أهـلًا بك عزيزي القارئ.
عيناك الجميلتان ستقرأن أحجيةً مكتوبةً على أسطرِ الفضفضة بحبرِ الحب، تبدو كما لو أنها تعود لقصةٍ ممزقةٌ أوراقها بعيدًا عن غلافٍ يجمعها بلقاءٍ مَنسي مع كتابها الذي تنتمي إليه.قصاصة تنسدل من الخيط الذي يربطها بعقدةٍ صغيرة لأوراقٍ مطوية وملفوفةٌ، يحافظ على قوامها خيطٌ آخر بُني اللون. تقول هذه القصاصة:
من: جيون جونغكوك.
إليها..عزلتكِ عن بقية ذكرياتي، كما عزلتنا الطُرق والصدف عن اللقاء ببعضنا. لا يعني هذا أنني لا أحبكِ، بل لأنني أثمنكِ ميزتُ أيامنا عن بقية الأيام.
كُنا كالنور والظلام، دائمًا ما يفصل بيننا شيءٌ ما.------
الصفحة الأولى: ٢٠١٩/١٠/٢٠
كان يومًا مشرقًا محفوفًا ببعض النسمات الشتائية الباردة. أشعة الشمس تهبط بنعومتها على الأرض، والرياح تداعبُ بلطفٍ أوراق الأشجار.
كان أولُ يومٍ أذهب فيه إلى الجامعة للسنة الأخيرة من تخصصي، أجل! سأتخرجُ عمّا قريبٍ لأمارس مهنةً لا يعمل عليها إلا المميزون؛ فأنا متخصصٌ في علم الأرض، أي أنني استطيع الكشف عن الأحجار دون أن تبوح لي بأسمها، وأن أُنَقِبَ عن النفط وأكتشف مكانه، كأحجيةٍ يتطلب حلها بعض التفكير حاصلًا على النتيجة الأثمن -بنظر الأغلب- في النهاية.. الثروة!وبينما كنتُ أمضي خارجًا من مبنى قسمي برفقة جيمين وتايهيونغ، أتبادلُ معهما الأحاديث بضحكاتٍ عالية سعيدين لإقترابنا على بدء مرحلةٍ جديدة من حياتنا.. عندها نظرتُ للأمام و.. (بسمة صغيرة تداعب شفتي الكاتب) رأيتُ شيئا ما، أكتشفتُ حينها بأن أجمل وأثمن الأشياء لا تسكن باطن الأرض، بل تعيش عليها.. تمضي نحوي، رأيتكِ يا كنزي للمرة الأولى!
لم يكن اكتشافي لكِ هو الوحيد في تلك اللحظة، بل عرفتُ حينها بأنني أبلهٌ ومغفل؛ لأنني رمقتكِ من أعلى رأسكِ لأغمص قدميكِ بنظرةٍ سريعة محاولًا اكتشاف جمالكِ الخاص، ثم همستُ لجيمين الماشي بجانبي أن ينظر إلى القمر الذي ترك مسكنه في السماء متجهًا نحوي. ثم اطلقتُ بعدها ضحكةً عالية لجملةٍ فكاهيةٍ ما قالها تايهيونغ مكملًا الموضوع الذي كان يتحدث عنه، دون أن يستوعب بأنني الآن أمام كنزي المُكتشف حديثًا.
تلك النظرة التي رمقتيني بها، عرفتُ حينها بأنكِ قد فهمتِ بأننا ربما سخرنا منكِ! لم تنطقي بشتيمةٍ، لكنني قرأتها على سطور عينيكِ. اعذريني يا حبي فأنا مغفلٌ في الحب! لا اعرف كيف أتصرف!
حينما شاهدتكِ تدخلين القسم بينما كنتُ اغادره، شعرتُ بأنني غبي؛ لأسمح للمشاعر الخاطئة أن تسكن فؤاد الفاتنة بلقائنا الأول!
أنت تقرأ
أحجية
Romance{ مُكتَمِلة } من الممكن أن تكوني حلمًا، أو ملاكًا ظهر فجأة ثم أختفى، أو ملاكي الحارس الذي يحميني وقت الأذى، أو حتى كيانٌ منفرد بحدِ ذاته.. أي شيء خيالي مقدس! لكنكِ لستِ بشرًا مثلي. من أنتِ؟ أحجيةٌ يصعب حلها بحق! كُتِبَت في: ٢٠٢١/٠٢/٢٥.