي تحرقني و أن كل حرف يلتف حول يدي متكتفة لا أستطيع أن أصرخ أن أقول لهم لماذا كل هذا !!
وجدتني أريد أن أحتضنهها الأن و لكن ف أين هيا و أين هم ،
وجدت أحمد يأتي لي في المستشفي بيده قهوة لتهدئة أعصابي ، بعدما سمعت الدكتور يطمئن أمي أنها بخير الآن و أنهم انقذوها !
لم يكونوا يعلموا أنهم سوف ينقذوها لتقتلها أمي و أخي بعدما تستيقظ !
لا أعتقد أنهم سيهتموا بما فعلوا و لن يعترفوا به و لكن سيعاقبونها إذا نجت و إذا لم تنجو ،
لا أعلم ماذا أتمني و لكني سوف أدافع عنهها بكل قوتي لعلها تكون بخير . و لكن هل أمي غضبت هذا الكم لأنها سوف تخسرهها أم أنها كانت سوف تموت منتحرة لا دنيا ولا اخرة ,
أتي أخي صادق و هو يرمي أمي بالكلام أن تربيتها هيا التي اوصلتنا لهذا الحد لأتصدم أنا !
هل هذا التوقيت المناسب ، لماذا لم يخاف أن يخسرها مثلنا لماذا هو بارد لهذة الدرجة ؟
لماذا أشعر أنه لا يحبنا ألسنا إخوة !
صمتنا جميعا بعدما رمقته أمي بنظراتها و جلست تقرأ قرأن هيا ، و أبي يبكي علي كل ما أصابنا ,
و أنا أنظر هنا و هناك أنتظر طلتها البهية أن تخرج و تخبرنا أن كل شئ سوف يكون علي ما يرام أن تمسح علي شعري بيديها كعادتها و تعمل الضفيرة التي أحبها بأصابعها الخفيفة , مر بعض الوقت و وجدتني ذهبت في النوم علي كتف أحمد ، فقط رأيت كابوسا يحتوي علي دم أختي و أنا أحملها و أنظر للناس المارين أطلب منهم المساعدة و لكن لا جدوي لا يسمعني أحد ..
إستيقظت و أحمد ممسكا بيدي ف هو يعلم أنني أتكلم و أنا نائمة
ظل يهدئ من روعي رويدا رويدا ،
و إبتسمت لأطمئنه أنني أصبحت بخير ، مر بعض الوقت و إستيقظت نغم و رأيناها و ظلت أمي تقبلهها و أبي يحتضن يديها بحنان ، وجدتني أتسائل أكان يجب عليها أن تحاول أن تقتل نفسها لتكونوا رحيمين بها الأن أكان صعب أن تحتووها حينهها !
مر بعض الايام من خروج نغم من المستشفي أصبحت بخير الأن و أصبحت أمي و أبي أكثر حنانا معا و تم رفض الشخص الذي اوصلها لهذة الحالة المدعو بالعريس ، ظلت هادئة و في غرفتها و ظلوا جيراني يهتموا بها معنا ، دخلت غرفة اخي القديمة أبحث عن رواية لاقرأها لأفصل قليلا ، بعثرت مكتبه و وجدت مذكرات ! شعرت بالدهشة و قلت بصوت مسموع ، أكيد مكتبش قصة حياته و سابها هنا !؟
سحبني الفضول ف فتحت أول صفحة و وجدت انها حقيقة مذكراته بالفعل ، و بدأت أن أقرأ ...
*********************
رأيت هاتفي يعلن إتصال أحمد
، و جاوبته سريعا في سعادة : وحشتيني قد الدنيا دي كلهاا يا أحمد ، إبتسم بهدوء و قال : و إنتي كمان يا حبيبتي  ، تسمحي ننزل نشرب قهوة ولا إيه ؟ قلت بسخرية : طب سيبني أفكر هلبس إيه و بعدين هقولك ،
زفر سريعا و قال : لا أبوس إيدك مش هنبوظ الخروجة علشان الهانم لسه هتشوف هتلبس إيه ، هفتح الإنستا بتاعك و هظبطلك طقم و الساعة ٦ هاجي أخدك سلام ، ( كم أحب إهتمامه بتفاصيلي و حلوله لجميع مشاكلي و أحداثي ، و يطمئنني أن كل شئ سيكون علي ما يرام و يصلح كل شئ ، لم يستطيع أن يري إنهياري او دموعي في اي لحظة كنت أري ضعفه يتكون من ضعفي ف أضعف أكتر ،
فقط تذكرت أول مرة يكتب لي جوابا كم وصف هذا لي : أتظنيني أحبك حبا تقليدي ، أن أستيقظ و أنا سعيد لأنني سوف أستمع لصوتك الحنون ، أن أتلهف سريعا و أرتدي ملابسي فقط لأنني علي علم أنني سوف أراكي أتنفس رائحتك التي تعلمين جيدا أنها تجعلني أفقد توازني ،
و بالرغم من ذالك تضعينها ، أتعلمين أنني أفتقدك بالرغم أنك معي ، سوف أقول لكي سرا لا يعرفه سواي ،
أنا ضعيف بدونك و بكي و أصبح قويا فقط عندما تقولي لي أنك تشعرين بالإطمئنان و أنتي معي ،
أشعر أنني أقوي و أعظم رجل في العالم ليس بسبب أنني هكذا حقا لأ أكترث و لكن بسببك أنتي أنك تراني هكذا ف أرجو منك أن تظلي قوية و بخير و لا تتألمي فيصبح ألمك سلاحا لي ف أصبح ضعيف و كأنك أخذتي كل قوتي و طاقتي بأنك لست بخير ، أحبك كثيرا مثل حبك للقهوة و أكثر .. و لكن ، كان سؤالي دائما أسيظل يحبني هكذا و إلي متي ؟
أسيظل يحبني حينما لا أطاق !
                       *************************
مساء يوم الثلاثاء ، الساعة ١٠ مساءا
صادق
لا أعلم لم جعلوني أصل لهذة الحالة ، أن أكتب لعدم إهتمامهم لإستماع هذة الكلمات و لكن ،
كنت أنا الشخص المضحي دائما ، لأخوتي و لأمي و لأبي و حتي أصدقائي أترك دروسي لأشرح لهم دروسهم و يأتون بدرجات عالية و أنجح أنا بدون درجات التفوق ،
أدخل جامعة حكومة ليدخلوا إخوتي جامعات خاصة ،
لم أكن أنظر لما كان معهم بل أنظر لماذا هم و أنا لا ، أنا أحمد الله كثيرا علي كل النعم و لكني لم أخذ بقدر اهتمام إخوتي ، فقط ظللت أسعي لكل شئ و لم أخذ حتي التقدير !
لماذا ،
لماذا أشعر بفشلي مع أنني نجحت ،
لماذا لم أكن سعيدا ، فقط كنت أنتظر من أخبره أنني تعيس ، كنت أتمني أن يجدني أحدهم و يحبني و يقول لي أنني ذو قيمة لأصدق هذا ، أشعر بالحزن أنني و إلي الأن لم أجد مشجع واحد لما أفعله أو حتي شخص يقل لي هذا صحيح و هذا خطأ أو أنا فخورا بك أنك فعلت هذا الشئ فقط كنت أشعر بسعادتي عندما أساعد شخصا يريد المرور أو سيدة كبيرة في السن تريد أحد أن يحمل معها مشترياتها للمنزل فقط تشكرني كثيرا و تدعو أن يزيد الله من أمثالي لا تعلم أنني لا أتمني أن يكون أحدا مثلي ، كنت دائما أنا الذي ينصح و يقول كل شئ لنفسه و لكن لمتي سأظل أنا من أفعل كل شئ لي ، متي سيأتي دورهم ك أسرة حقيقية نحوي او ك صديق يحبني حقا و يظل بجانبي ؟ تذكرت الفتاة التي أحبتتها كانت هيا سبب ضحكتي و صباحي و مسائي لم أشعر أنني مميز إلا أن وجدتها تقول أنني هكذا ،
أصبحت أحب نفسي و أشعر أنني و أخيرا تتوقف حياة شخص علي ، تنتظرني و تحبني و تحترمني أن أعلم أنني أنا سبب سعادتها ،
و لكن لألقي صفعة علي وجهي فجأة ،
غفوت و إستيقظت في يوم من الأيام لأجدهها إختفت ،
حتي علي صفحات التواصل الإجتماعية لا أعلم أعلمت أنني شخص فاشل ف ذهبت أم إستقيظت و رأت أنها لا تحبني حقا مثلهم ،
كنت أكره الإنتظار و لكنني فقط أنتظر لعلها تأتي و تقول لي أي سبب واضح ،
فقط ألا تتركني لأفكاري و كأن أفكاري مرض يأكل في جسمي و يهلكه ليحطم خلاياه و يلوم كل نفس يخرج مني أنني أنا السبب في كل شئ يحدث لي .
********************
مرت ساعات
و تركت مذكرة أخي بعدما شعرت بالشفقة عليه
، فقط إرتديت ملابسي و نظرت للمرآة ،
أري نفسي أفكر هل كنت سبب من أسباب حزن أخي أو وصوله لهذة الشخصية السيئة ،
قاطعني أحمد بأتصاله ليعلن أنه تحت بيتي لأبتسم و أنسا كل شئ ،
أخذت مفاتيحي و نزلت علي الأدراج سريعا و وجدته يفتح لي باب سيارته لازلت أبتسم في كل مرة يفتح لي الباب أو يقوم بفعل لطيف ،
وجدته يقول أنه سوف يريني مكانا جديد فتح في التجمع الخامس إبتسمت بحماس يعلمه و يحبه جيدا ،
أشعلت الراديو لأجد أغنيتي المفضلة ،
نخبي ليه في أسرارنا .. و أنا و إنت مفيش غيرنااا ... لا أعلم ماذا يفعل بي وائل جسار و لكنني علي علم تام أن صوته يريح و يجعل قلبي يرقص بفرح في كل أغانيه إلا الأغاني الحزينة بالتأكيد فقط يجعلني أظل أبكي إلي إنتهاء أغنيته و كأنه ملك الموسيقي والطرب بالنسبة لي ،
مر بعض الوقت حتي وصلنا للمكان و ذهبنا إلي الداخل ،
لأجد أخي صادق جالس مع واحدة يمسك يديها و يضحك معها كأنني و لأول مرة أري ضحكته ، لأذهب بعيدا عن عينياه و أجد أنها ليست زوجته بل أخري !!
ذهلت كأنني رأيت أبي و أمي في صورة أخري من أخي ، و لكن أزوجته تعلم أنه يخونهها ؟!

ما نُتج عن الماضي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن