﴿لَقِيتها صِدفة ، صُوتُها يملأ الحِي بأكمَلِه، تُصارِخ أولاد الحِي الذين لَا يُريدون فتاة أن تُشارِكهم في كرة القَدم ، يَسخرون مِنها بِفستانها ذاك وهي تحمِل كُرة بيدها وتُريد اللعِب بِتلك الهيئة، روح طِفلة بِجسد شابّة ، تِلك كَانت المرة الٱولى التِي ألقاها، لم أراها قط في حياتِي ولكن مُتأكِد أنها كانت دائمة الشجار مَع أولاد الحِي وذلك لأن أهل الحي ماكانوا يعيرونها إهتماماً وكأنني الشَخص الوحيد المتفاجِئ من مظهر كهذا في وَضِح النَـهار ﴾
﴿لَا أدِري لِما، لَـكِن شَعرت بأنَها مسؤوليتي لٱنَبِهِها على تَصـرِفها ذاك ، مِن رُسـغِها وإلـى طَرف الطَرِيـق أخذتها ،"عُـذراً يا آنِسة؟ ؛ أتَدرِين ما أنتِ فاعِلة؟ ، حَسناءُ الحِي وجَمـِيلتهم تَصـرُخ؟ "دَنوت مِنها هَمَـست قُرب ملامِـحها المتفاجِئة .."هَذِه لـِيست مِن شِيم الأمـيرات!!"رَدة فِعل متوقَعة مِن ضئيلة القامة تِلك بعد مابَدر لها مِن رجُل غَريب.." حَسناء الحِي ؟ ، لا لَا ، أنتَ مُخطِئ ، أنا وَسيم الحِي تقريباً وهكذا يُلقِبونَنِي "قابَلتها بِتلك البسمة بَعُدت عنها ، الفتيات سَهلات فيما يَتعلق بِكلام الغَزل هه!!." ألسـتِ الفَتاة التِي تَرتَدي الفُستان الأصفر؟! ، لا يوجَد غيرك في هذا المَكـان أعتَقِد، وقَد دَلونِـي عَلِيكي رِجال الحِي ، إسمَحِي لي قَبل كُل شيء أن ٱعرِفك على نَفسي ؛ أنا ٱدعَى كِريستِيان ، مُكَلّف مِن قِبل ولِي العَهد كِي أبحث في المنطِقة عَن أجمل الفَتيات لأجِل حَدث إستِقبال مَوكِب البرِيطانيين... ،﴾عَقدت حاجِبها بِغير تَصديق رداً على كَلامِي ، وحقاً معها حَق ، لَكِن شُكراً لِلموكِب البرِيطاني الذي أنقذني لِتوه، رَمقـتِني خضراء العيِـنين تُطالِع بَدلَتِي العسكرية المتَسِخة ، مليئة الغُبار والطِين وزَفرت ضِحكتها الساخُرة."أنتَ المُكّلَّف؟!، لم أسمع بِهذا قَط ولا يَٕبدو على هيئتك حتى ،وأيضاً أنا لست جميلة "إقتَربت مِنها مُتَهَجِماً بِملامِحي كردة فِعل سريعة كِي أنفِي شكوكهاأجل ، وأخفِضي صَوتِك، أنا أقوم بِتمُويه الأمر ، ولا تُخـبِري أحد، مِن المفروض لِي أن ٱراقِب الجميلات بِطبيعتِهن كِي يُلائِموا المـوكِب ، ولكِن بِكل حال يَبدو أنك لا تَصلُحين ، إنسِ الأمر فَحسب ، ٱنظِري لِنفسك ولِثيابك وشَعرك حتر تَصـرُفاتِك ، كيف دَلونِي عَلِيكي حتى ؟! ، سٱكمِل جَولتِي على أي حَـال، بِطيب اللِقاء "خَتـمت الحديث سريعاً تارِكاً لِخيالِها وفضولِها وتَفكيرها باقي العَمل ، حسناً لا يوجد فتاة تَكؤه المديح وتُحاول أن تُثبِت أنها تَستَحِقه ههه.غَمَزت لَها قَبل أن ٱحـرِك بِجسدي مُبتسِماً لِندائاتِها تُريد أن تُشبِع فضولها، ولكِن لأجل أن تَكسب فَتاة، إجعلها فُضوليـة.سـيدور الكَلام بِعقلِها ساعات ، وواثِق أنها فَقط أيام سَتجعلها تُطـبِف ما يَتَرتب عليها كي تُصبِح بذاك الجَمالإتَخَذ مِني الأمر شَهرين بَعد إنتِهاء أعمال الثَكنة الحَربية لٱعاوِد بِخطاي نَحو حـيها مُتأكِداً مِن فعالية الأمر ، نَفس الحِي والأولاد كَذلِك يَلعبون لَكِن أين هِي ؟! ، بَحثت بِمجال نَظرِي ٱطالِع المَكان ، لَا أثر ، هَل كلامِي جعلها تَحزن لِهذا الحَد ؟!، لم أقصِد كونها ليست جميلة فعلاً، إقتَربت أسأل الأولاد عن فتاة بِالصفات التي أذكرها مِن ضَباب خيالها الذي يلوح لِي بالفستان الأصفَر...رَفع لِي الوَلد ذِراعه يُشير ىِي إلى مُرتبة الهِندام، لامِعة العينين، ومصفوفة الشَعر ، فتاة أنيقة مُرتبة في طَرف الطَريق مَع مَزهريات تحاوِطها، يبدو أنها أصبَحت بائعة ورود، أيـبِيع المَرء بني جِنسه؟، كيف لها أن تـبيعهم!!» ، ذُهِلت ، أهذِه أفرُوديت على الأرض ؟ نَفسها تِلك الصِبيانية ؟ ، رَفعت حَقيبتي التي بِها أغراضي وهمَمت بِها إليها" عُذراً يا آنِـسة؟!.."صُوتٌ عَذب رَقيق ، أهكذا تَتَحدث الملائِـكة؟ ،.." تَفضَل سِيـد..ماذا !! هذا أنت؟!!..."تَهجَمت ملامِحها وأخذَت تُطالِعني بِجهنمية، لا ! أنا الذي قَتلت إحدى وخمسين جُندِي ، لن تَقتلني فتاة بِجمالها وهي غاضِبة ، حسناً رُبـما يُمـكِنها ....،عُدت لِلخلف بِخطوتين حالما رأيتها تلتف خلق طاولة المزهريات وكانت قد أوقعت بإثنَتين أودَت بِحياتِهما ، لِلأمام كـفارِص مغوار وجدت نَفسي بعدها مرمياً ضِد الحائط ، وقصيرة القامة تعلو قدماي تدهسهما وتَصرُخ غَضباً" شَهرين أيها اللعين ؟ ، أين كُنت ؟ ، وكاذِب أيضاً!! ، جَعلت مِني إضحوكة كُل يوم أتأنق وأخرُج بِإنتِظارك ، جميلة المَوكِب البـرِيطاني أوليس !!"..أضحَك أم ٱهـشِم وجهها ، تِلك مٕن تَطاول على جُندِي الدَولة ؟!! ، مسـكتها ٱهدِء مِن رَوعها بعد أن إلتمت الأنظار إلى مشهدِنا ، حسنـائي أصبَحت بِالفِعل أميرة ، كِذبة صغيرة جعلت مِنها تَفتَعل كُل هذا ؟ ،أين كانت تخبئ كل هذا الجَـمال ؟!، أخذتها مِن .ذِراعها وإلى طاولة الورد خاصتها ٱجلِسها قبل أن يفتك بي غضبي بين جمالِها وفِعلها ،" لا يَجب بالأميـرات الصُراخ ، ألم ٱخبِرك !! "تَجمَع الماء في مقلتيها، حبات لؤلؤٍ تُزين خدها قبل أن تجهش بِما حملته لي من بغض لإنتظارها، لا ألُومها ، الإنتظار سيء، فماذا لو صاحبه الفضول؟!" أتعلم كم كلـفني الأمر من سخرية الناس لتحولي لِلصفات التي أردتها أنت؟ ، عن حماسي وأنا أنتَظر أن أجعل والِدتي فخورة بِجمالي الذي لطالما كانت تشمتني كونني لا أهتم بِه، فقط لِماذا كَذبت ، هل آذيتك يوماً؟."18Like
بـين ذِراعاي وإلى عرض صَدري ، لن يحتمل أي عاقِل جمال المنظر الذي أمامه ، ولذلك علي أن أحمي نفسي عن طريق إخفائها ، وإلا أنا حتماً ميت ، ضممتها متخذاً الصمت موقِفاً لِلحظات ، حسناً ،صَعب أن تَكسر آمال فتاة وتوقِعها ، لا يجب على رقيقات القلوب أن يذِقن الحُزن .." أنا أعتَذِر بِالفعل يا حَسناء إيـطاليا ، لـرُبما كانت كِذبة كما قُلتي قبل شَهرين أما الآن فأنا لَست أعتَذِر ، صِدقاً أنتِ تِلك جميلة الموكِب التي لم يَتخِيل جمالها عقل بَشرِيٍ قط "رَفعتَها أسـرُق الألماس من فوق وجنتِيها بإبهامِي مُكـمِلاً وصف ما تشهده عيناي مِن لوحة فنيةٱنظِري لِنفسك ، فتاة أحلام المَلِك بِذات نَفسِه ، مالذي تَخِلينه بالبريطانيين؟ "..اخذَت تُكمِل مجرى نهرِها تارةً تشـتمني و تارةً تشتم نفسها لأنها صَدقتني ، مكانها بين الورود ، لا يستحقها حتى البريطانيون ، لمَمت وردة من المزهريات التي كسرتها وقدمتها لَها منثنياً على رُكبتاي،.." حُلوة العينين والعُشب في عينيها، مايجب على مآقيها أن تـذوق الحُزن قط ، وردة ومُسامحة؟!.."نَظرت لِلوردة بِقليل رسمت إبتِسامة ، لا أدرِي أهي سخرية أم أن الورد مُفضلها؟ ، جميع الفتيات تُحِب الورد ، أخذت الوردة مِني وأعادتها خلف ٱذني تُقابِلني بِنا يلمع في عينيها وما يسحرني من بسمتها"بل تَقصِد؛ وردة وشُـكر ، أنا ماكان لـيراني أحد بِجميلة لولاك ، أجل الإنتظار سيء ولكِن ٱنظر أين أنا ، ههه ، بين الورود !!"ورد؟! ، هذا آخر ما استَلمه مِنها، غِاب يوم واحِد فقط بعد تِلك الحادِثة ولُقياها ، عَاد في اليوم التالِي ،لا هِي ولا وردها كَان ، بَطش الدولَة في زَمن الحَرب أودى بِمحبوبته في اللامكان ، .مَرّ سبعة وعشرون يوم ،والجُندي أصبح واحِد من المعروفين في الحي ، زَرع الورد مكانها ويبست الوردة التي أعطته إياها، لا أتت هِي وروتها بِبسمَتِها ،ولا حَنّ عَليها الجُندي وبَلّ رِيقها في إنتظار حسنائِه،..
حسناً هيا إلى النـوم ،إنتهَت قِصة ماقبل النوم ، وداعاً.
YOU ARE READING
الحسناء
Short Story﴿كَان يَا مَكان ، لا زَمَان ولَا عِنـوان، أحبَبـتَها وتَوقَفت بِي الأكـوان ،﴾