الفصل الخامس

27 10 0
                                    

- فقط فلتستخدمي هذه الآلة لمعرفة الثمن.. ثم قدمي الأغراض للزبون بلطف  بعد أن يدفع
-لا تقلق سيد هاتوري.. فلتذهب للراحة سأقوم بكل الأعمال
-هل تستطيعين ذلك حقا؟.. لقد كنت دائما أشتغل هنا لذلك أنا قلق لم أسلم أمر متجري لأحد من قبل سوى ذلك ال....آه، حسنا إيلين فلتقومي بكل ما لديكي
-إذهب للراحة سيدي.. سأعتني بالمتجر جيدا لا تقلق
بعد أن خرج السيد هاتوري جذبت إيلين  الكرسي الذي كان إلى جوارها وجلست عليه وأخذت تنظر لأنحاء المتجر كان ممتلئا بجميع الأغراض ولكن ينقصه النظام والنظافة.لم تكن تستطيع لوم رجل عجوز على ذلك ولكن المشتري لا يعترف بهذا المبدأ عند الشراء..لذلك فإن الأعمال فيه شبه منعدمة.. وهو ما جعلها تبحث عن كيفية جلب الزبائن
وقد حلت مشكلة النظافة و التنظيم في ذلك اليوم
رغم أنها لم ترد أن تشغل كامل يومها في للمتجر وأن تذهب لمنزل المدير لعلها تكتشف شيئا جديدا بخصوص حادثة الإنتحار.. ولكنها أرادت حقا أن تساعد السيد والسيدة هيرومي لاسيما بعد أن رأت فرحتها الشديدة بمنظر متجريهما الجديد المنظم
ولكنها في اليوم التالي لم تعرف مالذي يجب عليها القيام به هل يجب أن تصنع عصيرا مذاقه رائع يستطيع جذب العديد من الزبائن؟ ولكنها ليست جيدة في ذلك كما أنها ليست متأكدة من نجاح الخطة  وخاصة في الشتاء....
-هل أستطيع أخذ هذه؟
-همم.. أنا آسفة بالطبع تستطيع سيدي...هذا سعرها... همم.. سيدي هل أعرفك من مكان ما؟
-بالطبع عزيزتي لابد أنكي تعرفيني من التلفاز.. كما أنني لست أكبر منك بكثير لتناديني بسيدي
-هل أنت الممثل  المشهور ساتوشي شيرايشي؟ هذا رائع
-بالطبع.. أنا الممثل الرائع الوسيم هل تريدين توقيعي
-لا أقصد ذلك.. هل يمكنني أن آخذ لك صورة أمام  لائحة هذا المتجر؟
-ولكن ألا تريدين التوقيع؟
-أنا لست معجبة... فقد دعني ألتقط لك صورة هنا رجاءا سيمتلأ بعد ذلك المتاجر بفتيات الثانوية والمراهقات سيكون ذلك رائعا
-أنا لا أصدق هذا
-شكرا لك سيد ساتوشي
-هل يمكنني أن أعرف إسمك؟
-إن كنت تريد أن لا يهجم عليك المعجبون فلتذهب بسرعة لأنني نشرت الصورة بالفعل... سأجيبك عن سؤالك إذا تلاقينا مرة أخرى

              
                       ********************

لم تبق إلا دقائق معدودات،و يسافر القطار.. كان المطر ينضج بين أرصفة المحطة.. عبر خطوط السكة الحديدية.. والمسافرون يسرعون الخطى لحجز أماكنهم .. وهو يقف وحيدا .. محتميا تحت ستارة الرصيف .. حقيبته في الأرض إلى جانبه ، عيناه تائهتان .. تستشفان .. تتطلعان .. تترقبان . أيمكن أن تكون قد أخلت بوعدها ؟ أم تراها نسيت ذلك ؟ لم يعد ثمة مجال للإلتقاء بها .. بعد قليل سيسافر القطار ، ويتواری به عن هذا المكان ، من غير أن يكون قد رآها، ولا كلمها او تحصل منها ولو على مجرد ابتسامة . ورفع نظره إلى ساعة المحطة .. ثم أدار وجهه ناحية المطر .. وجعل يتطلع في المياه المنسابة عبر قضبان السكة .. وفي حركة فاترة ، ترك عقب سیقارته يسقط من بين اصبعيه وشعر أنه تعيس . نشطت حركة المسافرين أكثر على رصيف المحطة.. این حبيبته ؟ لماذا لم تقدم إلى تودیعه ؟ ويود لو يراها في هذه اللحظة بالذات .. فهو يشعر أنه نسج معها بداية احساس عذب . أحس به ، ولأول مرة ، يلامس أعماقه ، وهو برحيله مذا سيقضي على بداية هذا الاحساس قبل أن يقدر له الاكتمال .
كيف يمكنه أن يرحل ! .. إنه يريد أن يراها ، يريد أن يستمع إليها وإلى حكاياتها الكثيرة التي لم يكن يملها حين كان يقف معها أمام المشرب في المقهى ، أو كان بطوف صحبتها شوارع المدينة بالليل . في الليل تعرف عليها لأول مرة .. وفي الليل أخذا يلتقيان بعد ذلك .. في الليل طاف معها شوارع المدينة تحت الأنوار الساطعة .. وسارا مترافقين في المواطن الخالية ، والمطر يتساقط عليهما ، والريح الباردة تلفح وجهيهما

أين هي الآن ؟ .. أيمكن أن تكون أخلت بوعدها .. إنها تعلم أنه مسافر هذا المساء .. وتعلم ساعة سفر القطار بالضبط .. لقد كانت صحبته منذ البارحة إلى شباك التذاكر . وحاول أن يتذكر آخر ما سمعه منها ، إثر مغادرتهما المقهى ، وهو يقف معها في زاوية الشارع .. ونسمات آخر الليل الباردة تصفع وجهيهما ، وتعبث بخصلات الشعر الملقاة في الامبالاة فوق جبينها ، وبقع الضوء الساطعة على وجهها التي كان يبعثها مصباح الشارع متسربة من بين أوراق شجر الرصيف .

إنها لم تأت .. واستمع من جديد إلى مضخم الصوت وهو يعلن في المحطة عن موعد نحر القطار المسافر تحر مدينة صوفيا .. وتطلع بعيدا إلى ما وراء الرصيف .. لكنه لم يستطع أن يرى شيئا . وفکر ... ثم سار خطوات محاذيا القطار ... وعاد بحمل حقيبته ... ووقف بسائل نفسه :
"- ما فائدة أن ألتقي بها من جديد ما دامت هناك يد خفية تدفعنا دوما نحو هدف محتوم ومجهول في نفس الوقت ، وما دمنا عرضة لتلقى مثل هذه السخريات ."
وتقدم بضع خطوات في اتجاه عربة القطار .. ثم توقف ليلقي نظرة بائسة حزينة نحو مدخل المحطة ... وصعد العربة تحرك القطار ، بيد أنه ظل واقفا بباب العربة ، وعيناه تطلعان إلى مدخل المحطة .. وأخذ الرصيف يمتد ويطول أمام ناظريه ، ثم لم يلبث أن تلاشی ... واختلطت الصور في عينيه بالمباني ، وأعمدة أسلاك الكهرباء ، والأشجار ... وما هي إلا دقائق حتى أخذت معالم المدينة  تتواری رویدا رويدا وسط غيمة من الضباب والمطر .

كان أول طريق يسلكه بعد أن وصل إلى موطنه هو الطريق المؤدي إلى المتجر لا بد أنه فارغ كالعادة  ووالده جالس على ذلك الكرسي كله أمل... هل ياترى مازال غاضبا منه؟ هل سيسامحه على ذلك؟... أخرجه من تفكيره منظر المتجر الغير معتاد... هل هذا متجرهم حقا؟ هل أخطأ في الطريق؟.. لا يمكن ذلك رغم أنه أمضى وقتا طويل خارج حي أكيهابارا إلا أنه لم ينسى هذه الطرقات التي عاش حياته يجوبها... ولكن من تلك الفتاة التي تعمل هناك.. مستحيل أن يبيع والده المتجر..
لقد قرر بالفعل أن يدخل ويعرف من تلك المرأة ولكنه تراجع عندما رآها تعمل بكل إتقان ولطف هل هي السبب يا ترى هل هي من أعادت إحياءه؟

Did I Fall In love? حيث تعيش القصص. اكتشف الآن