رياح أكتوبر الدافئة تبعث في الروح طمأنينة بالغة
كعادتي أتنزة في الحديقة عند الصباح الباكر، أشعر بكل نسمة ترتطم بوجهي بهدوء
أحب هذا الشعور، كأنها تخطف روحي معها وتطير بها لفوق
تحلق بها لتحي العصافير المغردة وتمر بسلامأشعر بالنعاس حتما .. فأنا لم أنم البارحة جيدا فأختي الصغيرة أستمرت بالبكاء طويلا
بكاء شوق وحنين، أعلم أنني لن أستطيع تعويضها عن الأم أبدا
لكنني أبذل قصار جهدي حقا !مررت من الطريق مسرعة لألحق جدتي التي وعدتها بزيارتها اليوم
و كالعادة انه هادئ ذا جو صاف مريح
دخلت البيت باسمة محية جدتي رادة لي
" أهلا بك كايا "
" مرحبا جدتي، كيف حالك اليوم ؟!
هل ألتزمتي بالدواء ؟! "تنهدت جدتي وتبسمت
" لا تقلقي يا بنيتي، أنا بخير ولقد شربت الدواء "
تبسمت مبادلة لأبتسامة جدتي العذبة
نعم لطالما كانت كالنهر الجاري تسقيني وقت عطشي و ذبولي" حمدا لله "
نهضت جدتي لتحظر الشاي، بينما قد أسرني منظر
تساقط البتلات بهدوء
لم أشعر بالوقت و هو يمضي حتى شعرت بيد هزيلة تحرك كتفي" كايا كايا "
ألتفت و ناظرت لوجه جدتي الباسم وتبسمت
لا أستطيع منع نفسي من الأبتسام كلما رأيت وجهها الدافئ
" خدي يا بنتي "اخدته منها وأرتشفت منه رشفة و من غير شعور
" أنه ليس شاي ! ، ما هذا الطعم اللذيذ ؟ "
" أنه ماء الورد .. هل أعجبك ؟! حظرته خصيصا من أجلك "
رسمت على ثغري أبتسامة عبقة ولم أشعر بنفسي إلا وأنا
حاضنة لجدتي بحب" شكرا لك "
" لا تشكريني يا صغيرتي "
جالستان في أحدى كراسي حديقة المنزل نتحدث مطولا
أحب الجلوس مع جدتي ، لم أشعر يوما أنها جدتي بل رفيقة دربي
صديقتي الصدوقةملاذي حينما أشعر بالضياع شمسي عندما تسود حياتي
" أتعلمين يا كايا ؟! "
" ماذا ؟ "
" أنظري لتلك الشجرة .. قد سميت قبل زمن بشجرة السعادة
فكل بتلة أو زهرة تسقط منها، تذهب البأس عن شخص ما
و كل الألام تزول أن أيقن بهذا "" أنه أمر جميل حقا "
راودت في عقلي أفكار أن كانت ما تقوله جدتي حقيقي
أم خزعبلات فقط
لكن ! ، جدتي لا تكذب هذا ما عرفته منذ زمننهضت منفظة الغبار عن ملابسي وتبسمت لجدتي
" ما رأيك أن أحضر سايو الان ؟ "
" أجل أفعلي ، ستحب هذا المنظر "أسرعت في خطاي كي أحظر أختي لتزور جدتي
مشيت بسرعة حتى وصلت للبيت
" سااي أين أنتي ؟ "
" هنا هنا "تبسمت حاملة إياها ببتسامة ألبستها رداءها وحملتها
ومشيت للطريق
دخلت الحديقة و وجدت جدتي ملقاه على الأرض
تركت ساي و هرعت بسرعة لجدتي التي تلفظ أخر أنفاسها" جدتي .. جدتي ! ، أجيبيني !
لا تتركينا الآن جاءت ساي لزيارتك "
مطبطبه على وجهها لكنها لم تفق و نبضات قلبها توقفتأسرعت الدموع بالنزول بسرعة
أمطرت عيناي التي لم تمطر منذ ثلاث سنوات
" جدتي أرجوك ! لا تتركيني بمفردي الآن لا تفعلي ! "صوت صراخ قوي فجر طبلة أذني
و بسبب الآلام في حنجرتي
أكتشفت أنني من كنت أصرخ ..تمر الأيام بسرعة تجعلنا نبدأ بالنسيان، فقدك كان من أكثر الاشياء ثقل على قلبي
لكن مازلت أرى تلك البتلات تتساقط وأحاول أن أيقن
أنها يمكنها أن تزيج شيء من همي
من حزني و فكديطيفك ما زال يراودني و يااله من طيف
أريد أخبارك أن أخر بتله سقطت من شجرة السعادة تلك
أخدت حزني معها
لكنها ! .. لم تأخدك و لن تفعل♡
أنت تقرأ
غصن Branch ll
Romanceببطئ شديد تتساقط بتلات .. مع هبوب نسمة خفيفة من الرياح و مع كل بتلة تسقط .. يسقط هم و حزن عن شخص وتنزاح كل الآلامه كلها .. بمجرد الايمان بذالك ~ قالت ذالك جدتي .. وانا دائما وأبدا أصدقها ♡