استيقظ الرمادي بخمول ليعتدل في جلسته بألم و يستغرب الغرفة المظلمة التي هو فيها ...
استوعب ما حوله سريعا ليضغط على زر استدعاء الممرضة ...
اتت الأخيرة رفقة جيمس الذي يتصاعد القلق في داخله على رفيق طفولته الوحيد و ما إن رأى تلك التعابير البلهاء على وجهه حتى زفر الهواء براحة قائلا بابتسامة شامتة "قلت لك لا تفقدها و ليس ان تجعلها تفقدك!"
كان هارلين متعبا عن الكلام لكن يداه في جال جيدة فمد يده نحو رفيقه و شد له شعره بقوة ليعيد اسقاطها مجددا بينما الأشقر يرغب حرفيا في قتله حيث صرخ "أيها اللعين ... سأنتقم"
ابتسم بتعب و اغمض عينيه بألم لتضرر جسده من الجراح الكثيرة ...
دخل جيمس حيث يتم لم الشمل قائلا بفرح "لقد استيقظ هارلين منذ قليل و هو بخير لدرجة ضربي اول استيقاظه"
كان الابوان يعالجان كلامه بينما الصغير قفز من حضن والدته متمسكا ببنطال جيمس باكيا "انتوني يريد هالي .. هالي شرير ... هالي وعد انتوني ان يجده عندما يستيقظ ... انتوني حزين"
ابتسم و قدم له قطعة حلوى كبيرة قائلا "هذه اعتذار من هالي ... هل يريدها انتوني"
اخذها المعني و بدأ يأكله بينما يحمله الاكبر نحو غرفة شقيقه الشارد ... فتحا الباب ليلتفت لهما من يستقل ذلك السرير الوثير و يبتسم بحنان لمن يعتبره طفله فاردا ذراعيه له على وسعهما ...
اخذ انتوني يبعد الشاب المستفز عنه ليركض نحو أخيه قائلا ببكاء "انتوني كان خائفا جدا اليوم ... هارلين قال انه سيكون مع انتوني عند ملاقاة بابا و ماما ... لماذا انتوني كان وحيدا و هو قد اطاع هالي بالامس"
أخذ يمسح على ظهر اخيه و شعره برفق هامسا بتعب "هالي اسف ... لقد كان مريضا لذلك لم يكن مع انتوني ... هل كان صغيري سعيدا اليوم مع الماما و البابا خاصته"
أومأ له بلهفة و استمر في سرد مشاغباته في فيدريك طوال اليوم لأخيه الذي لم يبعد ابتسامته الحنونة عن ثغره و قد اخذ يتفاعل معه بإرهاق شديد ...
أسند داران زوجته على جسده بينما يتأملان بكل فخر طفلهما الذي صار شابا يُعتمد عليه و يعتني بنفسه وشقيقه بكل حرص ...
أعطى جيسيكا لفيدريك كي يسندها و تقدم بلهفة نحو الفضي الشارد ليمسح بتردد على شعره الذي اشتاق للونه كثيرا ..
نظر له الأصغر بهدوء متساءلا عن مشاعر والديه نحوه .... لم يمهله والده وقتا بل ضمه بقوة كبيرة بين أضلعه هامسا بألم "اشتقت لك طفلي .... اهلا بعودتك هارلين"
أنت تقرأ
أقدار من رماد || Fates of ashes
Acciónمعاني الدفئ تجتمع كلها في عبارة "والدان محبّان" لكن ماذا لو كان حبهما و حمايتهما السبب الرئيسي لكل أنواع العذاب الذي تعيشه على مر سنين حياتك هارلين التوأم الذي ولد بجينات العائلة المعادية لعائلته التي نبذته بسبب ذلك و ذاق الألم من نعومة أظفاره من أ...