قصة .. ولكن !!
في احدي ليالي الشتاء الباردة جلس مجموعة من الأصدقاء في احدي المقاهي
يتجاذبون اطراف الحديث وقد كان كل واحد منهم يحكي حكاية غريبة حدثت له في
حياته ولم يجد لها تفسيرا منطقيا وفي تلك الاثناء لاحظت وجود شخص غريب يجلس
بالقرب منا وهو ينصت باهتمام لما نقول دون ان يشاركنا في : الحديث وبعد ان انتهي
كل واحد من سرد قصته التفت الى ذلك الشخص الغريب وسأله أحدهم :
ايها السيد .. الم تمر بك اى: أحداث في حياتك لم تجد لها اى تفسير ؟؟
ظل الرجل الغريب في صمته لحظة ثم تحدث: الحقيقة يا صديقي حدثت لي قصة قد
تبدو قصة عادية وقد تكون غريبة لانني لم اجد لها اي تفسير حتي الآن . وهنا إنتبه
الجميع الي حديثنا فتحولوا الي الرجل الغريب وطلبوا منه ان يسرد عليهم قصته
حتي يقرروا ان كانت غريبة فعلا . اعتدل الرجل الغريب في جلسته ثم بدأ في سرد
قصته :« في العام الماضي كنت اسكن في احد المنازل القديمة في شارع «اوزموند
وول» وقد كان نظام تصريف المياه في ذلك المنزل لا يعمل بطريقة جيدة لذلك
تشققت الجدران واتلفت اوراق الحائط في غرفتي وظهرت عليها اشكال غريبة اشبه
بالخرائط وذلك بفعل الرطوبة وقد كانت هذه الاشكال تتغير كل يوم ولقد لاحظت انها
شكلت وجه لانسان في منتصف الحائط والغريبة ان هذا الوجه الذي ظهر بفعل
الرطوبة وبمساعدة ورق الحائط لم يتغير ابدا بل ازداد في الوضوح حتي صار وجها
آدميا في غاية الوضوح كأنه صورة فتوغرافية بعد ان ظهرت ملامحه الدقيقة كالعيون
والشعر والأنف وتركيبة الرأس وقد انتابني شعور بأن هناك شخص في هذه الدنيا
يشبهه بعد ان رسخت صورته في ذهني تماما لذلك بدأت في البحث عن صاحب هذا
الوجه بين المارة علنى التقي به ثم تحولت الى اماكن التجمعات كدور الرياضة
والمسارح والسينمات ومحطات القطارات وهكذا بدأت في البحث عن صاحب الوجه
كالمجنون حتي ارتاب في تحركاتي رجال الشرطة والجيران ولكني لم اهتم لهم
لانني لم اكن اراقب النساء لأن كل اهتمامي كان بالرجال فقط ولكن مع كل ذلك
فشلت في العثور علي صاحب ذلك الوجه الذي ظهر على حائط غرفتي .
صمت ذلك الرجل الغريب برهة ثم قام بمسح وجهه براحة يده وقد بدأت على محياه