🌸5🌸

55 5 0
                                    

بعد عدة أيام
بدأت أعراض الحمل تظهر على جويرية التي كانت في شهور حملها الأولى ، إقترحت عليها الفتيات أن تأخذ عطلة وتذاكر من البيت وتساعدها الفتيات في ما سيفوتها ، وافقت جويرية لتعبها الشديد
_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-
ذهبت لتجلس فور دخولها النادي على إحدى الطاولات ، تناظر المكان حولها بدقة كأنها تراقبهم ، شكلها يوحي أنها من ذاوي الطبقات الغنية ، لوحت بيدها لنادل النادي لتطلب مشربها ، وتنتظر من ستقابله
_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-
:ممكن أفهم ايه اللي بيحصل هنا مش عشان أنا خرجت بدري إمبارح يكون في تسيب بالشكل دا أحب انذركم كلكم اللي مش هيشوف شغله كويس ويراعي ربنا فيه ميزعلش من اللي هيحصل
أنهى كلامه وذهب لمكتبه غاضبا من الفوضى التي تعم المكان ، لحق به سفيان ليهدأه قليلا
سفيان : حذيفة ،اهدأ أهدأ
حذيفة : خلاص خلاص أنا كويس الحمدلله ، مش متنرفز ومش متعصب هادي جدا
سفيان : بس باين بس يلا
حذيفة : يعني بالله عليك اللي انت شيفوه دا اسمه دا اعمل فيهم ايه دول بس ، هيجلطوني
سفيان : فعلا هما قصروا ، بس انت كن عاقل وهادي ، وانت عملت اللي عليك اللي مش هيشتغل هيترفد على طول
حذيفة : أكيد ، اه صحيح ، شوفي لي شؤون العاملين ، وإعرف لي طلاب التدريب هيجوا امتى
سفيان : متسأل مسك ولا رحيق
حذيفة : هما دول ليهم في حاجة غير الأكل وبس
سفيان : تمام نسألك ، واه صح رغد بتزرو عيلة والدها وحتى الآن مجتش عندنا ولا زارت حد من العيلة
حذيفة : طب الحمدلله ، يلا اتكل انت
سفيان متمتا : فعلا خدام اللي جابوك انا
حذيفة : بتبرطم بيقول ايه
سفيان منصرفا : ولا حاجة سلام يا اخويا
وذهب وتركه ليحاول إنجاز كمية كبيرة من عمله لأخذ إجازته العائلية ، ولكن هل يا ترى هل ستكون كاكل عام أم أن هناك آخرون
_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-
في ڤيلا عبدالرؤوف العامري
أتصلت شقيقة ياسين (مودة ) تبلغه أنها ستصل للمطار بعد ساعات قليلة ومعها شقيقها ( معاذ ) وتريد منه أن يرسل لها العنوان ، أرسل لها الموقع لتصل بعد ساعتين هي وأخيه معاذ وأمها فادية ، لم تخبر أخاها لتجعلها مفاجأة له
( مودة عبد الرؤوف العامري :
تبلغ من العمر  24 عاما ، كانت تعيش مع عائلتها في فرنسا ، رُبيت على خير التعاليم ، الا وهي التعاليم الإسلامية ، لتنشأ لتكون ذات نصيبٍ وافرٍ من العلم والدين ، فتاة طيبة جدا وعطوفة بمن حولها ، في اخر عام بكلية الجراحة
معاذ عبدالرؤوف العامري :
يبلغ من العمر 27 عاما ، لا يختلف كثيرا عن أخته ، شخص جاد جدا في عمله ، لا يختلف عن أخيه أو أبناء عمومتهِ ، حاصل على شهادة البكالوريوس في إدارة الأعمال
جميعهم إخوة لحذيفة وسفيان ورحيق ومسك
فاديه القريعي :
تبلغ من العمر 47 عاما ، شقيقة نادية والدة حذيفة ، وزوجة عبدالرؤوف ، ووالدة ياسين ومعاذ ومودة ، كانت لها الفضل الكبير في تربية أبنائها وبالذات بعد وفاة زوجها ، امرأة ذات خلق علي ، جميلة الملامح برغم سنها ولكنها تحتفظ بجمالها الأخاذ فمن يراها يكاد يجزم أنها تناهز الثلاثين لا أكثر)
سلم ياسين على أمه وإخوته ودخل ليعرفهم على مسكنهم الجديد ، القريب من ڤيلا عمهم الراحل عبدالخالق، بعد أن استقروا وارتاحوا ، طلبت مودة من ياسين أن يصطحبها الجامعة الأزهر لتلتحق بها ، خرج ليستقل سيارته وهي بجانبه
مودة : بقولك يا ياسين أحود على ولاد عمك
ياسين : احود ، بت انتي متأكدة انك كنتي في فرنسا
مودة : اه والله كنت هناك ، وبعدين مالها احود ولا اقولك متزعلش نفسك اركن على جنب ياسطا
ياسين : لا بجد بقيتي بيئة وانتي مكملتيش أقل من ساعة في مصر  ، أهو يلا ركنت انزلي _ وأكمل ساخرا وهو يسير خلفها _ قال فرنسا قال
حين دخلت مودة ورأت نادية جالسة وبجانبها سفيان ركضت لتحتضنهم بسرعة : يا اهل الدار وحشتوني يا اهل الدار
نادية : حبيبتي، روحي وحشاااااني اوي اوي يا حبيبة خالتك
مودة : وانتي اكتر والله يا ندوش ، _ قالت موجهتا لسفيان _ عامل ايه يا وحش _ وضربت كتفه بحركة معروفة بين الشباب
سفيان مازحا : ايه الداخلة دي ، لا البت دي مستحيل تكون عايشة في بلاد بره ابدا
مودة : بصي يا خالتو ابنك المعفن
نادية : بصوا خمس دقايق بريك وبعدها كلوا بعض زي ما انتو عايزين
دخل ياسين : لا مكنتش اتوقعها منك ابدا يا نادو دا بدل متهديهم
نادية : حبيب قلبي ، والله انا زهقت ومش فاضيلهم
ياسين : وراكي ايه
نادية : مش مهم قولي أمك جت ولا لأ
ياسين : ايوا جت ، تعالي اوديكي ليها ، دا هي نفسها تشوفك
نادية : ثواني بس البس واجي _ وصعدت لتتجهز لترى شقيقتها الوحيدة التي لم ترها منذ عدة سنوات
مودة متسائلة وهي تبحث بعينيها في المكان : أمال التوأم المتوحش فين
سفيان : إنتي تحمدي ربنا إن التوأم المتوحش دا مش هنا وإلا كان أكلك
مودة : خلاص ياعم ، المهم هما فين
سفيان : في جامعتهم
ياسين : متشوفي هما في انهي جامعة وقدمي هناك عشان تكوني معاهم
مودة : لأ أنا عايزة جامعة الأزهر
ياسين : بس...
قاطعه سفيان : هما اصلا في جامعة الأزهر اللي هنا
مودة : بجد ، طب يلا نوصل نادو لماما وانتى تعالى معانا يلا وانت يا ياسين روح جهز العربية
سفيان هامسا لياسين : هو حضرتك مش ملاحظ أنها بتتأمر علينا والمفروض أن العكس اللي يحصل
رد ياسين : إسترجل يا خويا وعلي صوتك
رد سفيان : لأ يا خويا رحم الله امرئ عرف قدر نفسه
ياسين : يعني نقرأ عليك الفاتحة
مودة بصوت صارم : يلا منك لوه واقفين يرغو ولا كإن وراحهم مشاغل
ذهب سفيان ليستعد هو الآخر وذهب ياسين لتجهيز السيارة .
أوصلوا نادية لڤيلاتهم وواصلوا ذهابهم لجامعة الأزهر الخاصة بالفتيات ، لتلتحق بها مودة وبعد أن إنتهت إتصل سفيان بأُختيه ليعلمهم عن وجوده مع ياسين ومودة ليسرعوا بالحضور مع صديقاتهن
عند رحيق ومسك
بعد أن أخبرهم سفيان بوجوده ومع ابناء عمهن الحوا على خديجة وحفصة بأن تأتيا معمها ليتعرفوا على مودة تلك الشيطانة الصغيرة ، ذهبت معهم حفصة وخديجة على مضض ، حين رأتهم مودة قادمين ركضت بسرعة تحتضنهم بقوة وتصرخ من الفرحة ، جذبها ياسين من قفاها وكمكم فمها بيده : بت اسكتي الناس بتبص علينا
أبعدته مودة عنها بنزعاج : ايه ياعم ميبصوا ، وبعدين بقى بقالي كتير مشفتش العفاريت دول _ نظرت لخديجة وحفصة _ مش تعرفونا ولا ايه
مسك : أكيد ، دي خديجة ودي حفصة ، ودي يابنات بنت عمي مودة ، شيطونة في نفسها كدا ، والاخ دا أخوها ودا البأف دا اخويا
سفيان : ماشي يا مسك أما وريتك ، أنا بأف
ياسين : لينا بيت يلمنا وقتها نتحاسب
مسك : في ايه يا جماعة صلوا على النبي ، كنت بهزر الله
ضحكت خديجة وحفصة : ايوا كدا ، أظهر وبان عليك الامان _ نطقت بها خديجة _
حفصة : يا شيخة رحم الله امرئ عرف قدر نفسه
مسك : خلاص يا جماعه الخير مكنتش كلمة وإنتي يالي تعتبري أختي مبتدفعيش ليه
رحيق : بنفنيمي يمبنبن يتتب
خديجة : سلاما قولا من رب رحيم ، ايه دا يا بنتي اتلعنيننا
حفصة : مش شيفا بقها مليان ازاي
رحيق : خلاص خلاص بلعت اهو ، سفيان وياسين يلا هونا
سفيان : نعم ايه هونا دي
رحيق : يلا روحوا ، هنزور صاحبة لينا وبالمرة نعرفها على مودة ، وقبل ما تنطق قلت لماما يلا هوانا
ياسين : يلا يا عم نصيع إحنا
وتركوهم وذهبوا
مودة : مين بقى اللي هنزورها دي
رحيق : بصي يا مودة إنتي في كلية طب يعني تعتبري دكتورة ودي أخر سنة ليكي
مودة باستغراب : ماشي بس دا ايه علاقته بصديقتكم
مسك مترددة : هي...يعني...
مودة بغضب : ماتنطقي في ايه
حفصة : حامل
مودة : وليه مترحش المستشفى ولا هي....، ولا أنا مليش دعوة بالقرف دا
خديجة : قرف ايه ، تقصدي ايه ، هي فهمت ايه دي
مسك بنرفزة : مش عارفه ، تقصدي ايه يا مودة
رحيق بعصبية : انتي فاكرة أنها غلطت مع حد ولا ايه
حفصة وكادت بالهجوم عليها : لمي نفسك يا بت انتي ، اللي سعادتك بتعمليه دا يعتبر قذف يا متعلمة يا مسلمة ، ايه في ايه عمرك ما قرأتي قران ولا ايه ، معدتش عليكي ايه وان الظن لا يغني من الحق شيئا
حاولت مسك تهدئتها وخديجة تهدئ رحيق
مودة بنبرة حادة : امال ايه مش بتروح المستشفى الا لو فيه إنَّ
حفصة : فعلا في إنَّ بس مش زي ما إنتي فاكرة ، يلا بينا أنا ورحيق وخديجة هنروح بعربيتي وانتي يا مسك مع بنت عمك ، واشرحيلها في الطريق ، ركبوا السيارة وتوجوا لجويرية ، بعدما عرفت مودة قصة تلك الفتاة أشفقت عليها ، وندمت على تسرعها الذي دائما يودي بها للقاع ، وصلت حفصة وخديجة ورحيق أولا وأخبروا جويرية بقدوم مودة ، لما تمانع جويرية شئ بدت هادئة شاردة الذهن
رحيق : جويرية في ايه
لم ترد عليها جويرية فنادت مرات أخرى ولم ترد الا حين هزتها خديجة
جويرية : ايه في ايه
حفصة : ايه اللي بيحصل بناديكي من ساعة حضرتك اللي في ايه
جويرية : معلش مرهقة شوية
ضمتها رحيق لصدرها : ألف سلامة عليكي يا قلبي ، مالك بس
جويرية : مش عارفة ، شوية أشتهي حاجات وارجع من حاجات ، مزاجي متقلب _ دخلت مودة مع مسك وسمعت كلام جويرية فقالت _ دا طبيعي جدا في فترة الحمل وبالذات في الشهور الاولى
نهضت رحيق : دي بنت عمي تعتبر دكتورة
ضحكت الفتيات _ مودة : لا دكتورة يا حبيبتي ، المهم خلوني أشوف الحالة الاول
مودة : إنتي في الشهر الكام دلوقتي يا قمر
جويرية : حوالي الثاني ، في آخره
وبدأت تسألها العديد من الاسألة جويرية تجيبها
مودة : الجنين بصحة كويسة جدا ودا الحمدلله ، بس انتي اللي محتاجة تتغذي ، سؤال مهم حبتين ، البيبي دا فرحتي بيه ولا لأ
صدمت جويرية من هذا السؤال المباشر كانت تحاول دائما أن تكذب على نفسها وأن تقنع ذاتها بحب هذا الطفل الذي ينمو في أحشائها ، لم تستطع جويرية الرد بسرعة كبقية الأسئلة فظلت صامته ، فستنتجت مودة أنها لا تحب هذا الطفل
مودة : بصي يا جوجو طبيعي إنك مش تحبيه أو مش تتقبليه بس....
قاطعتها جويرية وكأنها تقول لذاتها قبل أن تخبر مودة : بحبه ، ايوا بحبه بحبه جدا جدا ، انا بحبه جدا
كانت دموعها تنساب على وجنتيها
مودة : جوجو ، بتحبيه ؟
جويرية : سبحان الله ، أنا مكنتش طيقاه اصلا ، بس دلوقتي أنا بحبه ، بحبه جدا
مودة : ربنا يبارك فيك وفيه يا حبيبتي
أمضت الفتيات وقت ممتعا ، شعرت مودة كم أن جويرية فتاة ضحوكة ، البسمة لا تفارق وجهها تضحك من حولها ، ولكن هنا حزن عميق في عينيها .
مودة : جوجو ، انتي ليه مش بتروحي المستشفى
جويرية : مسك قالت لي انها قالت ليكي قصتي
مودة : ايوا قالت لي ، بس انا مش فاهمة ليه برضو
جويرية بذعر وكأنها تتذكر ما كان يحدث بل كأنها تراه أمامها : الراجل دا كان ذكي بدرجة مخيفة ، كان ديما يقول أنه بيعرف يقرأ لغة الجسد بسهولة ، خائفة يعرف اني في مصر  والمصيبة لو عرف اني حامل ، ممكن يقاضيني وياخد ابني ولا بنتي مني ويربيه على المجازر اللي هوا عايش فيها ، مقدرش اغامر مقدرش
ربتت مسك على كتفها برفق كأنها تواسيها ، صدح  كل جويرية يعلن عن اتصال من خالتها
جويرية : السلام عليكم ،ازيك يا خالتو
شروق وهي تلهث بشدة : مش وقته ، ايروين عرف انك في مصر ، بسرعة حاولي تتصرفي _ لم تجد استجابة منها ، صرخت بها بقوة وأيضا لم تستجب فالصدمة أقوى _ اخذت خديجة الهاتف وفتحت مكبر الصوت لتسمع لتعليمات الخالة
شروق بجدية : بصي يا خديجة ، الزفت ايروين عرف أن جويرية في مصر ، بس هوا لسه مش متأكد ، بعد اما اخلص تاخدي الخط تاكسريه تمام ، جويرية عاملة هوية تانية باسم جوري ، هوية تانية خالص المعلومات غير الأصلية تمام ، هتجيبوا كله دا معاكم تمام ، الورق دا كل قانوني ، جويرية ، تلمي هدومها وبسرعة تروح عند واحده غيرك وغير حفصة لأن الزفت عارفكم ...
خديجة : جويرية حامل
شروق : ايه ، حامل ، يا دي المصيبة دا لو عرف مش هيسبها خالص ، لازم تحاولي تعمليلها قسيمة زواج بتاريخ يبين أنها حامل من زوجها الحالي مش الزفت دا
خديجة : خلاص تمام يلا في رعاية الله
أغلقت خديجة الهاتف وبدأت توزع المهام على الفتيات ، حفصة الملابس ، رحيق الاوراق ، خديجة الخط وتبديله ، مسك تُلبس جويرية ، مودة تصنع مشروب ليمون لتشربة جويرية لأن معدتها فارغة ، بعد حوالي ساعة إلا ربع إنتهت الفتيات من حزم كل شئ وتجهيز ما يحتاجون إليه  .
مودة : معلش عارفة إنه مش وقته ، بس انا حسه إنكم بتبالغوا
جويرية : لأ مش بنبالغ ، احب اقول لك أن الراجل دا زعيم اكبر ماڤيا في العالم
مودة : طلاما هوا متمسك بكي كدا ، ازاي طلقك اصلا
جويرية : فكريني اقولك بس أستقر بس الأول
إنطلقت خديجة بمفردها لتحاول صنع تلك الأوراق المزورة ( القسيمة )  ، البقية ركبوا مع بعضهم في سيارة رحيق ، أوصلت حفصة لمنزلها ، وكذلك مودة أيضا
مودة : خليني اجي معاكم
رحيق : مودة ، أنا قلتلك ايه ، الله اعلم امي هتوافق ولا لأ ، ومش عايزة أحرج جويرية
مودة : تمام خلاص ، بس تطمنيني على طول
_كان هذا الحوار بصوت منخفض لكي لا تسمعهم جويرية

 وليُّ فؤاد 🌸حيث تعيش القصص. اكتشف الآن