الثبات على القيم والمبادئ..
==================
سبحان الله العظيم يختلف أصناف البشر حسب طبائع جبلوا عليها ... وعادة الطبع
يغلب على التطبع وفي ذات مرة وأنا أشاهد التلفاز شدني برنامج يذاع في احدى
القنوات العربية لبرنامج امريكي وهو من أحد برامج المسابقات الامريكية والتي
يستخدم فيها أجهزة لقياس المؤشرات الحيوية للتأكد من صدق المتسابق وأنه يقول
الحقيقة ولا يكذب ويسمى ب" ساعة الحقيقة ... "
ويضل المقدم يستدرج المشارك بأسئلة دقيقة عن حياته الشخصية تبين مدى صدقه
أو كذبه.. فإما أن يفضح هذه الأسرار للعامة للحصول على المال أو يكذب
فيكشف الجهاز كذبه ويخرج من اللعبة صفر اليدين والحلقة التي شدتني كانت لرجل
في الخمسين من عمره يعمل طاهيا جلب معه زوجته وبناته وأمه للتشجيع
وحاول أن يكون صادقا في الاجابة على الأسئلة وبالفعل استطاع أن يقطع مراحل
في هذه المسابقة حتى وصل إلى مبلغ مائة الف دولار ..
الشاهد في هذه الحلقة هو أن المذيع سأله سؤال فقال: لو تمكنت من خيانة زوجتك
ولم تكتشف ذلك هل كنت ستخونها؟ فالإجابة التي أذهلتني أنه قال بكل اطمئنان وثقة
"لا" ثم عقب على قوله فقال كانت تأتيني الكثير من الفرص للخيانة، ولكني لا أخون
زوجتي لأني أحبها ومخلص لها ...!! فتعجبت كثيرا من ذلك بالرغم من أنه كافر
ولكن لديه مبادئ وقيم ثابت عليها وقانع بزوجته ولو رأيت مدى نظرة الإعجاب
الذي حظي بها من أسرته في تلك اللحظة لأنه بالفعل أثبت لهم أنه صاحب قيم ومبادئ
ثابت عليها بالرغم أن وظيفته ودخله بسيط ... ونجد في مجتمعنا الإسلامي من هم
نماذج مشرفة ومشرقة ولا شك في ذلك ولكن كثير منهم يسقطون في الامتحان في
لحظات ضعف ويتنازلون عن بعض هذه القيم والمبادئ.. لذلك فالفطن من عرف متى
تكون لحظات الامتحان واستطاع أن يجتاز تلك اللحظات بنجاح بالثبات على القيم
والمبادئ وتذكر مراقبة الله الدائمة في السر والعلانية وأن يعلم بأن الله يراه في جميع
أحواله ويعلم سره ونجواه وحين يتعرض لفتنة النساء على سبيل المثال يقول مقالة
يوسف "معاذ الله " لأن الله في مثل هذا الموقف يختبر إيمانه ومدى صدقه وثباته
على مبادئه وقيمه والتعظيم لحرمات الله في قلبه.. ففي كل يوم نتعرض لكثير من
الاختبارات والابتلاءات التي يختبر الله بها عباده ليعلم من الصادق ومن الكاذب
ومن المنافق.. يقول تبارك وتعالى "أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا
وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ
الْكَاذِبِينَ (3)سورة العنكبوت ..وقد شبه رسول الهدى صلى الله عليه وسلم الذين
يتمسكون بهديه وسنته عند انتشار الفساد والفتن بالقابض على الجمر وذلك لإنها
تحتاج الى صبر وثبات ومقاومة لهوى النفس والشيطان عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ الصَّابِرُ فِيهِمْ عَلَى دِينِهِ كَالقَابِضِ
عَلَى الجَمْرِ) حديث صحيح رواه الترمذي
أنت تقرأ
خواطري...عن مدرسة الحياة -بقلم آمال الكبسي
Historia Cortaهي عبارة عن خواطر ودروس تعلمتها من مدرسة الحياة فأحببت أن ينتفع بها غيري واسأل الله أن ينتفع بها الجميع ...امال الكبسي