الفصل الثامن

3.8K 98 4
                                    

الفصل الثامن
كان الصمت خلقها يثير رعبها فسارعت تقول:
-شكرا سيف علي أتصالك  مع السلامه..
ثم التفت إلى مراد تحاول الدفاع عن نفسها وقالت:
-ده  كان سيف بيباركلنا علي الجواز
هز مراد  راسة وقال:
-اممم سمعته تمام
أغمضتت نرمين عينيها وقالت في نفسهاوهي تسحب نفس للداخل:
اذن سمع أكتر من كده ، وفي هذه الحالة لازم أبر اتصاله انا كنت ناقصة يتصل أن ايه اللي خلاني بس ارد عليه منا كده لو ما عكتهاش مش بعرف أعيش علي عموم انا حتكلم و زي ماتيجي بقا
أكملت نرمين باهتزاز واضح في صوتها:
-اصل سيف  تعيس الأيام دي وأنا بحاول تخفف عنه مراته سابتله البيت واخدت معها إبنه الغريب ثم تصنعت الضحك وقالت:
-اعمل ايه بقا  كلهم ملهمش حد غيري يشيل همهم كاني مصلحة اجتماعية بس تعرف أتعوت علي كده بقيت أحب أعيش مشاكل الناس و أكون جزء منها
ثم فركت يدها متوترة وهي تبتسم .
. أما هو فوقف يعقد ربطة عنه قبل أن يدس يديه في جيبي سترته، و قد غدت عيناه ببرود صوته
- امممم يعني مكنتيش مستنية حد تاني يكلمك ؟كنتي مستنية مكلمته هو  صح  أنتي قلتي يمكن يكون و سكتي  و بعدين قلتي ممكن يكون أي حد
قالت في نفسها وعينيها تدمع لأنها شعرت إنها في موضع إتهام:
-لو قلت اني قاصت فارس  حيصدقني ! بكل تاكيد لا .شعرت بلثلج يلتف حول جسدها فلفت يدها حولها طالبه الدفء لقد تحولت ملامح وجه فجاءة اللي شخص آخر وتحول الحنان في عينية الي قسوة عارمة
وقف مراد  عند الباب وقال وهو ينظر إلي ساعة يده متعمدا يخشي النظر في عينيها:
- حتوصلك العربية يوم الخميس الساعه 11 كوني مستعده و متتاخريش تمام يلا سلام
أوقفته نرمين و قالت له بيوت به شجن:
مراد هو إحنا مش حنتقابل قبل كده؟ولكن أساريرة الباردة جمدت الكلمات في فمها وقالت:
-ماشي اشوفك يوم الخميس إن شاء الله سلام
-هز رأسه وهو يتحاشي النظر لها  وخرج دوم أن يتفوه باي كلمة

صباح  يوم الخميس في الحادية عشرة تماما ،  توقفت سيارةضخمة مزينة باشراءط البيضاء..   في هذة اللحظة رن جرس الباب فوقفت مترددة  ،. كانت قد أمضت الصباح متلغبطة متردده ؟أرادت الاتصال بيه الغاء كل شيء أرادت أن تخلو من وعوده بلزواج بها .
رن جرس الباب مرة أخرى . القرار الان لها في هذه اللحظة. وقد اتخذته سواء أكان صحيح ام خاطيء
انها تحب مراد  ايوة هي تعشقه حتي النخاع لذا  يجب تصبح  زوجته ، وعليها مواجهة العواقب وعليها مواجه قراراها بكل قوة
فتحت الباب ترد على الطارق..
- مايا  اوووو مش معقول المفجاءة دي مش المفروض انتي مع فارس
دخلت مايا البيت و هي تبتسم
-  تؤتؤ مش مع فارس اتصل بينا مراد   بصراحة انسان زوق جدااا وطلب من فارس يروح يساعده و انا جيت اشوفك لو محتاجة حاجة، وشكله كده هو فارس بقوا أصحاب لانه قال يكلم مع فارس زياده عن ساعتين في التليفون و في الاخر اتفقوا يتقابلوا

هزت نرمين  رأسها بتوتر وقالت:
- طايب متعرفيش كان بيتكلم مع فارس في إية كل المده دي
-تؤتؤ انتي عارفة أخوكي بوقه متخيط مش بيحكي أي حاجة وانا كمان ماتعبتش نفسي وسألته علشان عارفه الرد بصراحة قصرت الشر علشان مانتخانقش في يوم زي ده
 
وفي المعاد المحدد وصلت السيارة التي ستنقلها لمكان الفرح
دخلت نرمين السيارة علي أمل أن تجده بداخلها ولكن خاب أملها للمرة الثانية
     وفي مكان عقد قران ، رأت اخوها  ولكن لم يكن لديها وقت تسأله  هي علي صواب أم لا؟؟
رأت أيضا مراد  يقف هناك ، فارتعش قلبها حبا ، ولكنه حب تعجز عن البوح به أمامه .
هاهو مراد بلقرب منها في سيارة المتوجهة لمكان الإحتفال كان متحفظا جداا ... حين وضعت يدها على ذراعة ، التفت. ابتسم ثم سحب عينه بعيدا.  ...تري لماذا تزوجها؟
أوقف السيارة أمام فندق مهيب ، تقف إمامة السيارات بكثرة كأنه مؤتمر
قالت نرمين متعجبة بشده وهي تنظر حولها:
مراد  ايه ده ؟ وصمتت ... لماذا اختار مكانا كهذا لزفاف هاديء .
كانت باحة الفندق مكتظة بلناس ومن بين هذا الحشد رأت فارس يمسك يد مايا ...
قالت والدت مراد  مبتسمة :
نرمين  حببتي اهلا بيكي في عيلة الشرقاوي نورتينا يا حببتي وبجد من قلبي بشكرك علي المعجزة اللي عملتيها بجد تستحقي مكافئة
أجابت نرمين مبتسمة:
شكرا ياطنط ..بس من فضلك قولي لي أده وليه كل ده انا ماتفقتش مع مراد علي كل ده
جاءت صفاء  تحتضنها كادت نرمين  تقع بين ذراعي صديقتها فاهي المقربة الي قلبها دون الباقية
قالت صفاء لها بحب وفرحة:
الف مبروووك يا حبيبتي ربنا يتمملك بخير انا فرحنالك قوي كفايا انك صاحبتي مقربة و في نفس الوقت مرات اخويا يعني مش حنفترق
أصبحت الدموع تهدد بالانهيار من عينين نرمين  ولكنها تماسكت و اكتفت بهز رأسها لصفاء حتي لا تلاحظ ثم ميلت علي صفاء التي بدورها لاحظت دموعها وقالت نرمين:
-صافي  قوليلي هو اية اللي بيحصل هنا ده ماكنش اتفاقنا و اخوكي زي ما انتي شايفة محطوط علي الصامت علي طول 
همس صفاء ضاحكة :
-في اكتر من 200 مدعو كلهم من معارف مراد و عماتك واعمامك وخالاتك
التفتت نرمين إليه تسأله:
-ليه كل ده يا مراد. ؟
ابتسم مراد وقال:
-انتي تستهلي كل ده واكتر
خفق قلبها لحظات عمل كل ده عشاني معقول مش مصدقة اكيد عمل كل ده علشان مركزه الاجتماعي مش اكتر
امتدت يده الي أطراف أصابعها  تداعبها ، ثم انسحبت وكأنها لامست شريطا كهربائيا واقترب منها يقبلها علي جبينها
تقدمت منهم ماجي و الغل واضح في عينيها وكان الثغر جميل شاحبة. غير مبتسم حتي تحركت مرتجفا لتقول
- مراد. حبيبي ! مبروك
احتل نرمين  الألم و التوبيخ اللذين أحتوتهما كلمات ماجي
تعلقت ماجي بيد مراد وتمسكت به وكأنها تحاول أن تثبت للجميع أنه مازال ملكها
  ابعد ادم يدها بلطف عنه
ولم تجروء نرمين أن تستغرق النظر إلي وجهه أو جهها فاهي كانت في قمة غضبها منهم
انتهي الفرح و قام الكل بتوديع العروسين .احتضنت نرمين فارس بشدة وكأنها تستمد قوتها منه وأيضا احتضنها أخاها وكأنه استشعر خوفها فانز أكثر الناس معرفة بأخته حين تختباء بداخله هو قراء في عيونها أنها قد تسرعت في قرار الزواج ولم تعطي نفسها فرصة لاختياره أو اختبار حبها دربت فارس علي ظهرها يطمأنها وكأنه يقول لها لا تقلقي انا في ظهرك مهما حدث
خرجت نرمين من احضان أخاها و دعته
هما الآن وحدهما في سيارة بعد أن خلص الفرح كانت عينها مغنضتان بشده وفكرها يفكر فيما حدث،
خفت سرعة السيارة ، ولامست اصبع عنقها
و سألها مراد متحيرا:
بتعيطي ليه يا نيرو ؟
مسحت نرمين دموعها بظهر يدها وقالت:
-لا.لامبعيطش هو في حد بيعيط يوم فرحة ؟
ثم تظاهرت بالنظر حولها وقالت:
هو إحنا رايحين فين احنا بعدنا كتير قوي
رفع مراد حاجبية و أجاب باكتراس
الي المزرعة  ،،تحبي تروحي مكان تاني .!
ضحكت نرمين وقالت:
لو خيرتني حختار كوخ صغير يتسع لشخصين بس انا وانت ويكون بعيد في أبعد مكان و ما يكونش في لا تليفونات ولا نت ولا حاجة خالص
     كان المساء قد حل حين انعطفت السيارة الي بوابه الحديقة وأكملت طريقها علي ممر داخلي تحدده شجيرات  برز أمامها منزل ابيض جعلها تشهق
وقالت مبتسمة:
-مراد  المكان ده حيكلفنا فلوس كتير شكله غالي قوي ده فندق ولا ڤبلا بتأجر بصراحة حاجة فوق الوصف
ضحك مراد  علي عقوبتها وقال وهو مازال يضحك:
-اصبري علي رزقك انتي علي طول متسربعه كده 

عاشق لتمردها بقلم نرمين قدريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن