-لا تثق كثيرآ لا تحب كثيرا لا تتامل كثيرا لان هذا سيؤذيك كثيرا—
"اين انا!؟"
فتحت عيناي على مصرعها و حدقت بتوتر تام ، قُرعت الطبول داخل معدتي و نبض قلبي بشكل متسارع . لم أستطع فهم المشاعر التي غمرتني في تلك اللحظة و التي بدت مؤلوفة لحد كبير رغم أنها كانت مرتي الأولى في مثل هذا المكان . هل هو حلم ما ؟ تساءلت
- غمرتني مشاعر متنوعة في لحظة واحدة و لم أستطع فهم أي واحدة كانت قلق ، خوف غضب أو سعادة .
"بحق الجحيم !" لعنت تحت أنفاسي الثقيلة
أشعرني ذلك بنوع من القلق و لم أعرف مالذي كان يجدر بي فعله في تلك اللحظة . هززت رأسي على عجل محاولة إبعاد الخوف عني ثم رفعت جسدي عاليا . إستطعت الشعور بلمس العشب الناضج بما أنني كنتُ حافية الأقدام ، لكن لماذا أنا حافية في المقام الأول ؟
عصفت الرياح الربيعية مؤرجحة خصلات شعري الداكن للوراء ، لم أستطع التأكد لكن لا يوجد حلم مثل هذه الأحاسيس الواضحة أليس كذلك . أعني ينتهي الحلم بمجرد أن تدركي أنه كان حلما .
إندفعت بخطوات هادئة ناحية المساحة الخضراء الشاسعة و مسحت بأناملي الورود ذات الألوان النادرة ثم لم يسبق لي رؤية أزهار جوهرية لامعة من قبل ! كما كانت الرائحة فواحة و تم تعطير الأجواء
تفحصت محيطي بهدوء و تساءلت أين كنت في تلك اللحظة و مالذي جاء بي لمثل هذا المكان الساحر . لكن وسط شكوكي النامية و القلق المندفع شعرت بالطمأنينة على نحو غريب كما لو كنت في مكاني المفضل
دندنت بهدوء أجزاء أغنيتي المفضلة ثم تمشيت بهدوء بينما جلست أقطف بضع أزهار من الحديقة كي أشم رائحتها الطيبة عن قرب .
بدأت أقطفُ الزهور الوردية اللامعة إذ خطف لونها الساحر عيناي ، إلتففت للجهة الأخرى و كان بها أزهار ذات لون ذهبي مميز لم يسبق لي أن رأيت ورود كذلك ! هل تم صبغها لتكون بذلك اللون .
خف تعبيري و أخذت أضحك على مثل تلك الفكرة الغريبة . قطفت بعض منها هي الأخرى ثم جلست على العشب الرطب بينما كنت أصنع تيجان من الأزهار . تحركت يدي بخفة كما لو كنتُ معتادة على ذلك رغم كونها مرتي الأولى . لم أستغرب منذ أنه كان مجرد حلم
"اخي اندل هذه سمكه دميلة (اخي انظر لهذا سمكه جميلة )"
أنت تقرأ
لقد أصبحت أما لشريري الرواية!!
خيال (فانتازيا)في لحظة كانت حياتي مليئة بالاجتماعات الهامة، الرحلات الدولية، واتخاذ قرارات كبيرة . أنا، التي كانت اسمها يُنطق بإعجاب واحترام في عالم الأعمال، وجدت نفسي فجأة محاصرة في حكاية خيالية، تجسدت في شخصية قد قرأت عنها سابقًا ولم تكن سوى أم شريري في رواية مل...