بذور الاحسان

11 1 0
                                    


 كان يا مكان في سالف العصر والأوان كان هناك شيخ فقير مسكين لا  زوجة له ولا ولد، يحيا في كبد نظره ضعيف وجسمه نحيف لا يقوى على العمل فراح يستجدي عطف الناس في الطرقات ويرجوهم أن يعطه ما يسد جوعه

ينام في بيت متواضع عاش فيه طفولته وشبابه وكان يأمل ان يموت فيه ولكن يعيش في الجوار شهبندر التجار رجل سمين ليس له قلب يحب المال حب جما ويزعجه رؤية العجوز والنظر اليه كابوس ولا يعجبه البيت الفقير في جواره على الرغم من انه موجود في مكانه هذا منذ سنين حتى قبل ان يأتي السمين .

فعرض على العجوز ان يشتري بيته لكنه كان دائما يعرضه بثمن بخس

وكان العجوز يرفض دائما ويقول لن أبيع لك بيتي مهما يكون

انزعج السمين وقرر ان يحارب المسكين فأمر كل التجار الا يعطوه صدقه او ينظروا اليه بشفقه والا سوف ينزل بهم العقاب، وكان يعمل عند السمين شاب طيب القلب رقيق رأى أ ن ما يفعله شهبندر التجار ظلم

فأخذ يفكر كيف يساعد الشيخ العجوز دون أن يقع به العقاب وبينما هو يجلس تحت شجرة التين العتيقة لمعت في رأسه فكرة

سوف يساعد الشيخ العجوز بوضع سلة مليئة بي الفواكه و الخضار امام بيته كل يوم في جنح الظلام .

وفي مطلع النهار حين فتح الشيخ الباب وجد امامه سلة مليئة بالفواكه والخضار اخذ الشيخ السلة الى الداخل وهو فرح مسرور واكل حتى شبع لكنه احتفظ بالبذور فقد قرر أن يزرعها.

وبعد يومين وجد العجوز سلة أخرى وضعها في الداخل واخذ محراث يحرث به الأرض واخذ يقلب الربة بعناء ولكن باجتهاد وبينما هو على هذا الحال مر شهبندر التجار فضحك ضحكة مجلجلة يا لك من عجوز خرف هل تعتقد أنك سوف تعيش لجني الثمار يا عجوز فرد الشيخ قائلا وما المشكلة حتى اذا مت أنا سوف يحصدها غيري، فرد السمين ومن الذي سوف يحصدها

أبناؤك؟ أم أحفادك؟ خبرني من يا وحيد زمانك

أشاح العجوز بنظره عن شهبندر التجار وأكمل رمي البذور وهو يبكي على حاله وبينما حل الظلام دخل العجوز بيته وهو عازم على معرفة من يأتي بالطعام، ثم تناول عشاءه وخلد إلى النوم وفي اليوم التالي وجد العجوز الطعام كالعادة فحمد الله ثم خرج يروي البذور ومرت أشهر على هذا الحال يأتي الشاب بالطعام والعجوز يهتم بمزروعات حتى نبتت على الأرض ، ثم شعر العجوز بالمرض يفتك بجسمه فقرر أن يسهر الليل حتى يكتشف من يأتي له بالطعام .

سهر العجوز طوال الليل فرأى شاباً عرفه على الفور إنه مساعد التاجر السمين ويدعى سعد فقد سمع التاجر يناديه بهذا الاسم أكثر من مرة ، كما يعرف أيضاً أنه يتيم الأب والأم ولم يشاء أن يفزعه أو يخيفه فقرر أن يكتب

وصية ويضعها عند القاضي ليسلمها للشاب عندما يحين أجله وكتب في الوصية أنا عبدالله الفقير إلى رحمته سليم أبن المعز أهب بعد موتي إلى سعد بيتي وجميع ما أملك ، وأوصيه أنه عندما (يجني ثمار الإحسان عليه وصل الإحسان)

بذور الاحسانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن