كَـمَا الـبَيَـاض

498 40 104
                                    


- " أسفل عمق جوفٍ مظلم، تتصاعد ترنيمات تروي
هَيامها في الضياء ، رغبتها للتحليق ، عجزها الكبير ،
تصلها تهويدةٌ مريحة، تنسج لها جناحين لامعين، مشابهين لخاصتها، لتعيد لها نبضها الثمين "

- " عندما يفقد القلب أمله،
وتظن الأقدام أنها تقابل النهاية،
سيُحتضن الجسد بنورٍ دافئ،
ويحلق بعيدًا عن الهاوية "

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

" Flash Back "

خطَا باتزان نحو مدرسته الثانوية الجديدة،
ها هي ذي تتغير مجددًا نتيجة عمل والده المتنقل،
ليست أول مرةً يحدث ذلك فيها، لم يُسكِن في نفسه
لا الحَزَن ولا الضيق، هو لم يحظى برفقاء في السابقة،
لذا فالأمر لا يشكل فرقًا معه،

دلف إليها أخيرًا واستوقفه منظرها البديع،
فالزهور المختلفة تحيط بها من كل جانب،
وتلك النافورة تتوسطها لتعطيها المزيد من الجمال
حرمها الدراسي كبير جدًا مقارنة بالذي كان فيه،
والألوان مريحة ومشرقة عكس تلك السابقة..

أخرجه من شروده سلام الأرض على وجهه،
عقد حاجبيه متألمًا، نهض يبحث عن كُنهِ من أوقعه،
- " آه أعتذر لوقوفي في الطريق، اعذر غفلتي "

نفى هو سريعًا وعارض كلامه
- " كلَّا ما الذي تقوله يا فتى؟ أنا الذي صدمتك،
أنا آسف اعذرني "

كان الأمر غريبًا عليه ودافئًا لقلبه، اعتاد الاعتذار منذ صغره حتى إن لَم يخطئ ، لكن أغلب الأشخاص ينهرونه على أخطائهم وكأنه سببها !
لَم يشتكي ذلك يومًا ولَم يغير مِن طيبته شيء،
موقفٌ كهذا وفي أول يومٍ له، لَم يجده حتى في آخر أيام دراسته السابقة،

- " أخرق كعادتك، لا فائدة منك "
دلف صوتٌ مختلف لسمعه،
كان هادئًا راكدًا، احتار في أمره
أهو غضبان؟ أم أنه نعسان؟
أو فقط هو هكذا؟

- " أنت الأخرق لا تشتم !
لو أنَّك لَم تكن عنيدًا مغفلًا لَمَا صدمته "
لكن هذا الآخر يعاكسه تمامًا...
تبادر لذهنه سؤال واحد ' أهما صديقان؟؟ '

- " أوقِف أفكارك الحمقاء كي لا يعارضك أحد "
هو يمشي ببطء وسكون أيضًا، يبدو أنهما لَيسا صديقَين، بالنسبة لتفكير جيمين على الأقل،
أراد التوقف عن التفكير ومتابعة سيره

- " مهلًا انتظر "
حاول كتم ضحكته لِما حصل

فالفتى الصاخب سحب الآخر مِن ياقته حتى كادت مقلتاه تخرج مِن مكانهما، كان يسعل بقوة، هو يرى أنَّ الضحك خاطئ هنا، لكنه لَم يستطع منع نفسه

² ترياق・ 𝑃𝐽𝑀 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن