لا حول ولا قوة الا بالله🌸🌸🌸🌸🌸
************************************كانت الفتاة فى ظروف أخرى ستطير فرحا من غمرة سعادتها ,لم تكن لتتخيل فى اكثر أحلامها وردية أنه سيتقدم طالبا يدها للزواج , فارس أحلامها الذى ملأ كيانها واحتل كل تفكيرها ,ولكنه يعرض عليها زواجا باردا خاليا من مشاعر الحب الجميلة ,مجرد حل لمشكلتها العويصة ,لو فقط يضيف كلمة واحدة ( أحبك ) لكان عالمها كله قد تغير ,ولدهشته العميقة رفضت عرضه بكبرياء واباء وقالت بلهجة قاسية:
-شكرا لعرضك عشان تساعدني يا حازم , بس انا مش يائسة للدرجة دي.
حازم: اي ؟ أنتي مش موافقة تتجوزيني؟
ريماس : ايوة , مفيش داعي انك تضحي بحريتك عشاني.
حازم : طب وهتعملي اي مع حسام ؟ هتتصرفي ازاي وهو محاصرك ؟
ريماس: هفكر في حاجة , اكيد هلاقي حل تاني , متشغلش بالك انت.
وهمت بالانصراف وهى تودعه فاستوقفها مجبرا اياها على العودة الى الطاولة مرة أخرى وقال مهددا:
-استني يا ريماس , انتي متضايقة ليه دلوقتي ؟ انا طلبت منك نتجوز , انتي رفضتي طلبي كانه ملوش لازمة.
ريماس: ومستني مني اي ؟ مش محتاجة شفقة منك ,وكمان مش محتاجالك.
حازم: بس انا محتاجك.
هل توهمت ما سمعته ؟ انها تشعر بأنه يكن لها مشاعر أعمق مما يحاول اخفائه ,ولكنها تتمنى سماع الكلمة صريحة حتى لا يكون هناك مجال للأوهام بينهما ,فاستوضحت الأمر ببراءة:
-قولت اي ؟ مسمعتكش كويس.
حازم: بقول بحبك.
شعرت بالأرض تميد تحت قدميها كمن سحب البساط من تحته ,هل حقا اعترف لها بمثل هذه البساطة المحيرة بمشاعره دون أن يطرف له جفن أما هى لماذا تشعر كانها تلقت لكمة قوية ونبضات قلبها تتسارع مهددة بالانفجار فضغطت بيدها على صدرها لتحاول ايقاف هذه الخفقات المجنونة وتصرخ عاليا:
-انت قولت أنك بتحبنى يا حازم ؟ مش مصدقة انك قولتها أخيرا , أنا كمان بحبك.
حاول تهدئتها بعد أن التفت اليهم أغلب رواد المطعم الشهير وقال من بين أسنانه مغتاظا من هياجها:
-طبعا بحبك يا مجنونة , اهدى ووطي صوتك انتي عاوزة الناس تتفرج علينا ؟
كادت أن تجيبه بأنها تريد للعالم بأسره أن يعرف بحبهما وأنها تود أن تصرخ من فوق الجبال بعشقها له ولكنها شعرت بخجل من نظراته المتفحصة القوية وارتأت أن تستمع له :
-اسمعى بقي دلوقتي لازم نكتب كتابنا بسرعة من غير ما نقول لحد ,معاكي بطاقتك الشخصية ؟
أجابته باستسلام:
- ايوة في شنطتي.
حازم: تمام هنحتاج كمان لصور , بس مش مهم هنلاقيلها حل.
واستأذنها بضعة لحظات ليجرى اتصالا هاتفيا مهما وقد أخذت ملامحه تتبدل بين العبوس والضيق وهو يجرى حواره الى أن أنهى المحادثة بصورة مفاجئة وتوجه ناحيتها فأشار لها بالنهوض وترك الحساب على الطاولة ثم انصرفا سويا دون أن تعلم الى أين سيتوجهان.
كان عمها محمد بانتظارهما ومعه المأذون ,وحين رآهما يقتربان منه بصمت انتحى بابنه جانبا بعد أن ألقى التحية على ريماس سريعا وأخذا يتناقشان بحدة وهى ترى حازم محاولا فرض رأيه ليقتنع أبوه فيما بعد وأشار له بالموافقة ,ثم تم الأمر سريعا وكأنها فى حلم , تزوجت من حازم وكان وليها هو عمها الذى عرفت أنه لم يكن راضيا عن هذه الزيجة أن تتم بمثل هذه السرية حتى ولو فى سبيل حمايتها .
*************
-وليه مقولتش لينا عالسر دا بعد ما جدى مات ؟
طرح كريم سؤاله بهدوء وقد سيطرت مشاعر غامضة عليه ,فهل يشعر بالفرح لأن ريماس أو أميرة على الرغم من أنها ليست شقيقته ولكنها قريبة جدا له ,ربما أكثر من أى فرد آخر فصلة القربى بينهما مزدوجة ,أم يغضب لاخفائهم الأمر عنه وكأنه شخص غريب عنهم ,تضاربت الافكار برأسه فى انتظار رصاصة الرحمة التى أطلقها حازم ليخرج الجميع من دائرة الحيرة فيجيب برصانة وهو يتأمل زوجته بحب صريح :
-لأن أميرة كانت فاقدة الذاكرة.
واستطرد بلهجته العقلانية الحازمة: عملنا حادثة بالعربية أنا وهى , ونتيجة الحادثة دي فقدت جزء كبير من ذاكرتها القريبة , وبالنسبة ليا نسيتني خالص ... , لما شافتني بعد الحادثة بصيتلي باستغراب وسألت خالتها عنى:
-مين دا يا خالتى ؟
لما سألت السؤال دا حسيت بطعنة عميقة كبيرة في قلبي ,بس حاولت اتماسك وسالت الدكتور علي حالتها وقالي ان لازم ابعدها عن اي حاجة ممكن تزعجها لحد ماترجعلها ذاكرتها كلها,ومنحاولش نضغط على أعصابها ,فاخترت الانسحاب لحد ما حالتها تستقر.
ونظر الى أميرة التى كانت تبحث عن أجوبة لأسئلتها الكثيرة وقال بمغزى مفهوم:
-وكدا اكون جاوبت علي كل استفساراتك وليه سيبتك طول المدة دي ومكنتش جمبك , بالاضافة ان خالتك مكانتش تعرف حاجة عن ارتباطنا ومكنتش اقدر اواجهها بالحقيقة بعد ما اترجتني أنساكي للأبد ,كانت فاكرة اني لما اعرف حقيقة انك بنت عمى بالتبنى هتخلى عنك , معذورة لانها كانت عارفة جدى بيفكر ازاي واي اللي كان ممكن يعمله لو بس شم خبر جوازنا ,سبق وحول حياة عمى حمدي ومراته لجحيم حقيقى.
أمنّت أميرة على كلام زوجها حيث قالت بنبرة مصدومة:
-لما رجعت من زيارتى للفيلا أول مرة ووصلتنى أنت يا حازم ,واجهت خالتي زينب بحقيقة كون أمى ... خطافة رجالة لما عرفت انه كان متجوز الاول ومقاليش لحد ما مات ,وحتى معرفتى الصغيرة بكريم وحازم وقفت عن سن كنت صغيرة اوي,مجرد ذكريات مشوشة عن ولدين اكبر مني بكتير وكان نفسي افتكر ملامحهم بوضوح.
هز محمد رأسه ليؤكد صدق كلامها فقال بأسى:
-جدك عرف اني باخد كريم يشوف ابوه ,وبالتالى منعه انه يخرج معايا لوحده تاني , وبعدين مبقتش ازور حمدي كثير عشان جدكم ميتضايقش ,وبعد فترة حمدي اخد عيلته وراح اسكندرية عشان يهرب من جدكم ويعيش في امان .
تنهدت السيدة سوسن بمرارة وهى تنقل بصرها بين زوجها وابنها وتقول بأسف:
-كل الأسرار دي وانا معرفش عنها حاجة, بعد العشرة الطويلة دي يا محمد ومش بتأمنلي على أسرارك ؟ وأنت يا حازم تتجوز من غير ما تقولي حتي ؟ مش مصدقة نفسى , عشت فى وهم سنين طويلة أنى جزء من العيلة دي واتفاجئ انهاردة اني مجرد ضيفة.
ونهضت غاضبة لتنصرف بعد أن استأذنت من حماتها:
-عن اذنك يا ماما أنا تعبانة وعاوزة اروح اوضتي.
أومأت لها السيدة شريفة برأسها مواسية للصدمة التى تلقتها للتو , هى نفسها تشعر بما قالته ولكنها لا تجرؤ على اظهار ضعفها وقلة حيلتها ,أيقنت هى الأخرى أنها مجرد صورة بهذا البيت , طوال فترة زواجها من عبد العظيم والحواجز ترتفع بينهما ,واحدا وراء الآخر حتى صار بنيانا ضخما يحول بين الوفاق المألوف بين أى زوجين ,تربطهما أواصر المودة والرحمة ويجمعهما الأبناء , الا أن الأمور انعكست تماما.
لحق محمد بزوجته ملهوفا عليها لا يلوِ على شئ , فهى محقة بضيقها وهو يتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية , ما كان عليه أن يوافق على مثل هذه الزيجة وبهذه الطريقة المشينة وكأنهما يختلسان ما ليس حق لهما,فيما بقى حازم غير قادر على الاتيان بأى تصرف ,فالخيوط قد تشابكت وتعقدت أكثر مما كان يتصور ,وكلما انحلت عقدة تكوّنت أخرى أكبر منها ,ربما اعتقد أن فى استرجاع أميرة لذاكرتها المفقودة ومعرفتها بأمها الحقيقية سوف يعيدان التوازن الى حياته , فانقلبت رأسا على عقب.
وحذت حذوها السيدة شريفة لتعلن أنها مرهقة وتود أن تنال قسطا من الراحة فعرضت عليها ريم مرافقتها الى غرفتها حتى تساعدها على هبوط الدرج ولكنها استوقفتها باشارة من يدها وهى تخبرهم بأنها بخير وقادرة على العناية بنفسها.
قالت فريال لتقطع الصمت المخيم على الغرفة بعد انصراف أمها وأخويها: - متتكدروش كدا ,مش عاوزة اشوف حد متضايق بعد انهاردة , كفاية اتلمينا كلنا , وشمل العيلة اكتمل بينا وبرجوع أميرة لينا , مش كدا يا مجدى ؟
-هه ؟ بتكلميني ؟
انتبه المحامى من شروده على صوتها الحبيب يناديه فأسرع يلتفت نحوها وهو لا يقوَ على مقاومة مشاعره الدفينة:
-انا اسف يا فريال , سرحت شوية معلش, اللي حصل انهاردة كان مفاجأة لأغلبنا ,وربنا وحده اللي يعلم اي اللي ممكن يحصل بعد كدا.
أجابته فريال وقد بدأ وجهها يشرق بالأمل والتفاؤل بعد أن أنطفأت ابتسامتها لمدة طويلة:
- مش مهم , كل حاجة هتبقي كويسة ,ومتقلقش يا حازم امك مش زعلانة منك غير دلوقتي بس انت عارف ان قلبها أبيض وحنين , شوية بس وهتتقبل الموضوع وتسامحك على كل اللي خبيته عن الكل.
كانت كلماتها تحمل المواساة مع لمحة خفيفة من التأنيب , هى محقة فى لومها الموجه له فها هى ابنتها الوحيدة قد تزوجت دون أن تعرف عن ظروف زيجتها وقد حرمت من فرحتها برؤيتها ترتدى الفستان الأبيض وتسلمها الى عريسها كما تحلم كل أم ولكنها تشعر بارتياح بالغ لأنها اختارت حازم ابن أخيها فهو بالرغم مما يبدو عليه من جمود ولا مبالاة الا أنه شخص يعتمد عليه وقادر تماما على تحمل المسؤولية الملقاة على عاتقه اضافة الى أن مشاعره القوية نحو ابنتها قد أعلنت عن نفسها جلية حينما كانت راقدة بالغيبوبة ,وفجأة رنت برأسها نحوه وهى تسأله بفضول:
- حازم , مجاوبتنيش علي سؤالي لما كنا في المستشفى , ازاي طلع أن فصيلة دمكم واحدة وازاي عرفت ؟
جذب هذا السؤال انتباه أميرة وهى غارقة فى حضن أمها لتمطره بوابل من الأسئلة بدورها:
-هو فصيلة دمنا واحدة يا حازم ؟ وليه ماما بتسالك السؤال دا اساسا؟
أشار حازم بيده علامة التمهل وقال بهدوء:
- علي مهلكم عليا انتو الاتنين ,هجاوب علي سؤال عمتى : الموضوع دا اتكرر قبل كدا لما عملنا حادثة انا واميرة من ٤ سنين واحتاجت أميرة نقل دم ,ونبهتنى الممرضة وقتها أن فصيلة دم مراتي نادرة جدا ولازم اتصرف بسرعة , ولحسن الحظ انها كانت نفس فصيلة دمى ,أما اجابتي علي سؤالك يا حبيبتى :فالاجابة هى ايوة ,واحتاجتي نقل دم مرة كمان.
قالت أميرة بصوت حالم:
- دا معناه انك أنقذت حياتى مرتين ؟
اقترب رويدا من زوجته التى كانت تبدو كطفلة صغيرة وهى متعلقة بأمها وحركت مشاعر الحماية بداخله الى أقصى درجة فها هى تعود طفلته المدللة التى كان يحلو لها التشبث بملابسه خوفا من سخافات كريم وهو يحاول مضايقتها ,وتذكر يوم عقد قرانهما حين بدت ضعيفة تائهة الى أن أعلن المأذون أنهما قد صارا زوجين وبارك لهما والده فتألقت ابتسامتها الخجول وهى تتلقى تهنئته الخاصة عندما طبع قبلة دافئة على جبينها ,وجلس بقربها مكان جدته الخالى ,وأخذ يمسح على شعرها بحنان بالغ وقال بصوت ينضح بالمشاعر البدائية التى طالما قاومها فى الماضى حتى لا يؤلمها:
- من وانتي صغيرة قولتلك أنك أميرتى وجوهرتي , واتعودتي اني اناديلك كدا , فاكرة يا حبى ؟
ابتعدت عن أمها قليلا لتميل الى زوجها وهى تنظر له بعشق كأنهما وحدهما فى المكان:
-افتكرت يا حبيبى , كل حاجة , مش عارفة ازاي انت استحملت بعدي عنك طول السنين اللي فاتت دي ؟ وازاي صبرت على تجاهلي ليك ؟
حازم : ياحبيبتي الموضوع مكنش بايديك , دا خارج عن ارادتك ,وربنا كان في عونى لما قررت ابعد عنك مش بمزاجي بس عشان مصلحتك .
اميرة : وازاي سمحتلك خالتى , قصدي مدام زينب ازاي قدرت تبعدك عن حياتى بالبساطة دي ؟ انت كان المفروض ترفض وتفضل جانبى.
حازم: مكنش ينفع وقتها , بس ساومتها.. ايوة متستغربيش , انا قولتلها ان ابنها بيضايقك وحكيتلها علي كل سخافاته معاكي ووعدتها ابعد عنك مقابل أنها تبعده عنك.
اميرة : مفتكرتش انا اي حاجة عنه ساعتها.
حازم: وهو ضايقك بعدها ؟ قولي الحقيقة.
كانت نبرته الغيور الغاضبة ونظراته النارية تنبئ بما لا يحمد عقباه اذا لم تسرع بتهدئته فطمأنته بقولها:
-فى الحقيقة علاقتى بيه كانت باردة جدا وقتها , كل اللي فاكراه اني كنت بتجاهله ونظرات كره وحقد من ناحيته ليا لحد ما أعلن بعد فترة صغيرة من اما استلم شغله أنه هيخطب بنت كدا وحتى مخدش رأي امه في الموضوع , كأنه كفاية يعرفها ميعاد الخطوبة ومحضرتش حتى تفاصيل اتفاق الجواز , كان عاوزة بس تتصرف كصورة للعيلة مش اكتر.
- طب دي حاجة حلوة اوي.
كانت سخرية سيف واضحة للعيان وقد أخذ يصفق بيديه وهو يستطرد هازئا:
-واهو رجع الفارس الشجاع لبيته وهو شايل أميرته المدللة علي دراعه واللي هيا نفسها سندريلا بنت عمتى المفقودة ومش كدا وبس لا وكمان كانت بتمثل دور سنووايت اللى أنقذها الأمير من الساحرة الشريرة, دي حاجة جميلة اوي , نصقف كلنا تعظيم لابن عمى المغوار.
-كفاية يا سيف , أنت مش عارف انت بتقول اي.
قاطعه كريم هادرا بصوت غاضب وهو بحاول السيطرة على انفعاله اللا ارادى ,فأسكته حازم بيده وهو ينظر الى سيف بلوم:
-سيبه يا كريم يخرج اللي جواه ,يلا يا سيف قول اللي عندك.
هز رأسه بعنف وهو يقول كمن يهذى:
- ايوة هقولك كل اللي فى نفسى , ابويا دلوقتي بقي هو الراجل الشرير في القصة بعد ما المحامى الطيب فضحه , مش كدا ؟ وطبعا الأستاذ مجدى هياخد مكافأته من عمتى لأنه حافظ على بنتها الغالية.
لم يحتمل مجدى سخريته واستهزائه المبالغ فيهما فقاطعه بحزم وصرامة: اياك تمس عمتك أو بنتها فى نوبة غضبك علي اللي عمله أبوك , لو عاوز تلوم حد فالشخص دا راح عند اللي خلقه ومعدش باقي ليه غير العمل الطيب .
سيف : عمل اي اللي طيب ؟ اللي عرفته من ساعة ما مات يكفيني سنين أؤمن فعلا ان مفيش أشر منه علي الارض.
حازم: ربنا لوحده اللي يملك محاسبته على أفعاله , واحنا بشر زيه ومش أنبياء , وكل واحد منا له أخطائه وعيوبه , ومفيش فينا حد طاهر برئ من غير ذنوب !
ولا واحد , أعيدهالك تاني .. ولا واحد يا سيف ,وقبل ما تحاسب ابوك على اللي عمله , اسأله الاول ليه عمل كدا , اكيد عنده تفسير .
شعر سيف بدوامة الحقد تبتلعه بداخلها وهو يلعن بمرارة:
-كفاية! مفيش مبرر واحد للتصرف دا ,ولو سمحتوا محدش يركز في كلامي ولا العبط اللي قولته دا ومتخلونيش اقطع عليكوا احتفالكوا برجوع أميرة ,حمدا لله على سلامتك يا .. أميرة.
واندفع خارجا يتخبط بحيرته وشقائه فلحق به كريم وهو يطمئن الجميع: متقلقوش عليه , أنا هلحقه ومش هسيبه لوحده.
-ايوة يابني , ابن عمك محتاجك دلوقتي أكثر من أى وقت , روح ومترجعش الا وهو معاك.
كانت لهجة أمه المواسية والمشجعة له دوما هى خير معين له فابتسم لها بصعوبة وهو يقول مؤكدا: طبعا يا أمى مش هتخلي عنه دا اخويا.
وهرول لاحقا بابن عمه المحبط.
تلجلجت هناء وهى تشعر بكونها دخيلة على هذا الجو الأسرى فقالت متمتمة:
-حمدا لله على سلامتك يا بنت أخويا ، مبروووك رجوعها لحضنك يا فريال , استأذنكم اروح اوضتي , ملوش لزوم قعدتي هنا.
-اقعدي يا هناء , أنتي بنت عمى ,وعمة بنتى , ومش غريبة عننا , مكانك هو هنا وسطنا.
قالت فريال بصدق متمنية أن تعود المياه الى مجاريها مع ابنة عمها والتى كانت مقربة جدا منها وساهمت أفعال والدها ومصائب الزمن فى التفريق بينهما.
هناء : وهروح فين يا فريال ؟ مليش مكان غير هنا ,بس انا حاسة اني تعبت فجأة فهروح استريح شوية .
-هل أنتي كويسة يا طنط هناء ؟ أطلبلك دكتور؟
سألتها ريم بقلق وهى ترى شحوب وجهها وارتجافة يديها , فقامت هناء بمسح دموع ترقرقت فى عينيها وهى تغمغم:
-لا أنا بخير يا ريم , متشغليش بالك , بس محتاجة انام شوية , تصبحوا على خير.
انصرفت ترافقها تمنياتهم القلبية لها بالسلامة والخير.
*************************
انسلت ريم بهدوء مستغلة فرصة اندماج عمتها فى حديث ودى مع المحامى لتفاجئ سماح فى المطبخ ,وجدتها واقفة تجفف الأطباق المغسولة وهى تائهة بعالم الأحلام فقامت بممازحتها بحركة تدغدغها فشهقت الفتاة فزعا وهى تنتفض برعب كادت أن تفلت طبقا من بين يديها وقالت بطريقة طفولية تنفس بها عن ضيقها:
-آنسة ريم ,فزعتيني , مش هتبطلي بقي حركات العيال دي؟
كانت دوما تتبسط معها فى الحديث ولم تكن ريم تمانع أبدا مثل هذه العفوية فى علاقتها بسماح وأخذت تضحك بسعادة وهى ترى ملامح الفتاة تتغضن من أثر حركتها المفاجئة وقالت بمرح:
-يا هناه وسعادته اللي شاغل بالك؟
أجابتها الخادمة وهى تعيد الأطباق الى الجارور الخاص بها:
-مفيش حد يا آنسة ريم.
غمزتها ريم بمكر وهى تشاكسها:
-أنتي بتخبي عليا يا سموحة ؟
أجابتها وهى تتعلل بانشغالها بالعمل:
-أبدا ,أنا فقط كنت أفكر بـ ... بـ ..
ريم: بـ ... سعد.
انتزعها الاسم من مكانها كمن قرصته نحلة وقالت بارتباك:
-س .. سعد من ؟
أجابتها ريم وهى تمثل كمن يحاول أن يقدح زناد فكره ليتذكر شيئا ما وأخذت تقلد لهجة سماح:
-س.. سعد ... سعد , مش دا بردو مساعد عم ( مصيلحى ) الطباخ ؟ الشاب الوسيم قمحىّ اللون دا .
وأشارت بيدها الى قمة رأسها وهى تراقب سماح واللون الأحمر يغزو خديها فأجابتها بكسوف:
-يوووه يا أنسة ريم , واي اللي هيخليني أفكر فيه؟
ريم: الإنكار مش هيفيدك ياسوسة انا شوفتكوا بعينىّ انهاردة الصبح بتبصوا لبعض زي جوز العصافير الكناري قبل مايلمحكم عم ( مصيلحى ) ويزعقلكوا.
وانطلقت ضحكاتهما معا بعد أن انحلت عقدة الخجل لدى سماح فأجابتها معترفة:
-مفيش حاجة , دا بس مجرد اعجاب ,والله العظيم مخرجتش معاه غير مرة واحدة.
رفعت ريم حاجبيها دهشة من اعترافها السريع:
- علطول كدا اعترفتي من قبل اول قلم حتي , بقي خرجتى معاه , يا سلام ؟ وخدك فين ؟ وقالك اي؟ حاول يمسك يدك ؟ قوليلي كل حاجة بالتفصيل.
سماح: آنسة ريم ! ميصحش الكلام دا ، وبعدين انا مشغولة دلوقتي ولو جه عم ( مصيلحى ) بكرة ولقاني مخلصتش شغلي هيعمل مني شاورما.
لم تتمالك ريم نفسها من الضحك لهذا التشبيه الساخر فلسانه الحاد أفظع من شواية الفحم ,ولكنها أصرت عليها أن تقص عليها كل ما دار بينهما , كانت بحاجة الى صحبة لذيذة تخرجها من جو الاكتئاب المسيطر على المنزل ولتلهيها عن تفكيرها بذلك الوسيم الساحر جاسر الذى قابلته بالأمس لأول مرة , وقد كان لقاءا يفوق أكثر تصوراتها خيالا.
ريم : يلا يا سموحة , متخبيش عن صحبتك, عاوزة اعرف كل حاجة بالتفصيل الممل.
شعرت سماح بأهميتها المتزايدة لدى انصات الفتاة لها وهى تخبرها بما حدث بينهما من حوار محاولة اختزال اللحظات العاطفية فى اعترافه ,وحين أنهت روايتها أطلقت ريم تنهيدة حارة وتاهت بعالمها الخاص تسترجع لقائهما الخاص.
***************
استطاع كريم اللحاق بابن عمه الذى غادر المنزل فى خطوات سريعة متهورة ونجح بالامساك به قبل أن يركب سيارته وقال له بصوت متقطع من شدة اللهاث:
-ياربي ! استني يا سيف , نفسي اتقطع من الجرى وراك حرام عليك ياشيخ ,استني!
نفض يده التى وضعها على كتفه بعنف وهو يتراجع الى الخلف مهددا:
-ابعد عنى يا كريم , مش عاوز لا اشوف ولا اسمع حاجة , سيبني في حالي ياعم.
كريم: ازاي يابن عمي ؟ أحنا مش صحاب واخوات؟
ابتسم سيف بسخرية مريرة وهو يتشدق:
-اه احنا صحاب واخوات , مشوفتش بنفسك أننا آخر من يعلم فى البيت دا , الباشمهندس حازم بنت عمنا واللي اتضح بعدين أنها بنت عمتك اللي كانت ضايعة واللي مكناش عارفين انها عايشة اصلا , والأدهى من دا الدور المشرف اللي لعبه ابويا في القصة دي , كل دا وعاوزني افضل ؟
كريم : واي اللي يكدرك انت كدا ؟دا مش ذنبك وعمى شخص بالغ ومسؤول عن تصرفاته ,والا فانت تحاسبني انا علي اللي عمله ابويا من سنين طويلة لما ساب أمى واتجوز واحدة تانية.
كانت نظرات كريم تطفر بالألم المرتسم بداخل أعماقه والذى طالما حاول أن يخفيه حتى عن أقرب الناس اليه متظاهرا بالقوة والقدرة على النسيان ,ولأول مرة يراه سيف بهذا الشكل ,ويبدو أن كريم قد أصابه الندم لاظهاره ضعفه الواضح وكشف عن غطائه الذى كان يستر به النقص الذى عانى منه طوال فترة طفولته وشبابه ,شعر سيف بالتعاطف يتعاظم نحو ابن عمه وهو الذى جاء ينشد مواساته فى حين أنه هو بأمس الحاجة الى مساندته ,فالتفت اليه محتضنا اياه بين ذراعيه القويتين ضاغطا على ضلوعه بقسوة كما اعتادا أن يفعلا منذ صغرهما لاثبات تفوق أحدهما على الآخر , مما جعل كريم يدفعه ممازحا وهو ينهره:
-كفاية يابني , هتعصرني كدا.
سيف : اعترف بأني اقوي منك.
وكوّر قبضته فى الهواء مظهرا عضلة ساعده المنتفخة والتى تظهر قوة لا بأس بها.
كريم : ماشي ياعم المصارع ,تعالى نروح بعيد نشم شوية هوا نضاف بدل الجو الملوث اللي احنا فيه دا .
سيف: طب يلا تعالي ورايا بعربيتك ونشوف مين هيسبق التاني.
تقبل كريم التحدى بصدر رحب وهو يهرع نحو سيارته ليديرها ببراعة لاحقا بابن عمه الذى انحرف بمهارة ليتجاوز البوابة الحديدية بلمح البصر ,فيما قام هو بملاحقته عن كثب سامحا له بالتفوق النسبى عليه فى البداية ,كانا يتجهان نحو مكانهما المفضل بوسط البلد ,ذلك المقهى الأنيق الخاص بأحد الفنادق الفاخرة والتى يطل على كورنيش النيل.
وباللحظة الأخيرة استطاع كريم انتزاع المكان الذى أراد أن يصف به سيف سيارته مشيرا له بعلامة النصر وشعر بنشوة الانتصار حين لمح نظرة سيف المغتاظة وهو يلعن سوء تقديره لقوة خصمه.
صف سيف سيارته بمكان آخر قريبا واستعد ليغادر مقعد القيادة وقام بصفع بابه بعنف وكأنه ينوى تحطيمه فمال عليه كريم الذى لحق به قائلا بصوت ساخر وهو يصفر لحنا غربيا معروفا:
-شوفت يابن عمي أن المسألة مش محتاجة عضلات , الأهم موجود هنا.
واشار الى رأسه غامزا فأجابه سيف بضيق:
-ماشي ياعم الذكى , سيبتك تفوز عليا مرة واحدة متنساش مين هو صاحب المركز الأول دايما.
قهقه كريم عاليا وهو يغالب نفسه :
-صاحب المركز الأول مش هنا دلوقتي , اكيد بيشبع من حبيبته الله يسهله ياعم 😂😂
كان يقصد حازم بكلامه ,وشعرا هما الاثنين بأن ابن عمهما شخص محظوظ لأنه قد وجد الحب الحقيقى أخيرا وسط كل هذه الفوضى ,وقد كانا يغبطانه بداخلهما لأنه استطاع أن يتغلب على الصعاب ليجتمع بمن أسرت قلبه وان خالط هذا الشعور احساس بالخيانة لأنه أخفى عنهما هذه التفاصيل المهمة.
أخرجه سيف من شروده حين جذبه من ياقة قميصه هازئا:
-يلا بينا
عدّل كريم من هندامه بحركة مازحة وهو يقول بغضب مصطنع:
-بوظت بريستيجي ياعم , افرض واحدة من البنات اللي هيموتوا عليا شافتني وانت بتشدني كدا منظري هيبقي اي ها؟
تشاركا فى الضحك وهما بالدخول الى الفندق حين لمحا فتاتين تديران ظهريهما لهما تقفان بارتباك على الرصيف القريب منهما ,واثنين من الشباب العابث يحاولان معاكستهما بكلمات خارجة عن اطار الأدب ويبدو أنهما كانا يحاولان قطع الطريق عليهما.
نظر كلا من سيف وكريم الى الآخر بمغزى مفهوم وانطلقا يخلصان الفتاتين من هذا الموقف السخيف فاقتربا بهمة من الشابين المفتولى العضلات فابتدرهما سيف بقوله برنة غاضبة ناهرة:
- انتو بتعملوا اي ؟
وقام كريم هو الآخر بمناورة ليطبق غليهما من الجانب الآخر وهو يشيح بيده ليصرفهما:
-يلا يابني انت وهو ابعدوا عنهم, ميصحش كدا.
لم يبد على ايا من الشابين أنهما سوف يستمعان الى النصيحة وقررا بدء المعركة بقول أحدهما:
-وانت مال اهلك ياض؟
وقال الآخر وهو يشمر عن ساعديه بحركة مقصودة:
-البنتين دول صحابنا اصلا ويلا اتكل علي الله انت وهو من هنا.
وهمت الفتاتان بالاعتراض ولم تكن احداهما قد دققت النظر الى وجه مخلصها فشهقت احداهن وهى تقول غير مصدقة:
-كريم !
سماعه لنبرة الصوت المألوفة على أذنه جعلته يحدق بوجه الفتاة الجميلة التى أطلقت اسمه بهذه النغمة الرائعة من بين شفتيها فابتسم ببطء على الرغم من جسامة الموقف الذى يواجهونه وهتف متعجبا:
-هديل !
ثم استدرك موقفه فانطلق نحو الشاب الأقرب لها وأزاحه بعيدا فى حركة غاضبة وهو يهدده:
-ابعد عنها حالا والا مش هخليك تتعرف علي وشك الحلو دا بعد اللي هعمله فيك.
رد عليه الآخر مكابرا:
-وليه ابعد انا ؟ ما تمشي انت من هنا يعم انا مش هسيب حتة الملبن دي تفلت من ايدي .
كريم : دي خطيبتى ياض , ويلا غور من هنا بدل ما اقل منك.
فيما كان سيف يراقب وجه الفتاة الأخرى المصدومة وهى تشاهده يدافع عنها ببسالة وشهامة وانتهز الفتى الآخر فرصة انشغاله بالتحديق بها ليوجه له لكمة قوية فى فكه أطلقت الدماء من جرح بشفته السفلى فانتبه من شروده وتفادى لكمة أخرى برشاقة ثم قام بدفعه بقبضة يده ليلكم معدته فتأوه متألما ليعاجله بركلة بين ساقيه كوّمته أرضا وهو يئن محاولا الدفاع عن نفسه وهو يقول باستسلام:
-خلاص خلاص , همشي يباشا , وحياة امك ماتضرب تاني.
وقام صديقه بانهاضه من على الارض وهو يجره من ذراعه مبتعدين عن ساحة المعركة ويهمهمان باعتذارات كثيفة اتقاءا لشر هذا الرجل الضخم.
أسرع كريم نحو ابن عمه ليطمئن على سلامته وهو يرى جرحه ينزف بغزارة:
-سيف , انت كويس ؟
أجابه سيف ببرود وهو لا يغفل عن نظرات مها المشدوهة وهى تقترب منه ببطء:
-ايوة , أنا تمام , متقلقش.
قامت مها باخراج منديلا مبللا من حقيبتها وسارعت لمسح خيط الدم الذى انسال من شفتى سيف ليغرق ذقنه بلمسة حانية وهى تقول باضطراب ملحوظ:
-أنا آسفة جدا علي اللي حصل لحضرتك بسببي.
كان لتناقض تأثير لمسة أناملها الناعمة على بشرته الخشنة بفعل ذقنه النابتة فعل السحر على قلبه الذى شعر به يخفق بقوة وهو يتنسم عبيرها الزكى فيما شعرت هى بتوتر فى أعصابها حين أمسك بالمنديل فى يدها فلامست أصابعه باطن كفها وأزاحه عن وجهه فى حركة عصبية ونظر الى عينيها بعمق مستفسرا:
-بجد آسفة ؟
تبعثرت الكلمات على شفتيها محاولة الخروج لتبدى ندمها ولكنها ما لبثت أن خفضت بصرها بحياء فاحتار سيف لمرأى هذه النظرة الجديدة عليه , لقد كان يعتقد أنها كأى سكرتيرة أخرى عرفها فى حياته لا بد أنهن يتصنعن هذا الخجل الغير حقيقى لتبدو وكأنها ملاك يمشى على قدمين ,وحدثته نفسه بأن هذه الفتاة تختلف عن غيرها ,لا بد أنها تجيد التمثيل لتخدع شخصا متمرسا مثله بهذه السهولة.
فيما كانت هديل تردد عبارات الشكر وهى ممتنة لتدخل رب عملها وابن عمه فى اللحظة الأخيرة لانقاذهما من هذا الموقف المحرج وشعرت بنظرات كريم المقيّمة لها وابتسمت حين تذكرت كذبه المقنع حين أخبر الشاب أنه خطيبته ,وغالبتها رغبة عمياء لتحلق بعيدا متخيلة أنها فعلا مخطوبة لهذا الشاب البالغ الرجولة والأناقة ,وأنها سوف يدافع عنها لأنها تخصه هو وحده.
سيف: علي اي الابتسامة دي ؟
-هه .
انتبهت من شرودها على صوته الآمر المسيطر ليخرجها من عالم أحلامها الوردية فأشاحت بوجهها بخجل فطرى وهى تردد كأنها تنفى عن نفسها تهمة خطيرة:
-ولا حاجة , بس كنت بفكر ان ربنا بعتكم في الوقت المناسب عشان تنقذونا, شكرا مرة تانية , يلا يا مها مش هنمشي ؟
كانت مها بعالم آخر واقفة تحملق فى عينى سيف الآسرتين لها وهى ما زالت غير واعية لسؤال صديقتها الزاجر فجذبتها بعيدا عنه وهى تحثها على الاسراع للمغادرة فحاولت مها الاحتجاج قائلة:
- بس احنا لسه مسهرناش يا هديل !
تصرف كريم بسرعة بديهة قبل أن تضيع منه الفرصة التى قدمت له على طبق من فضة فقام بسؤالهما:
-انتو كنتو ناوين تسهروا هنا ؟
أجابته مها بصراحة :
-اه ,احنا فكرنا ان ممكن نسهر ولو يوم واحد في مكان شيك وراقي زي دا.
ورنت بنظرها الى المبنى الشاهق الارتفاع من خلفهم.
قامت هديل بتعديل جملة صديقتها:
- بس الوقت شكله اتأخر ,يلا نمشي يا مها , مش عاوزين نعطل كريم بيه وسيف بيه عن سيرتهم.
قلّد كريم لهجتها الرسمية ضاحكا:
- كريم بيه !
ثم اقترب ليهمس بأذنها بطريقة مازحة لا تتناسب مع الوقار الذى حاول اظهاره وهو يقول:
- مش كنت كريم بس من خمس دقائق ,وبعدين انتي نسيتي انك خطيبتى ؟ وهو ينفع الواحد يسيب خطيبته لوحدها ؟
وقام بتقديم عرض لا يمكن رفضه :
- يلا بينا نكمل السهرة سوا , الا لو كنتوا مستنيين حد؟
مها: بجد ؟ لا , مش مستنيين حد , احنا خارجين لوحدنا.
اندهشت هديل من عرضه الغريب وشعرت باللوم تجاه صديقتها لتسرعها بنفى وجود رفقة لهما وتمنت لو استطاعت أن تتعمد المماطلة فى الموافقة فها هما قد تورطتا بهذا الاجتماع المفاجئ.
شعر سيف بالحنق من دعوة ابن عمه للفتاتين دون استشارته , فما كان ينقصه الا الخروج مع احدى السكرتيرات اللاتى تعملن فى شركتهم ,لقد أقسم ألا يقع بنفس الفخ الذى سبق لأبيه بالسقوط فيه ,ولكنه وجد نفسه متورطا فى هذه السهرة وما باليد حيلة , فليكن اذا أردت هذه الحرب فمرحبا !
قطع الصمت أخيرا بقوله بلهجة حاسمة:
- يلا بينا مش عاوزين نضيع وقت تاني.
ومال نحو مها ليتأبط ذراعها وهو يواجهها بقوله وكأنها تهمة:
-تعرفي اني مكنتش اعرف انكو صحاب ؟
أجابته بلهجة ذات مغزى:
-أنت متعرفش حاجات كتيرة اوي عني.
-وليه منصلحش الغلط دا ؟
كانت دعوة غامضة تشى بمغامرة غير مضمونة العواقب ربما هى أكبر من طاقتها على التحمل.
وتوجه الأربعة الى الداخل وكل منهم يحس بمشاعر متضاربة.****************
عاوزة ارائكم وتوقعاتكم ومتنسوش تقيموا البارت ياقلوبي💕💕😍😘بحبكم
Rawan Sedek
أنت تقرأ
(عشقت صيادي)
Romantizmكانت حياتها كالبحر الهادئ بلا أمواج🏝، وما ان عصفت الريح بدفتها حتي بحثت عن شاطئ ترسو عليه سفينتها . فتحطمت أحلامها البريئة علي صخور جزيرته النائية🏕 ، ولكنها قاومت دوامة سيطرته القوية رافضة أن تغرقها في القاع . وادرك هو أن ليس كل مايلمع فهو ذهب،...