كانت نسمة تعيش لحظات من الحيرة من الحيرة و التوتر و شعور لأول مرة تواجهه هل حقا ما تواجهه الأن هو الغيرة . ولكن عن أى غيرة تتحدث . الغيرة تأتى دائما بعد أن يصاب القلب بنبضات الحب . فهل ما شعرت به الأن هو حب وليد . ومتى و أين و كيف هذا و هل هذا حقا هو الحب . و إذا لم يكن حبا لماذا تشعر بالضيق و الغضب من نظرات الفتيات و النساء إلى أمير و إعجابهم المتزايد به .
لا . لا . لن تسمح للحب بالدخول لقلبها فهو لن يكون يوما لها فهو الأمير . سيصل إلى مبتغاه يوما و سينسى كل تلك اللحظات . سينسى كل هذا . وسيكمل طريقه و يبدأ حياته من جديد .
آه .... ماذا يحدث الأن لما تلك الفتيات تقبل على الوقوف بين يديه . و ما هذا يبتسم إليهم أيضا الأ يكفيه سعيهن إليه أيبتسم أيضا هل يعطيهن الأمل . لكن أمل فى ماذا إنه رحال لا يستطيع أن يعطى الأمل حتى لنفسه فكيف سيكون له من المانحين . يا الله .... ذلك ما كان ينقص حقا أن يتراقص معهن على تلك النغمات . ما أجمل أدائه إنه حقا أميرا لأحلام . لكن لقد نسى وجودى منذ أن جلسنا ابتلك السهولة يكون لى من الناسيين . ألم نكن معا أمس بالغابة وحدنا . ألم يجمعنا السهر . ألم يحرسنى فلما نسينى الأن . ما الذى أقوله فلتسكت ياقلبى عن الأنين .
أخرجها من شرودها نداء أحد الموجودين لها ليدعوها للرقص .
............. : أتسمحين للا بالرقص معكى يا جميلة .
نسمة : و لما لا هيا لنرقص وسط الجميع . هيا بنا .
و بدأت تتمايل بخطواتها الرشيقة و بسمتها الهادئه . و كأنها نسمة هواء تتطاير بين الجميع . توجهت بعض الأنظار إليها . فكانوا لها من المعجبين . فإنتبه لها أمير فإقترب حسيسا منها ليمسك بيدها و يراقصها . كما كان يفعل مع الجميع لكنه تسلل بخفه ليأخذها بعيدا عن الأنظار ليحادثها لعلها تفسر له ما يحدث . سيسألها و ينتظر جوابها ليكون على يقين .
أمير : ماذا يحدث الأن أخبرينى أكنتى تراقصين الجميع .
نسمة : و ما المانع أيها الأمير ألم تراقص الفتيات و النساء . وكنت لا تبخل على الجميع . أردت أن أسعد قليلا أنا أيضا . و لما لا و أنا لا أفعل ما يسىئ .
أمير : يا لكى من بلهاء لا تعقلين .
نسمة : ماذا . ما الذى نطقت به الأن . ماذا قلت كيف تنعتنى بذلك لم ينعتنى أحدا من قبل بتلك التراهات . أنا لست من المذنبين .
أمير : تصرفاتك تتسم بالغباء المبين . ماذا تقصدين بأنى كنت أرقص معهم فأردتى أن تسعجى أنت أيضا . يجب أن تعى جيدا أنى أمير و هكذا يتصرف الأمراء . لم أخفى عليكى من أمرى شئ . أخبرتك رغم وجود الجميع من حولى فكنت وحيدا . هذا حقهم على الأمي أن يهتم بهم و يرعاهم و يحقق أحلامهم حتى و إن كانت رقصة على بعض النغمات . الأمير ملزم أن ينصح رعاياه أن يشعرهم بإنتمائه لهم و إنتمائهم له . هذا هو حالى أمير . ليس لهم ذنب بمعرفة ما أنا به من جراح . يجب أن تطوى أمامهم و تكون بطى النسيان هذا هو الأمير . أما معك فمن اللحظة الأولى لا أعلم لما أخبرتك كل شئ . و كأنك تنتمين لروحى و أنتمى لروحك . ونحن نعيش بعالمين مختلفين . لا أعلم ما ربطنى بك من اللحظة الأولى و لما جمعن بك القدر . تقولى أنك تصرخين و تتألمين ومن كثرة الجراح تكتفين . و ما أنتى بعالمه لما قاسيته بحياتى ولا تعلمين كيف يكون الأنين . لم أكن أظنك بمثل هذا الغباء و أنك بأول لحظة ستتخلين عنى .