الجزء السادس

100 4 4
                                    

دائما تكون البدايات جميلة لكن هل سيصمد الحب أمام الصعاب و الأزمات . هل هو حبا حقيقيا أم نزوة لأمير و مراهقة متأخر لنسمة . أم أن قلوبهم البريئة استشعرت الحب لأول مرة لتتذوق أخيرا طعم الأفراح .

وصل كلا من نسمة و أمير الى المدينة محطتهم المراد الوصول إليها و إستقبله الجميع بحفاوة بالغة مما أدخل السرور لقلبه و يهدأ من روعته و يبعث قليلا من الطمأنينة إلى نفسه . أما نسمة فقد كانت السعادة تظهر جلية على محياها و إبتسامتها العذبة فرحة من أجله من أجل سعادته و أنه سينال أخيرا مكانته التى إستحقها فهو بنظرها يستحق كل ما هو جيد و جميل . كانت سعادتها أكثر منه كثيرا . أما هو فكان الخوف دائما يقوم يتقييدها لتظل حبيسة داخل روحه الحزينه . كان يتقدم بخطى واهنه بطيئه . كأنه يستند إلى أمه و يمسك بيدها خائفا أن يضيع بالزحام . كانت له السند و رمز الأمان تربت حسيسا على يده من وقت لأخر لتخبره أنها إلى جواره فليتقدم و ليشرب من كأس المحبه الذى منحه الناس إلى أمير الإنسان قبل أن يكون أمير الفارس و القائد الهمام . نسى أمير ما فعله من خير لهم و الإعتناء بهم و بأطفالهم .

عهد للإعتناء بهم دون أن يراهم . فقد أعاد بناء المدينة و جعل الحياة تدب بها من جديد بعد أن تهدمت منازل ساكنيها بفعل السيول من أعوام مضت . خيرا فعله و نساه . إلا أنه بذلك الخير إشترى القلوب بسلعة أغلى من المال . لم ينسى أيا منهم ما قدمه إليهم و كانوا يذكروه بدعائهم بظهر الغيب دون أن يعلم . الأن عليه أن يدرك أن الله إستجاب لدعائهم بإنقاذه من الموت . و لكن هل سيدرك أن لقائه بها كان ضمن الدعوات التى إستجاب لها الله رب العالمين . هل سيدرك أنها منحة له هل سيصون تلك الكلاك أم ستأخذه الحياة من جديد و يضيع الكنز الحقيقى من بين يديه . هذا ما ستثبته الأيام المقبلة .و بعد الإستقبال الرائع من أهالى المدينة وصل إلى قصر الحكم لتستقبله والدته بحنان بالغ و أحتضنته بشدة و كأنها تنتشله من الأهوال التى أحاطت به . أما هو فقد ألقى إليها بنفسه و كأنه يدفن أوجاعه و جراحه أحضانها . ساد الصمت لدقائق و كلا منهم داخل أحضان الأخر حتى قطع الصمت أحد الحاضرين لإستقبال الأمير و هو من أفراد العائلة و يعيش معهم بالقصر إنه زياد أبن خالة أمير حتى يتسنى للجميع الترحيب بأمير . 

لم يكن القصر بالكبير نسبة إلى باقى قصور العائلة المالكة بباقى المدن فقد إختارت و الدته عند بناء القصر أن يكون صغيرا لتتيح أراضى أكثر لأبناء المدينة و كذلك أرادت أن يتسم بالبساطة و عدم البذخ و التبذير فى زينته حتى تخصص باقى مبالغ بناءه للمساهمة فى إعادة إعصار المدينة بعدما حل بها من الخراب و مساعدة بعض العائلات بمشروعات صغيرة تساعدهم على المعيشة . إذا فقد علمنا الأن  من من إكتسب لين قلبه و الذى جعله رغم القسوة التى تربى بها يبنض بالحياة و الحنان . 

ووسط كل هذا الزحام نسى وجودها من جديد و كأن مهمتها قد إنتهت فلا داعى لوجودها كانت تحدت نفسها بتلك الأفكار . لكن قلبها الذى أعلن التمرد من البداية سيلتمس له الأعذار و لتنظر قليلا حتى تستطيع وداعه قبل الرحيل . و مر الوقت سريعا ما بين لقاءات و غداء حتى حل الليل و بدأت إحتفالات إستقباله وسط حب الجميع . كانت تقف بين الحضور ورغم الزحام لا ترى غيره بكل حركاته و سكناته ليزداد قلبها تعلقا به و ينشد قصائد العشق و الغرام و بالحفل أجمع الحضور على أن يتم تتويج أمير أميرا و حاكما للمدينة إلا أنه أبى ذلك .

حكاية عشق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن