القريب

الفصل العشرون

قبل ما انزل البارت حبيت احكي انه بتأسف على التأخير اللي حصل واللي حيحصل
لازم تعرفوا انه انا طالبة طب سنة اولى والمفروض اني ادرس لهيك انا بحاول اكتب قدر الامكان لكن احياناً الظروف اقوى مني وكمان اسا امتحانات الفيرست للفصل التاني قربوا لهيك يمكن كمان الجزء القادم يتأخر او الجزء اللي بعده
بترككم مع البارت الجديد

***********************

مدخل الجامعة امامي، دوماً كان له هيبته الخاصة ولكن اليوم زادت بشكل غريب، قلبي ينبض بقوة، اسمع نبضاته المتسارعة كطبول في حفل زفاف.

خطوت بثبات نحو القاعة وما ان وصلتها حتى بدأت اترصد الجميع، افكر وانا اتأمل كل منهم ان كنت اريده صديق ام لا، توجهت لمجموعة من صبيتان وثلاث شباب يتكلمون، سلمت عليهم واستأذنت ان كان بامكاني الانضمام لهم، نظروا لبعضهم ثم بارتباك واضح اجابني احدى الشباب انْ لا مانع لديهم وابتسم للتأكيد على ذلك.

عاد ليكمل حوارهم وانا هناك استمع وسرعان ما شاركتهم، بدايةً كان الامر محرج وملفت حين اقول ما بجعبتي حول الموضوع ولكن مع الوقت بدأت الامور تتغير فالغرابة تحولت لاعجاب والنظرات الحائرة لضحكات، استمر الوضع على هذا الحال حتى دخل المحاضر ليتخذ كل منّا مقعد له، وجميعهم احنى رأسه لي مرحّباً بي للجلوس معهم واخر مودعاً ليستقبل المحاضرة.

بعد انتهاء المحاضرة حملت نفسي وخرجت من القاعة اتجه الى الموقع التالي، لم ارد ان اقحم نفسي بالقوة وبسرعة الى اي شخص كان ولهذا تركت من شاركتهم الحديث صباحاً وارتأيت ان اعود لمحادثتهم في لقاءنا القادم، هكذا بعد مواجهتان او ثلاث سيطلبون مني للانضمام اليهم لوجبة غداء او ربما كأس عصير او حتى للجلوس في ساحة حرم الجامعة.

لمحت مجموعة من الفتيات يقفن قربة القاعة تنتظرن ان يدخلن، غارقات بالحديث، ابتسمت وسرت نحوهن ثم سرعان ما اندمجت بالحديث بعد ترحيبات خجولة وحذرة حتى ان احدهن شبكت ذراعها حول ذراعي ونحن نهم بالدخول، وهكذا مرّ يومي، لم اكن لاظن بانني استطيع الاندماج معهم ابداً بل وظننت باني لا اعرف كيف اتحدث وما الذي انطق به حتى صدمت بان حديث الجميع بسيط كحديثي ويدور حول امور الحياة لا حول العلم صرفاً وبحتاً.

كم كنت متشككة وغبية لاتجنب الجميع منذ اليوم الاول، لو لم افعل وانتظرت بغبائي الصديقة الخيالية التي ستنظر نحوي وتكلمني بكل حب لكنت الان ضمنهم ، اجلس معهم في المقهى او في جوانب الساحات كما يفعلون، لكنت اتجه نحو حافلة العودة الى المنزل برفقة احدى الفتيات بدل الجلوس وحدي في مقعد اراقبهم كيف يتكلمون ويضحكون.

كان احمد على حق ولو سمحت لاروش ان يكمل كلامه لانارني اكثر ولكان هو الاحق، لكنه لا يجادل او يدفع بل يرمي بترهاته الادبية وامثاله وحكمه ثم يجلس وينظر ماذا افعل.