حقيقةُ نفسِه

11 4 1
                                    

يتجولُ بالأرجاءِ و يُلقِي لومهُ هُنا وهُناك ، لِهذا وذاك ، يؤنِبهُم خفيةً ، لكِنهُ لم ينظُر لنفسهِ سيئةِ الطِباع ، كان يظنُ بنفسهِ مظلومًا ، وها هوَ الأن عالِم بحقيقتهِ التي كان يحسبُها بيضاء خاليةً مِن الشّوك ، أدرك كونهُ كان هو الشّوكة التي يخشى ألمها على نفسِه وعلى الآخرين ، بِمتلاكهِ التجاهُل الغير مقصود لِمن أحبهُم ، لِأفكارهِ التي تُخبِرهُ أنهُ دومًا غير كافٍ و ليس سِوى عِبئًا ثقيل على كاهِل من حولِه ، لِحُزنه لعدمِ تلقي الأهتِمام ، لغيرتهِ المُفرِطة ، لِأبتعادهِ الدائِم عنهُم ، لِحُبهِ الهربَ مِن الواقِع ، لِتصنُعِه مشاعِر زائِفة يشعرُ بخِلافها كُل مرة ، لِتميحاتِه الساخِرة عن ألمِه ، يودُ ان يكون صريح النُطقِ بِما يُخالِجُه ، يودُ لو كان هذا الصديق الرائِع الذي لم يخُن عهدًا قطعهُ بالبقاء ، لكِنهُ يجدُ نفسهُ غارِق في كُلِ مرة بِصراعاتٍ ذاتية لا تنتهي الا بإلقاء العِتابات لِشخصهِ التي تكونُ سبب متاعِبه ، إنهُ يحرِقُ ويُحرق ، يؤذِي ويؤذى ، يبكِي ويُبكي ، خطرهُ كامِنًُا بِروحِه الملوثة بعدما كانت بريئةً مِن رُفاتِ شعورِه ، يحتاجُ لِمعنى يُبقيهِ على قيدِ الأمل لا على قيدِ الحياة ، يحتاجُ لِمن يُلاطِفهُ شاعِرًا بِه ، يحتاجُ لِمن يكتشِفُ روحهُ الحقيقية التي تختبِئُ خلف هذا السواد .









لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jan 14, 2021 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

Internal chaos حيث تعيش القصص. اكتشف الآن