ان الحياة الجيدة الهانئة لا تنبت فقط بسقيها بالماء مثل البطاطا و انني يمكنني ان ارى قتامة ذلك الماء الذي ينسكب علي في الثالثة من العمر مذ غادرت امي البيت هاربة رفقة عشيق دون ان اتهمها بشيء اخذة دفئ شبابها منتشلة بطاطتها من الصقيع قاذفة نفسها في البحر اخذة الدفة من والدي الدكتور ابرهايم مستسلمة للشهوة و الوله بعد ان كاد قبطاننا يغرق السفينة الذي فقد عقله حرفيا ليستسلم بجسده الهزيل لالعاب السودوكو و الرهانات و الحفلات الماجنة و شرب كل ما يشرب محاكيا امي في كل شيء و يكتشف ولعه بالسيجار و الحشيشة التي صارت معشوقته
لا اذكر شيئا من الثالثة بسبب طفولتي المضطربة كانت تنتابني الهواجس و الكوابيس
كانت حياتي رتيبة حتى رايت احلاما عن امي و مع انني لم اراها فقد اتت في الاحلام مطابقة لما سمعته اذناي شابة عجوز ولهانة تتقاذفها الشهوة و التحفظ باردة تجاه ابي و كثيرة السخط و الانزعاج تدخن الماريغوانا احيانا ثم ما لبثث ان تغيرت الصورة تماما في الشتاء كانت ولهانة شديدة الجمال و مع ذلك فقد كنت واثقا حقا من انها امي و بدت لي مخالفة و لو لوقت قليل عما يقال و ان لم اكن انا نفسي موافقا على هذا كله ; كانت دافئة
كانت تاتيني في الاحلام تحتظن ذراعي قبل ان تذهب ثم و انا استنجدها يوقضني والدي بركلة للدوام
'انهض ايها الحيوان'
ازدادت هذه الاحلام بدات اراها كل يوم هذه المرة سالتها لم تركتنا يبدو ان سؤالي ازعجها قليلا او اخذها من احلامها كانت على وشك الرد قبل ان تستسلم للرجل الذي يناديها الدكتور تيمور
بعد هذا لا اذكر الحلم ولا ما يفعلانه مثل اسطوانة مشروخة
حينما كنت اناديها كانت تخفي وجهها اسفل شعرها الاحمر و تبدو على وشك البكاء ثم تلتفت و تغادر رفقة الغريب
كان يصعب علي تحديد اذا كان ما كنت اراه حلما ام يقضة
تكرر الامر كثيرا لذلك
فقد اصبحت اكره الاحلام فقررت السهر لم يكن شيئا صعبا
الى ان توقفت عن الاتيان الي مجددا انه اليوم التاسع لي من جون يوم
ارتخت اطرافي و استلقيت و انا اعد القهوة السوداء لكلينا
هذه المرة اعرف انني نائم و لكن كنت قد وصلت حدودي و في مثل ذلك الحلم الغريب حيث اختلط علي الحلم بالحقيقة شاهدت امي ها هاي تاتي تلهو قليلا أسالها تتصرف وكأنني لست موجودا ترتمي في حظن الرجل الذي يبدو أنه عشيقها لقد رأيته و تغادرلكن المشهد لا يتغير لا تأتيني أحلام جنسية عن أمي فقط أشاهدهما للأبد ربما لساعات و هما يركضان بينما أبي ينوح مكسور القلب ربما استمر المشهد لاربعة ساعات
لا ادري لم لم استيقظ هذه المرة ربما بسبب نومي العميق هل بدأت اهذي هناك شعور غريب الحلم سينتهي كما في كل مرة اليس كذلك
الا انني هذه المرة شاهدت جسدي لقد صرت مثل ابي في هذه المرة بل انني اشبهه كثيرا اورام حول عيني و ثغور حول وجهي و قد فقدنا الوزن ذقني نابتة
نمت مجددا تلك الليلة
نادتني انها هي بلا ادنى شك عرفت انها هي و ابتعدت محاولا تجاهلها و لكن لم استيقظ لازلت في تجربة البعد عن جسدي لقد علقت سرعان ما لاحظت ما انا عليه هناك خط مصدره جسدي
بدأ "كياني" يهتز و البعد الذي انا فيه عالقا بين الحلم و الحقيقة حاليا غير مستقر مثل رنين الة اتصال قديمة خربة قبل ان يحمل الطرف الاخر السماعة
دون الحديث عن الم ذلك شعرت بجسدي البارد اشدة برودة عن ذي قبل لا شك انه تجاوز الحد المسموح به للالم هل هذا ما يسمى جحيم
في العالم الحقيقي عندما اشعر بالم مماثل تنتاب ذاكرتي رد فعل طبيعي تنحاز للنسيان
انتابني الالم اشد هذه المرة لم اكف عن الصراخ كانت المراة التي هي امي تجرني خلفها لكن سرعان ما افلتتني نزرت الى وجهها لقد كانت مرعبة يبدو منها لسان مقطوع و وجه مرقع و جسدها ليس قطعة واحدة و صرخت شاهدتها تشعر بالحزن قليلا و انا انهرها تماما مثلما في الاحلام السابقة و انتهى الحلم
استيقظت تلك الليلة و انا اسرع الخطا لاغلق الموقد بعد ان هاجت المياه من الابريق و انا استعيذ بالله من الشيطان الرجيم
منذ تلك الليلة لم اعد احلم بامي لكنني اشعر بها معنا و قد قال ذلك ابي ايضا ظنا منه انه يحلم او ان الحشيشة بدات تاخذ في عقله حقا
انها خضراء انها بقرون نارية شيطانة ابن الشيطانة و بالطبع لقد صار قاسيا اكثر في عيد ميلادي الثامن عشر قررت الثورة تبادلنا اللكمات و ترك المنزل ربما للحانة و نمت في دمائي لازلت ضعيفا
بعدها تكرر ذات الامر مجددا كما قالت لي انها قادمة لاخذي في عيد ميلادي الثامنة عشرة كانت الملاءات انظف من ذي قبل و القمرا بدرا فقدت التحكم سلمت لها نفسي و انا انسلخ من جلدي رأيت جسدي الذي يحترق بنيران المبنى دخل والدي و هو يترنح باحثا عني بين النيران هذه المرة انظممت الي امي نرقب والدي عن كثب و هي تحتظنني محدثة اياي بانه بخير و اخيرا سينظاف لعائلتنا من الزومبي العفاريت
او هكذا تسمونهم اليس كذلك