ذهب كلا من حكيم و نسمة إلى الشيخ و اخذت نسمة بضاعته ووضعتها فى العربة التى ساقها إلى السوق حكيم . وقفت نسمة تنادى على الأزهار بصوتها الجميل صوتا عذبا يأسر من يسمعه فيحضر ليشترى منها و يزيد . ادخلت السرور بصوتها لقلب من سمعه و منحتهم من السعادة و التفاؤل الكثير و الكثير . وبوقت قليل إستطاعت بيع كل البضاعة للشيخ الكبير لتعود إليه سريعا فقد تركها بذلك الوقت حكيم . فأعطاها الشيخ من الأعشاب كما وعدها و أعطاها عشر من العملات كما كان الإتفاق لكنه عندما رأى مكسبه الكبير زادها من العملات عشرا أخرى لرد الجميل .
فرحت نسمة ووجدنها بشرى لها فالأن تستطيع شراء رداء جميل و الذهاب سريعا إلى القصر لتتجهز لحفل التتويج .
أما أمير فقد بدأ يومه أيضا من الصباح الباكر فهو يعلم جيدا أن ورائه من الأعمال الكثير و الكثير . إهتم بإعداد خطاب التتويج . و حضر الإجتماع مع علية القوم . ولكن حدث وقتها ما كان يخشاه .
فقد علم أن الأخبار وصلت سريعا إلى إخوته عن إقتراحه بخصوص التتويج فخافوا أن يكون ذلك تهديدا صريحا لملكهم العظيم . فبدأوا الإستعداد لإعلان الحرب عليه . فماذا سيفعل لمواجهتهم و هل حقا لمواجهتهم سبيل . و كيف ستكون الأيام القادمة هل ستحمل له الأحزان من جديد . فإقترح أحد الحاضرين أن يتأجل كل شئ إلى الإنتهاء من حفل التتويج للوصول إلى حل لمواجهة هذا الخطر بالتأكيد .
وبعد إنصراف الجميع حاوطته الأحزان و شعر بقلبه ينزف من جديد . خرج إلى البستان حول قصره الصغير . لعله ينعم بهواء يبدل ما يشعر به الإختناق وسط الجميع . هل يرحل معها و يتخلى عن كل شى و ينعم بالهدوء و الحياة البسيطة و يرحل عن الجميع ؟ هل يظل ليتحمل مسؤليته التى فرضت عليه و قبلها منذ زمن بعيد . كان شاردا ولم ينتبه إلى من تناديه بعشق و حب كبير .
نسمة : أمير . أراك شاردا من جديد أيها الأمير الوسيم .
أمير : ااااه يانسمة ( قالها بغضب ) أليس لى الحق أن أكون شاردا . أن أفكر . أن أستنشق مثلكم الهواء العليل .
نسمة : ما بك يا أمير . لم أقصد ذلك إنما جأت إليك فرحة لتشاركنى فرحى بما أنجزت اليوم . و أحضرت إليك شيئا أريدك أن تحتفظ به ذكرى منى لوقتنا الجميل .
أمير : صغيرتى لست مكلفه بمثل ذلك . يكفى وجودك إلى جوارى و إلى تصغين . فلتنتظر لبعد حفلة التتويج .
نسمة : لك ما أردت ( قالتها بحزن ووهن كبير ) .
أمير : صغيرتى . أراكى أنتى أيضا لا تتحمليننى . أنا هكذا لم ولن أجد من يستطيع تحملى و الصبر معى و أن أستند إليه دون أن يميل .
نسمة : كيف تريدنى إلى جوارك و كلما إقتربت تبتعد أنت من جديد . لا تريد الإجابة حتى على سؤالى البسيط .
أمير بتهكم : و ما هو السؤال البسيط ؟
نسمة : من أنا بالنسبة إليك يا أمير . فلتقلها ليطمأن قلبى . و أشهد الله سأحارب العالم من أجلك فهذا وعدى لك يا أمير .