و أشـتـهى مـقـعـدًا أمـام الـبـحر وسـط غـروب لـشـمسٍ إنـتـهى وقـتـها فـى حـياةٍ أهـلـكـها الـوجـع .. و فـى يـدى كـوب قـهـوة يـتـمـتع بـبرودة عـالـمٍ لا يـعـلـم مـعـنى الإحـسـاس و بـجـانـبه مـوسـيـقـى هـادئـة .. كـمـوسـيـقـى الـعـزاء داخـل الـكـنائـس ... كـألـحان بـكاء و إلحاح فـى صـلاة جـنازة لـمـيت فـى مـسـجد .
و أشـتـهى أن أجـلس وحـيدًا مـنـعزلًا عـن عـالـمٍ سـئـمت الـعـيش فـيه ... أكـتفيت من كـل الـذيـن سـكـنوه .
و أشـتـهى أن أجـلس وحـيدًا أراجـع نـفـسـى فـى كـل مـا مـررت بـه مـن أيـامٍ و سـنين ... و أن أخـرج مـا بـداخـلى مـن أنـهار لـتـطـفئ بـركـان قـلـبـى ولا أحـد يـرانى سـوى نـفـسـى .. كـأرض تـصرخ مـن حـمل الـجـبال فـوقـها فـلا يـسـمـعـها أحـد سـوى صـحـراء جـرداء أذبـلـتها الـوحدة و ظـلـمـها الـهـجر ... كـغـابة تـشـتكى مـن ظـلـمـتـها فـلا تـجد مـن مـغـيث لـهـا يـنـير عـتـمـتـها ... كـنـيران تـشـتكى مـن حـرارتـها فـلا يـجـيـبـها أحد حـتى تـهلك و تـطـفئ نـفـسـها بـنـفـسـها بـعد أن تـدمر كـل مـا هـو جـيد بـداخـلـها .
و أشـتـهى سـقـوطًا حـرًا لا حـياة بـعـده ... سـقـوطًا تـعـلـو بـعـده الـصـرخات ... و تـزداد بـعـده دمـوع الاحـباء و الاقـربـون ... سـقـوطًا يـطـفئ نـيران قـلـبـى و نـبـضاتـه ... سـقـوطًا يـكـسر جمجمةٍ أوجـعـها الـتـفـكـير ... سـقـوطًا يـغـمـض عـيـنً أطـفـئـتـها دمـوعـًا كـانـت يـومـًا سـبب لـمـعانـها .
أشـتـهى الـنـهايـة لـكل هـذا و كـفى .
لـلكاتبة :- دنـيا هـانى ♥
