حب لايغيره الزمان

28K 619 92
                                    

رواية
حب لا يغيره الزمان
مارأيكم بحب يبدأ منذ الطفولة ... هو اطهر حب عرفته ... كان لي اب ... صديق ... وحبيب ...
اراقب الغيوم من النافذة وانا عائدة الى وطن كتب عليه ذكريات حب عفوي ... وفراق ... صداقة...
بقيت فوق الغيوم اتذكر تفاصيل الحكاية ...
لا اعلم متى تقابلنا ... عرفت الحياة بوجوده ... كل ما اتذكره انه كان معي دائما ... حتى بعد فراق تسعة سنوات ....
اتذكر عندما كنا نذهب للمزرعة ... كان هو هناك مع عائلته ... هناك منزلهم ... خلف قصر عمي ...
كنت احب الجلوس في منزلهم اكثر ...
كنت طفلة مزعجة ... لايروضني احد غيره ...
جاسر ... اشتقت اليك ...
كان يكبرني بعشر سنوات ... اي كان عمره عشرون عاما ... كان يدرس ويعمل في شركة عمي ... كان طموحا ...
كنا ذات مرة نجلس في المزرعة انا وهو...
- جاسر انا لما اكبر بتتزوجني ؟.
- هههههه لا اني صغيرة .
- ما ... تتزوجني انا .
ثنيت يدي الى صدري ... ضمني الى صدره وقال : خلاص ... اكيد بتزوجج .
ابتسمت برضا ... هل تعلم ان كل كلمة صدرت مني انذاك كانت حقيقية !!... مشاعري تجاهك ... كل شئ ...
ذات مرة ذهبت للمزرعة ... جريت الى منزلكم ... لم اجد احد !!.. ضربت باب بيتكم بقوة ... لم يفتح الباب احد ... صرخت وبكيت ... حتى اتت مربيتي وادخلتني بقوة الى القصر ... اختفيت خلال يوم وليلة !!... كأنك لم تكن موجودا اصلا... المشكلة انني عندما اصبح مراهقة ... عشتها معك ...زاد تعلقي بك ... بأشياء بسيطة كنت تعطيني ايها ... بلعبة كانت مخبئة داخل قطع الحلوى ... بقبعة صنعتها والدتك لي في الشتاء عندما طلبت انت منها ذلك .... اين انت الان !!!...
اشتقت اليك يا جاسر !!...
وحشني صوته ... لمسته .. سكوته .. وكلامه
وتفاصيل كتير اوي حلوة بينا ... في ايامه ..
ده هو الي كان في حياتي اقرب .. حد ليا .. كان الامان دايما لقلبي ولعنيا ...
الدنيا دي بنت لذينة ... عمالة بتخبط فينا ... وهنعمل ايه لو في ايدينا ... طب نعمل ايه !!
انسان حلمت ببكرة معاه ... ورتبت نفسك كدة وياه ... وفي لحظة بقى مش من حقك !!... تسأل عليه ..
عدت من ذكرياتي على صوت كابن الطائرة وهو يقول اننا سنبدأ بالهبوط ...
تصاعدت انفاسي وانا افكر قد التقي به .... هل سيعرف من انا ؟... هل مازال يتذكرني !!!..
كنت امشط الطرقات بعيني باحثة برجاء عنه ... مازلت كالاطفال ... احلم بشئ مستحيل ...
وصلنا الى منزل عمي ... استقبلتنا زوجته ...
- سالي !!... حبيبتي اشتقت لج.
احتضنتها بفرح : هلا خالتي وانا بعد والله .
- يابعد عمري كبرانة .
- هههه حلويت ؟.
- تيننين.
- فديييتج .
- يلا دشي حبيبتي الجو حار .
- عمي وينه ؟.
- في الشغل مانقدر نشوفه وايد مشغول .
- اممممم ... بسويله مفاجأة في الشركة .
- ههههه بيفرح اكيد .
اتجهت فورا الى شركة عمي ... عندما دخلت الشركة عيناي تبحث عنه ... لا ارى رجال اخرين ... هو فقط اراه في وجوه الجميع ...
طلبت من السكرتيرة ان ادخل على عمي ... اذنت لي ...
كانت يتحدث عبر الهاتف بعصبية ...
- اووووف وبعدين يعني هذا مو ناوي يعقل !!!....... هاي عاشر مناقصة الي ياخذها .............. شفيه مايكفيه انه صاحب النصيب الاكبر في الشركة !............... الله المستعان.
اغلق الخط ونظر الي بدهشة ....
- سالي حبيبتي !.
جريت اليه كالطفلة واحتضنته ...
- وحشتني يبك وايد .
- ليش ماقلتي انج بتجين ؟.
- قلت بس ليمة ... عشان اسويها مفاجأة .
- ايه والله فرحتيني ونسيتيني هم الشغل .
- الا شفيك مهموم وقاعد تصارخ؟.
- مشاكل وان شاء الله بتنحل .
- ان شاء الله .
- يلا قوم معاي نرد البيت حدي يوعانة .
عدنا الى المنزل وتناولنا الطعام معا ... افتقد الاجواء العائلية .... منذ دخولي للمدرسة الداخلية في بريطانيا وانا حرمت من هذه ... كانت كالجحيم ... مواعيد ... تقيد ...
ذهبت لسرير في غرفتي القديمة ... كنت عندما ابكي يحملني هو ويضعني في هذا السرير ... احتضن الفراش لعلي اجد به لمسته ...
اخرجت القبعة التي هداني اياها في العبد ارتديتها وغفوت علي اجده في حلمي ....
مرت اسابيع منذ عودتي ... عندما كنت في الغربة لم اكن افكر به الى هذا الحد ... فهنا اصبحت افكر به لحد الجنون !!...
فاتحتني زوجة عمي في موضوع .... كان هناك احد يريد ان يتقدم الي .... اسمه سيف ... مواصفاته كانت رائعة ...
طلبت منها ان افكر ....
كنت اتقلب في فراشي وافكر به ... ماذا لو تزوجت وبعدها وجدته ؟.... وماذا لو لم اتزوج وبقيت انتظره ولم يأتي ؟....
جاسر مثل جودو ... انتظر قدومه ... انتظره وكلي امل ... ولكنه لن يحضر ....
اتذكر عندما كنت في الصف التاسع ... كان لدينا برنامج قراءة ... يفرضون علينا رواية وبعدها يختبروننا بها ...
كنت اكره الروايات ... ولكنني اظطرتت لقرائتها لان كان لم يبقى على الاختبار سوى يوم واحد ... كانت رواية في انتظار جودو ... لكاتب ايرلندي ...
الرواية تتحدث عن اشخاص من فئات متعددة ينتظرون في شارع ... ينتظرون جودو ... تشوقت للرواية لان حديثهم جميعا عنه ... يوصفونه ... يتحدثون عن امانيهم عند حضوره ... ينتظرون جودو الذي سيحل مشاكلهم .... وفي النهاية لم يحظر ... وبقيوا ينتظرون .... هكذا انت يا جاسر ... امالي ... مستقبلي ... وحياتي .. تنتظرك ...
كنت ادندن وانا على السرير ...
ليلة الالبسك الابيض ... ملكك والدنيا تشهد
وجيب منك انت ... طفلك انت ... متلك انت
عبالي حبيبي ... عيش حدك عمر او اكتر ..
وحبي يكبر كلما نكبر .. وشيب لما تشيب .. عمري يغيب لما تغيب ... عبالي حبيبي ...
في اليوم التالي اخبرت زوجة عمي انني موافقة ...
اجل وافقت ... سيف ييدو لي جيد ... علي ان انسى احلام الطفولة التي لن تتحقق ...
تم تحديد موعد النظرة الشرعية ...
زينتني مربيتي جيدا ... واشرفت زوجة عمي على مظهري ... كانت تريدني ان اعجب سيف ...
دخلت وانا اشعر بالخجل من نظرات المتواجدين عند دخولي ... كانت هناك سيدة كبيرة في السن تجلس بجانبه ... لم اركز على مظهره ولا ملامحه ... اتجهت للجلوس بجانب زوجة عمي ...
قالت والدته التي تجلس بجانبه : ما شاء الله يازينها .
ابتسمت بخجل ...
ثرثرت والدته مع زوجة عمي ... هو كان صامتا ...
حاولت ان اراقب تفاصيله ... ولكنني كلما رفعت بصري لرؤيته وجدته ينظر الي ... فأخفض بصري مرة اخرى ...
استأذنت والدته وزوجة عمي لتركنا بمفردنا ...
سيف : شلونج ؟.
بقيت صامتة لفترة ثم اجبت : تمام .
- دوم .
وعاد الصمت من جديد ... دققت هذه المرة في تفاصيله ... كان عكس ملامح جاسر تماما ... ابيض ... شعره بني ... عيناه بني ... يشبه والدته كثيرا ....
كان وسيما ... ولكن ليس بوسامة جاسر ... تمنيت ان اعيش هذه الحظة معه هو ...
كم واحد فينا عايش مع حد مكنش بيتمناه ...
والي بيتمناه عايش مع غيره ... غيره مكمش بيتمناه ...
جوايا احساس بيموتني ... ومشاعري اعمل ايه فيها ... احساس بيخنقني واعمل ايه ... دي حاجة مقدرش اتحكم فيها ...
وخصوصا بعد مابقى بينا حاجات ... لازم نكمل ونعيش ليها ....
( جاسر )
غارق انا في عملي ... بنيت شركات ... وحققت ثروة ... ولكن من اجل من؟.... فها انا في هذه اللحظة اعيش ان هناك شئ ينقصني ... لا اعلم ما هو ... هل ربما لأن رغبتي بالانتقام لم تكتمل بعد ؟....
اعود لتسع اعوام الى الوراء ... عندما كنا اسرة فقيرة تعيش في مزعة الظالم .... الذي غير حياتنا ... فرقنا ... وكان سببا في موت والدي !...
ابي رحمه الله كان طيب القلب ... عندما اعطاه حقيبة ليخبائها في منزلنا ...
في ليلة انقلبت حياتنا ... اصوات سيارات الشرطة وهي امام القصر ... فتشوا القصر كله ... اتجهوا لمنزلنا ... وجودوا الحقيبة هناك .... فكان ابي كبش فداء .... كان عمره سبعون ... لم يتحمل الصدمة عندما اتهم بالتجارة بالمخدرات ... قضى شنران في السجن ... وتوفي وهو في الزنزانة ....
طردنا من القصر على حسب قوله : انا ما اقعد في بيتي مجرمين .
اقسمت لنفسي واقسمت لابي انني سأنتقم ....
عملت في شركة للمقاولات ... كان المدير رجلا طيبا يعتبرني كولده ... لم يكن لديه ابناء ... هو وزوجته فقط .... سلمني الشركة ... وبعد سنة توفي ...
اما السيدة فاطمة زوجته وامي الثانية ... سلمتني ثروتهم ... عملت على مدار سنوات ... لاكون مليونير ولانافس عبد الله عقيل ... عدوي اللدود ...
بدأت باخذ المناقصات منه ... وحدة تلو الاخرى ... وها انا الان املك اكثر نسبة في شركته .... بقي خطوة واحدة للقضاء عليه ....
عدت للواقع على صوت باب مكتبي ... دخل ايام المكتب وهو يبتسم ...
- بشر ؟.
- كله تمام .
- يعني ؟.
- خلص عبد الله عقيل انتهى من السوق .
صفقت بحرارة : كفووووووو.... هههه.... يعني الحين شركته صارت لنا ؟.
- ايوة .
- خلنا نطلع نحتفل .
- ههههه اي والله من زمان ماشفناك تضحك.
- من اليوم ورايح دايما بتشوفني اضحك .
( سالي )
الاوضاع في المنزل تشب بالنيران ... حتى علاقة عمي وزوجته ... سمعت صراخهما ... كانا يتشاجران ... هرعت الى غرفتهما .... كان يصرخ بكلام غير مفهوم ...
وفجأة !!!!.... وقع ارضا ... صرخت : يباااااااا.
في لحظات حضرت سيارة الاسعاف ... ذهبنا بسرعة الى المشفى ...
ولكن !!!.... تأخر الوقت ....
( جاسر )
مر اسبوعان على موت عبد الله عقيل ... تشفيت جدا به ... للاسف لم اره يعاني ....
اياد : على فكرة الاسبوع الجاي بيتهم بينعرض بالمزاد .
- حلو .. من مشارك .
- هذي لستة باسامي الي مشاركين .
كانت اسماء اعرفها ... معروفة في سوق العمل الا اسم سيف زيد علي .
- هذا توه داس السوق الي اسمه سيف ؟.
- لا هذا ماله علاقة كلش في البزنز .
- عيل ؟.
- هذا خطيب بنت اخو عبد الله عقيل .
صدمت وقلت بصوت عالي : نعم !!!!..
خطيبها ... كبرتي يا سالي ... رضيتي ان يكون لك زوج غيري !!!!.....
- شفيك مصدوم .
- ردت؟.
- على حسب علمي رادة من شهرين .
- هي وين الحين ؟.
- ساكنة في بيت رفيجتها وزوجة عبد الله شردت .
- هدتها !!.
- اي .
- شلون تهد بنت بروحها ... حقيرة على زوجها .
- شفيك ع البنت ؟.
- تعرف هي سالي .
- سالي !!!!!!... هي نفسها الي كنت تحبها ؟.
- ايوة .
بقي اياد مصدوما ... ابتسمت بتعب وحزن ...
( سالي )
م كل شئ علي وكأنه فيلم ... كل شئ انهار ... بغمضة عين ... اصبحت وحيدة ... حتى صديقاتي تركنني عندما علمن اننا افلسنا وتشردنا .... بقيت جمانة فقط ... وسيف ... رغم كل شئ بقي معي ...
اين انت يا جاسر ... انا وحيدة وبحاجتك ... ليتني اعود طفلة ... لتحميني كما كنت تفعل ...
رن هاتفي ... مسحت بدموعي بسرعة واجبت ..
- الو .
- مساء الخير .
- مساء النور .
- اخبارج سالي .
- تمام انت؟.
- الحمد الله ... بكرة المزاد .
- اي ادري وبجي معاك .
- احتمال بنشوف الي خذ حلالكم وخرب كل شي ... ابيج تمسكين عمرج .
- حسبي الله عليه يا .... الا صحيح شسمه عشان اعرف اتحسبن .
- ههه ... اسمه جاسر سعود محمد .
وقع الهاتف من يدي .... هو !!!.... اخيرا وجدته ؟؟... ولكن هو فعل كل هذا !!!!.... جاسر .... افرح ام ابكي ؟.....
لم انم طوال الليل ... بكيت ... اخرجت به وجعي كله ...
استيقظت وعيناي متورمتان من شدة البكاء ....
ذهبت الى المنزل حيث اقيم هناك المزاد ... دخلته كغريبة ...
كان سيف معي ... يطمنئنني ... جلسنا بين الحضور ... كنت اتلفت باحثتا عنه ... لم يكن موجودا ....
رأيت اثاث المنزل يباع قطعة ... قطعة ...
كل شئ ... البيانو الذي كنت اود ان اعزف عليه بعد ان اتعلم العزف ... كل شئ ...
الى ان وصلوا الى اثاث غرفتي ... رأيت كل قطعة منه تباع امام عيني ... لمعت عيناي .. امتلأت بالدموع ... الى ان وصلوا الى سريري ...
امسكت بكم ثوب سيف وقلت : امانة اشتريلياه مابي حد ياخذه والي يسلمك .
- حاضر حاضر .
فجأة اصبحت رغبات الجميع هذا السرير ... الجميع بدأ بالمزايدة ... هم لا يعلمون ما قيمته عندي ... غرفتي الشئ الوحيد الذي بقي لي من طفولتي ومن اجمل ايامي ....
كان هناك شخص يزايد كثيرا ... ينافس سيف ...
الى ان انتهى واخذه ذاك الشخص
بعد انتهاء المزاد اتجهت الى ذلك الشخص ...
- لو سمحت .
التفت الي : هلا اختي .
- الله يخليك ابي اشتري منك السرير .
- اسف .
- والي يسلمك مهم عندي ماقدر .
- انتي سالي محمد عقيل ؟.
- ايوة ... الله يخليك تهده لي .
- الموضوع مو بيدي .
- عيل ؟.
- الشيخ جاسر سعود هو الي اشتراه .
امسك هاتفته واتصل به ...
( جاسر )
لم استطع الذهاب .... لم اكن جاهزا لهذه المواجهة ...
بعثت اياد بدلا مني ... كان يوافيني بالاخبار اولا بأول ... مت غيضا عندما اخبرنيانها برفقة خطيبها...
اتخيل كيف ازدادت جمالا بعد ان نضجت ...
رن هاتفي ... اجب اياد بسرعة :
- ها شصار وياك ؟.
- طويل العمر سالي محمد معاي الحين وتبي تشتري السرير من عندك تقول انه يهمها .
هي لا تعلم انه يهمني فعلى هذا السرير نامت حبيبتي الصغيرة... اميرتي ... واجمل ذكريات حياتي ...
- قولها مستحيل .
- تبي تكلمك .
بلعت ريقي بارتباك ...
جاءت صوتها الرقيق اطربني ... وداعب حواسي ...
- الو .
- الو السلام عليكم .
ردت بنعومة : عليكم السلام ...
- شلونج ؟.
ههه اسألها عن حالها !!!... وبسببي قد ساء حالها. هي ... تقف مذلولة الان ...
- بخير ... لو سمحت مستعدة ادفع اي مبلغ بس تخلي لي السرير عالاقل .
- سالي !.
- نعم .
- انسي .. مستحيل ... يلا مع السلامة .
اغلقت الخط وانا اعتصر الهاتف بيدي ... لا استطيع ان اوقام اكثر ... اشتقت اليها ... اشتقت لرؤيتها ...
بعد ان انتهى اياد من المزاد عاد الى الشركة ...
نهضت فورا عند دخوله ...
- شصار ؟... شقالت بعد ما سكرت ؟... صاحت ؟... قووول .
- ههههههه انطر اقعد ياخي .
- خلصني .
- ماصار شي البنت كانت هادية وعاقلة وشكرتني وراحت مع خطيبها .
- اششششششششش لا تقول عنه خطيبها .
- المهم .
- المهم حلو؟... اوصفلياه حلو ؟؟... يشبه من ؟... قول .
- عادي .
- يعني حلو ؟.
- اي .
- اتصل فيه خله يحظر الشركة بكرة ابي اقابله .
- بخصوص ؟.
- بعدين بتعرف .
في اليوم التالي ذهبت للشركة بكامل اناقتي ... اشعران نار الغيرة تحرقني ....
اخبرتني السكرتيرة ان سيف يود ان يقابلني ... لقد اتى حسب الموعد ...
اذن له بالدخول ... دققت بملامحه ... بمشيته .. بكل تفاصيله.... انه وسيم وليس ( عادي ) مثلما قال اياد ...
جلس امامي على المكتب ...
- السلام عليكم .
- عليكم السلام .
- سمعت انك تبي تقابلني ... بخصوص مزاد امس ؟.
- ههه لا مو بخصوص المزاد ... بس شي قريب من المزاد .
- شلون يعني ؟.
- سالي خطيبتك مثلا .
- شفيها .
- ابيها .
- احترم نفسك انت شقاعد تقول !!.
- اهدى ... اهدى ... سمعت انك تبي تفتح معرض سيارات بالمانيا بس الوالد مب راضي عشان حالته ماتساعد صح ؟.
هز رأسه بالموافقة ...
- شرايك افتحلك انا اكبر معرض سيارات .
- مقابل ؟.
- تهد سالي وتسافر المانيا ولا ترد لسالي ابدا .
بقي صامتا فترة طويلة ...
قلت له : انت اهلك راضين فيها بعد ما افلسوا ؟.
- لا .
- عيل شحقه قاعد تفكر ؟.
( سالي )
مضى اسبوع منذ ذلك اليوم الذي سمعت به صوته ... كل ليلة اسمع صوته في حلمي ...
اعانق وسادتي واتخيله ...
اما سيف فقد لم يتصل بي منذ ذلك اليوم لا اعلم لماذا ...
اتصلت به مرارا ولكنه لم يجبني ....
قررت ان اتصل بوالدته ...
- الو السلام عليكم .
- عليكم السلام .
- شلونج خالتي انا سالي .
- هلا .
- خالتي وينه سيف صارله اسبوع جواله مسكر ؟... مريض شي ؟.
- سافر .
- نعم ؟؟!..
- سافر ومابيرد ... وياريت انتي بعد ماتزعجينا خلاص كنسلنا الخطوبة .
اغلقت الخط ...صدمت !!!!... رحل هو ايضا ؟؟...
بت وحيدة ؟؟...
( جاسر )
طلبت من اياد ان يتصل بها ... يخبرها انني اود ان اقابلها في الشركة لامر مهم ...
كنت اشعر بالخوف والرهبة ... متحمس لرؤيتها ومتعطش شوقت اليها ...
كنا جالسان انا واياد في المكتب ... اهز بقدمي من شدة التوتر ...
دخلت السكرتيرة لتقول انها وصلت ....
نهض اياد ليستقبلها ولكنني استوقفته قائلا ...
- شكلي حلو ؟.
- هههههه .
- فكني الحين قولي ؟.
- اي اي حلو ... هذي المرة المليون الي سألتني فيها .
سمعت صوت كعبها يضرب بالارض ... معلنا عن دخولها... كانت !!! مبهرة للغاية ... ازداد جمالا وانوثة ... كبرت الطفلة التي احببها واصبح فتاة فاتنة للغاية ...
سالي : السلام عليكم .
جاسر : عليكم السلام تفضلي .
كانت تنظر بعيني ... هل مازالت تذكرني !!!... هل مازالت تحبني ... ام انها ايام مضت وانتهت ؟...
- شنو تشربين ؟.
- مشكور.
- اياد وصليها على موكا .
اعلم جيدا انها تحبه ...
- خير بشنو بغيتني ؟.
اخرجت ملف من الدرج ووضعته امامها ...
امسكت به وانا اعلم انها لن تفهم شئ ان قرأته ...
- شنو هذا ؟.
- هذي ديون على عمج .
- طيب ؟.... انتوا خذيتو كل شي .
- ايوة بس بقت هذي .
- كم ؟.
- ١٠ ملايين ريال .
- امبيييه .
التسمت لتعبيرها وقلت : ولازم تدفعين.
- نعم !!!... وانا شدخلني ؟.
- انتي القريبة الوحيدة لعمج .
- بس انا ماعندي هذا المبلغ ... اصلا مكان اسكن فيه ماعندي .
- ادري .
- طيب ؟.
- اذا جي الشرطة رح تتخذ اجراء ثاني .
- نعم !!!... بيودوني السجن .
قالت بخوف وكأنها مازالت طفلة... كدت اضحك واخرب كل شئ ...
- للاسف .
- لاااا انزين شسوي مافي حل ثاني ؟.
- امبلى بس ماظنه يناسبج .
- شنو اي حل الا اني ادش السجن .
- تستغلين عندي في البيت ..
فتحت عيناها على مصرعيها ...
- خ ... خد... امة ؟.
اومأت برأسي ... بنعم ...
بقيت تنظر الى اللاشي ... ثم قالت : موافقة .
- حلو عيل من بكرة تشتغلين عندنا .
- انتوا من؟.
- انا واهلي وخطيبتي .
اليوم ستأتي سالي للعمل في منزلي ... احبها ولن افعل شئ لضرها ... كل ما اردته هو وجودها بقربي ...
احضرها السائق ... طلبت من مديرة المنزل سعاد ان تشرف عليها ... شرحت لها كل شئ ...
كنت جالسا مع اهلي ... امي لم توافق على حضورها ... حتى هالة خطيبتي واختي شيخة ...
كنت انتظر ان تاتي سعاد وتخبرني بما حدث ...
سمعت صوت طرق الباب ...
- تفضل.
- السلام عليكم .
- عليكم السلام ... ها شصار معاج ؟.
- كل حتجة تمام وزي ما امرت ... وصلتها اوضتها ... واديتها اليوني فور .
- خاسبي تطلع من المطبخ ... وحاسبي انها تخدم اي حد فاهمة بس تسوي الي ابيه !!.
- فاهمة يا استاز .... بس هي مش محجبة .
- ايه ادري ... خليها على راحتها.
( سالي )
هذه اول ليلة اقضيها وانا مرتاحة ... لا اشعر انني وحيدة فخبيبي الذي انتظرته قد اتى ... المهم انه بجانبي .... لا يهم بأي صفة ... يكفيني شعور... ان هناك احد مني ...
ارتديت ثوب الخادمة ... في الحقيقة لم تكن ثياب خدم ... كان قميصا ابيض ... رفعت اكمامه الى ساعدي ... وفتحت اول ثلاث ازرار منه ...
وتنورة. سوداء تصل الى ركبتي ...
نظرت لنفسي فابتسمت ... رفعت شعري باهمال ...
اتجهت للمطبخ ... حيث كانت سعاد تنتظرني ...
قلت بمرح : صباح الخير .
- صباح النور .... يلا عشان نحضر الفطار للبيه .
- اوك .
- بتعرفي تعملي ايه ؟.
- ماعرف شي .
: عيل شتعرفين ؟.
جاء صوته المخملي من خلفي ....
استدرنا انا وسعاد ناحية بوابة المطبخ ...
- استاز جاسر بتعمل ايه في المطبخ .
- جاي اشوف الريوق ليه تاخر .
- سواني واجهزهولك .
- لا خلها هي تسويه .
- مبتعرفش .
سألني : شتعرفين تسوين ؟.
- نسكافيه ... وسندويج مربى او لبنة .
- خلص سويه لي وجيبيلياهم المكتب .
- ان شاء الله .
اتجهت الى مكتبي ... بقيت افكر بها ... كنت اعد الدقائق والثواني لحضورها ...
طرقت باب المكتب ... وكأنها تطرق ابواب قلبي ...
بعثرت الورق على المكتب وتصنعت التركيز ...
- دخلي .
بقيت اصوب نظري على الاوراق ...
- وين اخليه ؟.
- قدام الكرسي الي هناك .
كانت يداها ترتجفان من حمل الصينية ... وتسير ببطئ شديد ... ابتسمت بيني وبين نفسي ..
اتجهت الى الكرسي وجلست ...
- تامر بشي ثاني ... قالتها وهي تنظر للارض .
- لا مشكورة .
رحلت ... بدأت اجرب ماصنعت هي ... تذوقت ال( نسكافيه ) كانت لذلذة جدا ... والشيطرة ايضا ... هي لم تصنعهم ولكن يكفي انها وضعت لمساتها ...
( سالي )
كنت اسير هائمة ... عائدة الى المطبخ ... سمعت صوت يقول لي : هييي انتي !.
التفت الى مصدر الصوت ..
كان فتاة عشريني اول مرة اراها ... هل هذه خطيبته ؟.
- نعم ؟.
- تعالي نظفي غرفتي .
- بس انا مانظف.
- انتي خدامة يعني تسوين اي شي .
: هالة!.
التفت اليه تلك الفتاة التي تدعى هالة ..
هالة : هلا!.
جاسر : هي ماتنظف .
هالة : عيل شتسوي؟.
جاسر : تسوي الي انا اقولها عليه وبس.
مظرت اليه بغضب ودخلت غرفتها...
بقيت انا وهو في الرواق ... سار نحوي الى ان وقف امامي مباشرة ...
- لاتسوين شي حد قالج عليه غيري مفهوم!.
- اوك .
اقترب مني زيادة ومد يديه نحوي ...
اغلق لي ازرار قميصي وهمس لي : هذول يتسكرون فاهمة؟.
- ماحب اسكرهم كلهم اختنق .
- لا والله !.
- اي والله .
- سكريهم عيب في ريايل في البيت ؟.
- من؟.
- انا ولا مو مالي عينج؟.
- أ أ أكيد.
- وشعرج.
- شفيه .
- لميه .
- اوك .
- اوك ... ردي لشغلج.
اااه هذه اول مرة اكون قريبة منه لهذه الدرجة ... كنت قريبة بحيث يمكنني سماع صوت انفاسه ..
سهرت طوال الليل وانا ابتسم ... كلما تذكرت ملامحه عن كثب ...
لم استطع النوم ... خرجت في الفجر الى الحديقة ... كان الجو بارداً قليلا ...
جلست على الارجوحة ... اغمضت عيني وبدأت بالغناء ...
صغيرة جنت وانت صغيرون ... حب عرفناه بنظرات لعيون ..
قالوا ترا ذولة يحبون ... ومن الصغر لما يكبرون ..
مثل نجمة والقمر ... كبر حبنا وازدهر ... من عيونك حبيبي .. نبتدي دروب السهر ...
مثل النهر ما تغيرنا ... حبنا كبر واحنا كبرنا ..
احلى حب الي جمعنا ... مثل الطيوراحنا طرنا..
شعرت بأن هناك احد معي ... بهضت بخوف من مكاني ... جريت للخروج من الحديقة ...
فاصطدمت باحد ... رفعت رأسي وجدته هو ...
- خرعتني ... قلتها وانا اضع يدي على قلبي .
- للحين انتي خوافة مابتكبرين !.
- انت الي طلع بوقت يخرع .
- ههههههه .... شتسوين هني ؟.
- ماجاني نوم .
احتضنت نفسي وقلت : خلص بدش الجو برد .
- ليش مو لابسة ملابس ثقلية؟.
- ماجبت معاي شي.
- وملابسج؟.
- يلا بدش .
امسكني من كتفي .... خلع معطفه ووضعه على كتفي ...
- البسي هاي اليوم وبكرة بتطلعين مع سعاد تشتري لج ملابس مفهوم .
- مفهوم ... مشكور .
وصلت لغرفتي وبدأت باحتضان معطفه ... شممت رائحة عطره ... ارتديت المعطف واحتضنت نفسي .. شعرت بالدفء وكأنني انام بين احضانه...
في اليوم التالي خرجت مع سعاد واشتريت ثياب ... شعرت بالخجل ... لم اعتد ان يصرف احد علي ... اشتريت قطعتان فقط ...
عدنا للمنزل ... كان يجلس في الحديقة المطلة على المطبخ !!....
دخلت للمطبخ بخجل ... دخل المطبخ خلفنا ...
رحب به الطباخ سيد ....
- نورت يا استاز جاسر .
الجميع رحب به ...
- انا بس حبيت اسلم عليكم ... بكرة انا مسافر .
كنت اعطيه ظهري ... صدمت !!!... اين سيسافر ؟...
وكأنه سمع افكار وقال : بروح شغل وارد بعد عشر ايام .
تمنى له الجميع السلامة ... لم اواجهه ... حتى انني لم انطق بشئ ...
خرج من المطبخ ... اسرعت وخرجت ورائه ...
قلت له بصوت منخفض : جاسر .
التفت الي وقال : هلا ؟.
- مممم ... تروح وتجي بالسلامة .
ابتسم ابتسامة ازاحت الهم عن قلبي ...
- الله يسلمج .
- وا......
كنت سأقول له ان عشرة ايام كثيرة على غيابه !!
- شكنتي بتقولين ؟.
- لا ولا شي مع السلامة .
عدت للمطبخ .... وانا التقط انفاسي ...
كنت انام كل ليلة وانا مرتدية معطفه ...
في اليوم التالي كان المنزل فوضى ... لا اعلم لماذا ...
دخلت المطبخ ايضا كان فوضى والجميع يعمل بسرعة ...
سألت سعاد : شسالفة ؟.
- اليوم المدام عاملة حفلة ورح يجي كتير ضيوف .
- اي مدام .
- ام الاستاز جاسر .
- اها.
- روحيلها عايزاكي.
ذهبت لغرفتها وانا ابتلع ريقي خوفا ... لم اقابلها منذ سنوات عديدة !... هل مازال تذكرني ؟....
طرقت باب غرفتها ... اذنت لي بالدخول ...
كانت تسقي الورود التي في غرفتها ... نظرت اليها ... بلغت في السن ولكنها ازدادت جمالا...
- حضرتج طلبتيني .
- ايوة ... اليوم في حفلة وابيج تخدمين في الحفلة.
- بس جاسر ... اقصد الاستاذ جاسر قال مااخذم في....
قاطعتني بجفاء : الي اقول عليه انا انتي تسويه مفهوم !.
- حاضر .
- يلا روحي شوفي شغلج .
اااه اين هو الان !!... لم يحدث كل هذا مالذنب الذي ارتكبته في حياتي ؟؟...
في المساء بدأت الحفلة ... كان المكان مزدحم ...
دخلت القاعة ... كنت اعرف الكثير من الحضور ... حاولت ان اتجنب رؤيتهم ...
نادتني هالة ... سرت اليها ...
- روحي يبيلي عصير اشربه .
- اي نوع تبين؟.
كانت تتكلم بتكبر بين صديقاتها ..
- اي شي .
- حاضر ...
كنت ادوس على كل شئ واحاول ان لا ابكي ...
كانت نظرات البعض استهزاء ... منها شفقة ...
اخذت العصير اليها ....
- تفضلي .
امسكت العصير وقالت : هاي شنو !!! ماحب البرتقال هبلة انتي !.
- انتي قلتي جيبي اي شي .
- لا والله وترادديني بعد !!.
كانت تشتمني بين الحضور ... تحاملت على نفسي ...
سمعتها تقول : الخدم جي اذا ما تشدين عليهم بتطلع عينهم .
( جاسر )
اشعر انني اتوق شوقا اليها ... تمنيت ان انهي عملي بسرعة والعودة اليها ... مجرد رؤيتها بجانبي تريحني ...
اتصلت بسعاد للاطمئنان عليها ...
بعد ان سلمت على سعاد قلت لها :اخبار سالي ؟.
- الحمد الله .
- شقاعدة تسوي .
- الصراحة .. مش عارفة اقولهالك ازاي .
قلت بفزع : قولي !!! فيها شي ؟.
- هي دلوقت بتخدم في حفلة الي ست هانم بتعملها .
- شنووووو امي قالت جي ؟.
- ايوة .
اغلقت الخط واتصلت فورا بأمي ..
- هلا حبيبي .
- يمة شلون تخلين سالي تخدم في الحفلة !.
- قول السلام عليكم شي .
- السلام عليكم .
- عليكم السلام .
- يمة ليش جي!.
- عادي حالها حال الخدم .
- لا مو حال حال الخدم .
- البنت مافيها شي واكاهي مستانسة ومحد تعرضلها بشي .
- اوك مع السلامة.
اغلقت الخط ... اوووووووووف ... يارب... اتصلت بأياد ....
- الو .
- انا برد .
- وين ؟.
- ماقدر خلاص انت سوي الشغل .
- انزين ليش ؟.
- بعدين يلا انا الحين بحجزلي .
( سالي )
قضيت الليل بطوله وانا اخدمهم .. عشت عمري كله وحولي العديد من الخدم ولكنني لم اعاملهم يوما بقسوة ... كقساوتهم في معاملتي ...
في منتصف الليل اتجهت الى المطبخ لتناول اي شئ ... كنت اشعر انني سأقع من الجوع والتعب ..
اكلت قليلا ... وغفيت على طاولة الطعام ...
- جاسر وينك .
( جاسر )
عدت في الصباح ... دخلت من البوابة الخلفية ...
اتجهت فورا لمبنى الخدم لغرفتها بالذات ...
طرقت الباب ولكنها لم تفتح لي ... طرقت وطرقت..
لم تفتح ...
فتحت الباب ... دخلت غرفتها لم تكن موجودة هناك ...
اتجهت الى المطبخ ... كانت موجودة هناك ... تضع رأسها على ذراعها... على طاولة لمطبخ ..
اقتربت بالقرب منها ... مسحت شعرها ... كان التكيف في المطبخ عالي...
شعرت بوجودي ... رفعت برأسها بتثاقل ...
فزعت عندما رأتني ...
- انت متى جيت ؟.
- توني .
- أأ.
- ليش نايمة هني .
- ماحسيت بنفسي .
- شسويتي امس في الحفلة ؟.
- سويت واجبي .
- انا قتلج ماتاخذين اوامر من حد غيري !.
- اي بس والدتك اوامرها على راسي .
- حد ضايقج ؟.
- لا.
- روحي نامي وممنوع تشتغلين اليوم فاهمة!.
- اوك مشكور.
كنت اود ان احتضنها ... ان ادفئها باحضاني ..
ذهبت للمنزل ... كانت والدتي استيقظت توا ...
- صباح الخير يمة.
- هلا.
- شفيج تكلميني جي!.
- ولا شي... ليش جيت بدري؟.
- خلصت شغل.
- اها.
- يلا عن اذنج ... بطلع ارتاح .
ذهبت لغرفتي ... استلقيت على سريرها ... احتضنه ... اتذكر ملمس شعرها...
غفوت وانا افكر بها ... استيقظت على صوت طرق باب غرفتي ...
اذنت بالدخول للطارق ...
- صباح الخير .
انها هالة ...
- صباح النور.
جلست على حافة السرير ...
- حمد الله ع السلامة .
- الله يسلمج ... شلون كانت الحفلة امس؟.
- تجنن .
- حلو.
- يلا عن اذنج بدش اتسبح حدي تعبان .
- بقول للخدامة تسويلك الفطور .
- لااا.
نظرت الي باستغراب ..
- مو مشتهي الحين بعدين اذا بغيت شي انا اقولها .
( سالي )
كنت في غرفتي ... استمع الى الراديو ..
تذكر اخر مرك شفتك سنتا...
تذكر اخر كلمة قلتها ... وماعدت شفتك ..
وهلا شفتك ... كيفك انت ملا انتا ...
وكأن فيروز غنت هذه الاغنية من اجلي ...
كثير من الاغاني احيانا اشعر انها كتبت وغنت لحكياتنا ... او لشعور شعرت به انا ...
طرقت سعاد الباب ودخلت ... استقبلتها بابتسامة ...
- انا شفتك النهاردة معندكيش شغل قولت افاتحك في موضوع .
- موضوع شنو؟.
- في واحد صاحب جوزي بيدور على عروسة .. سعودي ... بيشتغل موظف على قد حاله ... بس كويس ..
- موافقة ... بس الموضوع مايرجعلي .
- متخفيش انا هكلم المدام وهي اكيد هتوافق وتقنع مستر جاسر.
- اوك.
( جاسر )
مضت ايام وانا لم ارها ... كنت منهمكا بالعمل ...
كنت في مكتبي ... دخلت والدتي المكتب ...
- هلا يمة .
- هلا حبيبي .
قبلت يدها وجلست بجانبها على الاريكة ..
- بغيتك بموضوع .
- امري .
- امس سعاد كلمتني قالت ان في واحد سعودي رفيج زوجها يدور على عروسة .
- انزين !... يبيني ادورله ههههه.
- لا سعاد لقتله .
- عيل؟.
- تبي تخطبه لسالي .
صدمت !!!... سالي؟..
استرسلت امي : هي موافقة بس تبي موافقتنا وانا وافقت خلي البنت تزوج .
نهضت وقلت بغضب : مستحييييييييل .
- ليش مستحيل .
- لان ماينفع تزوجه .
- يمة البنت موافقة شتبي انت .
- مب على كيفها هالبزر .
- شتبي فيها ليس مو موافق ؟.
- لان هي خدامة .
- وشفيهم الخدامين ميزوجون؟.
- هي بالذات لا ولو سمحتي لا عاد تفتحين هللموضوع معاي .
- مادري شفيك انت متغير .
- ولا شي .
خرجت امي ... اسرعت الى غرفتها ...
لم اطرق الباب ... فتحت الباب بقوة ...
كانت هي تجلس على السرير ... امسكت بها من ياقة قميصها ورفعتها الي ...
- انتي شفيج مجنونة !!!!!!!!.
- شنو ؟.
- اي حد يتقدملج تقبلين فيه ؟.... شفيج لهذي الدرجة مرخصة نفسج ؟.
- ابي اعيش حياتي .
- وجي بتعيشينها!!! جييييييييي؟.
- اي كيفي .
- لا عاد اسمعي عدل ... اي شي يخصج مو بكيفج فاهمتني ؟.... مرة ثانية ماتسوين شي بدون اذني .
قالت بخوف : طيب.
مرت ايام وهي تتجنبني ... ربما بسبب ما حدث ...
كنا نتناول الغداء وفجأة اتى جاسم ابن عمي .. اخ هالة ...
كانت مفاجأة لنا ... نهضت هالة واحتضنته من الفرح ...
جاسر : شنو هاي المفاجأة .... كنت تقول نستقبلك بالمطار.
جاسم: شرايكم بمفاجأتي .
امي : تجنن .
قبل يدها ورأسها ...
جلس معنا وبدأنا نثرثر ... اكثر شخص كان فرحا بيننا هي اختي ريم ... باعتبارها زوجته المستقبلية ...
( سالي )
كان جميع من في المطبخ فرحين بعودة ابن عم جاسر ...
كنا نعمل وفجأة سمعنا صوت ..
- ما ولهتوا علي .
التفتنا الى مصدر الصوت كان رجل في بداية العشرينات ... ليس وسيما جدا ولكنه انيق للغاية ...
سارع الجميع للترحيب به ... شعرت انا بالحرج لأنني بقيت اقف مكاني ... الوحيدة التي لا اعرفه ...
ركز نظره الي ثم قال : سالي!!!!.
سامي الصباخ : انت بتعرفها؟.
- شلون ما اعرفها ... سالي ماتذكريني كنت ازور بيت عمي وكنت اشوفج .
لا اتذكره الا انني فرحت ان هناك احد مازال يحمل هذه الذكريات ... حتى جاسر نفسه نسيها...
كم هو صعب ان يتذكرك الغريب ... وينساك الحبيب !.
ابتسمت وقلت : هلا فيك حمد الله على السلامة.
- كبرانة ههههه .
- هههه اي .
- يلا عاد خلينا نشوفج .
- ان شاء الله .
كان متواضعا وخفيف الظل يمزح ويلقي الفكاهات مع الجميع ....
في وقت الغداء طلبت مني سعاد ان اساعدهم في نقل الطعام لغرفة الطعام ...
ساعدتها ونقلته معها واعددنا سفرة الغداء ...
دخل الجميع الغرفة بينما كنا نجهزها ...
جلس جاسر دون ان ينظر الي على الكرسي الذي في بداية السفرة وحوله الجميع ...
( جاسر )
بينما كانت تضع الصحون لنا على الطاولة ... شممت رائحة عطرها ... وكانت تفتح ازرار قمصيها ...
كان جاسم ينظر اليها ... شعرت بالغضب وقلت بحدة : خلاص روحي شغلج .
فاجئني جاسم بقوله : سالي حياج معانا .
صدم الجميع ونظر اليه ...
سالي : مشكور .
رحلت وبقيت انا ارمقه بنظرات ...
هل اعجب بها ؟...
بعد ان انتهينا من الغداء ... اتجهت فورا الى المطبخ ... دخلت دون ان القي التحية على احد ... استغربت عندما رأتني...
امسكتها من معصمها وسحبتها معي للخارج ...
اقتربت منها فعادت الى الوراء ... حتى اصدم ظهرها بالحائط ...
مددت يدي واقفلت ازرار قميصها ...
- انتي ليش ماتسمعين الكلام؟.... قلت بهمس.
- ليش شسويت؟.
- كم مرة قتلج سكري زرايرج !.
- نسيت.
- والعطر!.
- بعد نسيت.
- شايفة لو مرة ثانية نسيتي شبيصير فيج .
اغمضت عينها بخوف وقالت : شبيصير ؟.
انفجرت ضاحكا وقلت : هههههههههه ليش ناوية تكرريها وتبين تعرفين ؟.
- أأأ... لاا.
( سالي )
غدا هو عيد الاضحى ... هذه اول مرة لا اشعر بفرحة العيد ... اول مرة لا اشتري فيها ثياب ...
سخرت من نفسي ... احزن على عدم شرائي لثياب جديدة ... وانا اصلا لن اخرج ... او اقابل احد !...
كنت ابكي على سريري ... سمعت صوت طرق باب غرفتي ... نهضت بتثاقل ... فتحت الباب ولكنني لم اجد احد ... وجدت صندوق امام الباب...
حملت الصندوق ودخلت الى الداخل ... كان لونه ابيض ... ملفوف بشريط احمر ... كان كبير الحجم ... فتحته كان به ثياب ... كان ثلاث فستاين الوانها رقيقة جدا ... وثلاث احذية ... وحقيبة واكسسوارات ... كان هناك صندوق صغير للموسيقى ...
وبطاقة كتب عليها : ( كل عام وانتي عيدي ... يا احلى ذكرى بالماضي ... واجمل واقع بالحاضر.. ان شاء الله تعجبج عيديتج ..)
هل جاسر هو من بعث لي هذا ؟!... هل مازال يتذكرني ؟...
نمت وانا سعيدة جدا ... جاسر اسعدني !!...
استيقظت صباحا بنشاط .. اتجهت الى المطبخ ... نقلت الطعام الى غرفة السفرة ... دخل جاسم بينما كنا نجهز السفرة ...
بابتسامة مشرقة قال : صباح الخير .
- صباح النور .
ابتسم الي ومد يده : كل عام وانتي بخير سالي .
- وانت بخير .
- صج مستانس اني شفتج ... اني اجمل ذكرى بالماضي .
دهشت .. هو ؟... هو من هذاني الصندوق !!...
صندوق الموسيقى كان عليه حرف ( J ) ...
ظننت انه جاسر .. جاسم !!! من هداني اياه!!...
دخل الجميع بينما كنا نتحدث ... هنوا بعضهم بالعيذ ...
قال جاسر : كل عام وانتي بخير .
- وانت بخير .
ادخل يده في جيبه وخرج مال : هذي عيديتج .
تأكدت الان انه ليس جاسر !!
- مشكور ماله داعي .
ريم : جسور اليوم وين بنروح ؟... بنسافر احسن ؟.
هالة : ياريت نسافر .
جاسر : اوك مثل ماتبون .
فاجأئني جاس عندما قال : سالي تعالي معانا حرام تتمين بروح الكل بياخذ اجازة .
- أأ لا لا شكرا.
جاسم : ليش حرام تقعدين في البيت .
هالة : شفيك اكاه جاسر عطاها فلوس خالها تطلع بروحها احنا شكو!.
جاسر : فكرة حلوة خلص بتسافرين معانا .
دهش الجميع ان جاسر وافق !!!... لا اصدق ..
هالة : لي...
قاطعها قائلا : اشششش يلا نتريق .... جهزي نفسج الظهر بنسافر سالي .
- ان شاء الله .
هممت بالمغادرة ... غمز لي جاسم وابتسم ... ابتسمت له وخرجت ...
ولازم نعيش يلا قرب كمان ... تعال حبيبي لأبعد مكان ...
ننسى الي ضاع من ايدينا ... نعيش بس لينا ..
حلم !! سؤال سألته نفسي مرات عدة وانا في الطائرة ... هل انا في حلم !!...
سأذهب معه الى مدينة العشاق ... باريس!!
ستخطو قدمي انا وحبيبي على ارضها !!..
ارض العشاق ؟... ربما لسنا عشاق ولكنني مازلت سعيدة يكفيني ان جزء من احلامي تحقق وهو ان نزور عاصمة الرومانسية ... حتى وان كنت لا تحبني فوجودك معي يكفيني ...
اخذتنا الليموزين الى الفندق ... كنت ارقص فرحا وعيني تراقب شوارع باريس ... كان هو بجانبي وبجانبه جاسم ... وامامي ريم وهالة ...
وضع يدي على المقعد ... شعرت بيده قريبة من يدي لا يفصل بينهم سوى سانتي ...
مددت يدي الى ان لمست يدي يده .... شعرت ان قلبي يخفق ... وددت لو انني استطيع احتضان يديه بكلا يدي ...
لمسة ايد برضى اكيد وبنسى انك كنت
بعيد كيف بدوب الهوى مكتوب
بقسم البي تلات قلوب قلب
يحبك قلب يدوب قلب يغار
عليك خدني بحضنك خاف علي
حسسني بوجودك في ما
بعرف قيمة عيني غير لما يشوفوك
وعدني تبقى العمر بقربي
وعدني ما تفرقنا غربة
وصلنا للفندق ... تمنيت لو ان الطريق يطول ..
تمنيت ان يستمر هذا الاحساس ... احساسي بقربك ...
اخذ الجميع مفاتيج غرفهم ... اتجهنا اليها ... كانت غرفته بجانب غرفتي ... ربما صدفة او تعمد هو بذلك ...
قبل ان ادخل للغرفة ... قال لي : ويت خذي هذي .
كانت حقيبة سفر صغيرة ...
- شنو هاي؟.
- ثياب حقج ماعندج ملابس وايد .
- لا عندي فستاين .
- من وين لج ؟.
- أأ جابتهم لي سعاد .
- اهااااا.... خذيهم وفكيني .
- اوك .
دخلت للغرفة ... استندت على الباب وتنهدت بقوة : ااااه .
قبلت يدي اليسار ... مكان ملمس يده ...
استرحت قليلا وبعدها دخلت للاستحمام ...
انتهيت منه وارتديت المنشفة ...
خرجت من الحمام ... بقيت انظر للحقيبة محتارة ماذا ارتدي ...
سمعت صوت طرق الباب ...
فتح الباب .. كان جاسر ...
- هلا جاسر .
امسكني من يدي ودخل واغلق الباب ...
صدمت مما فعل ...
- شفيك ؟.
مظر الي من الاسف الى الاعلى ... انتهبت انني مازلت ارتدي المنشفة ... وشعري يصل الى ظهري يقطر مائا ...
- انتي مجنونة !!!! تفتحين الباب وانتي جي!!!!.
- نسيت اني مو لابسة .
- لا والله ولو كان واحد ثاني شكنتي تسوين !!!.
- انزين سوري .
- شسوي بالسوري .
- ترا عادي انت بعد اكاه قاعد تطالعني !.
- مب من زين جسمج قاعد اطالع .
تخصرت وقلت له : لا والله !.
همس لي : روحي البسي بنطلع لاتخليني اسوي شي مايعجبج ... بنطرح بر .
خرج ... وانا ابلع ريقي خوفا ... كان سيضربني !.
( جاسر )
بينما كنت انتظرها خرج الجميع من غرفهم ...
هالة: يلا .
جاسر : انطروا سالي .
ريم : اووووووف ع اخر زمن ننطر خدامة لا وبعد تسافر معانا .
جاسر : سالي مب خدامة وبسكم فاهمين .
هالة: اوك ... بنزل تحت مب انا الي انطرها .
ريم : جاية معاج .
بقي جاسم ... قلت له : روح معاهم لا تخليهم بروحهم .
- اوك .
طرقت على الباب وقلت : خلصيني مب وقت مكياج وكلام نسوان !.
فتحت الباب وخرجت !!!!... كانت ملاك ... ترتدي الفستان السكري الذي احضرته لها بمناسبة العيد ... كان يصل الى ركبتها ... وبه حزام ذهبي ... وارتدت معه اكسسوار ذهبية ...
اجمل نساء الدنيا .. في عنيا انا ..
قدرت تاخدني بثانية .. من روحي انا ..
وعد مني ما احب غيرك ... بالوجود ..
احساس غريب جوايا اجمل من الغرام ...
والي مابيني وبينك اجمل من الكلام ...
احساس جديد.. خذنا لبعيد ... ملوش حدود ...
اجمل كل النساء....
ليت الجميع يملكون اعين العشاق !!... فعين العاشق تبصر اشياء وتفاصيل لا يراها الاخرون ... يرون جمال ... لا يرون محكمون مسابقات الجمال ...
ابتسمت بخجل ... حاول ان اخفي انبهاري واعجابي .... قلت : من فوق وايد مفصخ.
- شسوي يعني !.
خلعت معطفي الاسود وقلت : البسيه .
ارتدته وقال : اوووف كبير علي .
امسكت بكم المعطف وثنيته حتى وصل الى مرفقها فازداد مظهرها جمالا ...
ابتسمت وقلت : يلا ... تاخرنا .
تمشينا في شارع باريس الشهير ... شانزلازيه ..
كانت هي ومازالت كالاطفال ...
تنظر الى كل شئ حولها بدهشتهم وفرحهم ...
كنا نتجول في الشارع ونتبضع من المحلات ... دخلنا محل للمجوهرات ... وقفت هي وحيدة تنتظرنا انتهائنا ... شعرت بالحزن تجاها وهي تقف وحيدة ... وددت لو انني استطيع امساك يدها ... واخبارها انني بجانبها ...
قال موظف المحل لسالي : لوسمحتي هل يمكنني ان ارى السلسلة التي ترتديها ؟.
اتجهت الى سالي واحذت منها السلسلة التي اهديتها ايها في العيد ...
بقي الموظف ينظر للسلسة بدقة ...
سالي : هل هناك مشكلة ؟.
الموظف : هل تريدين ان تبيعيها.
سالي : لا .
الموظف : مؤسف انها من اغلى الجواهر ... حافظي عليها من السرقة .
سالي : اوك.
هل عملت انني من هديتها ايها ...
بعد خروجنا قالت هالة : من وين لها جي سلسلة؟.
جاسم : نسيتي انها كانت غنية .
ريم : مالت .
جاسر : امشوا وانتوا ساكتين .
ريم : انزين متى نروح برج ايفل؟.
جاسر : مب اليوم .
كنت اريد ان اذهب لزيارته انا وهي ... اعيش هذه اللحظة وهي معي ...
عدنا للفندق ... قبل دخولها الغرفة قلت لها : ابي جاكيتي .
كنت اريده لأن رائحتها غمرته ...
- تفضل ومشكورر.
- يلا باي.
دخلت غرفتي فورا وانا احاول ان ابتعد عنها... يجب ان لا انسى ماحدث ... انسى ابي ... والسنوات التي عشناها بهم ....
( سالي )
سهرت طوال الليل افكر ان جاسم احضر اللي تلك السلسلة!..
صحوت متأخرة ... نظرت كانت الساعة الرابعة عصرا ... سمعت صوت طرق الباب ... فتحت وانا ارتدي الشورت وشعري غير مرتب بسبب النوم...
- انتي وبعدين معاج .
- اووووف انت تجي باوقات غلط .
- هههه ابن حلال لأني .
- مافهمت .
- خلصيني والبسي سبقونا وراحوا برج ايفل وراحت علي نومة .
- اوك .
ارتديت فستان لونه ابيض يصل للركبة ... مع جاكيت لونه بني قصير ... وحزام بني ... وصففت شعري بحيث اصبح ( كيرلي ) ...
خرجت فوجدته ينظر الي ...
- لبسي في شي غلط؟.
- لا بس الحمد الله لابسة جاكيت .
ابتسمت اليه فقال : يلا برجل ايفل ينطرنا.
وصلنا الى برج ايفل ... وقفت مندهشة من رؤيته وكأنني اول مرة اراه ... قبل سنتان اتيت الى باريس برفقة زوجة عمي ولكن هذه المرة اشعر ان كل شئ جديد علي ...
بقي ينظر الي ... انتبهت انه ينظر الي فقلت بخجل : شنو!.
- يلا .
- لا مابي روح بروحك.
- لا والله !.
- اي والله ... اخاف عالي وايد .
- هههههه لا تخافين انا معاج .
- مابي ... بتم بروحي هني .
مد يده لي وقال : يلا انا معاج .
بقيت انظر ليده ... وللبرج ...
اغمضت عيني وامسكت بيده ....
اااه ملمس يده ... انساني العالم كله ... يده تحتضن كفي الصغير ... بينما كنا فث المصعد كنت اراقب يده ... سمراء والعروق التي بيده يعطيها جاذبية ...
بين ايديا واحس انك بعيد ... ذوب باحضاني ..
مثل قطعة جليد ... علم العشاق كيف الحب يكون ..
فتح المصعد وخرجت منه وانا اتشبه بذراعه بقوة ...
اغنضت عيني اخاف ان انظر...
- سالي فتحي عينج .
- مابي .
- ههههههه احنا جاين عشان نشوف هالمنظر.
- شوفه بروحك .
- انزين طالعيني .
نظرت اليه ... كان يبتسم بعذوبة ... اعشق ابتسامته ...
هربت من نظراته ورأيت المنظر كنت ارى باريس من فوق ...
- واااي المنظر حلو .
- شفتي شلون .
- اي روعة.
اخرج شئ من حقيبته ... مد الي كاميرة وقال : هذي لج .
- حقي !!.
- اي صوري فيها .
اخذتها منه والتقت صورة له ...
بدأ يضحك وانا التقط الصور له ... اخذ الكاميرة مني وبدأ يصورني ... ثم التقطنا صور نحن الاثنين...
ذهبنا للمطعم الذي في البرج ... كانوا هم بانتظرانا ...
هالة : تأخرت!.
- الطريق زحمة .
جاسم : سالي طالعة حلوة .
سالي : مشكور من ذوقك .
تناولنا الطعام ... وعدنا للفندق ...
دخلت لغرفتي ... وبعد قليل سمعت صوت طرق الباب ... فتحت الباب وجدت جاسم!!..
- هلا جاسم .
- سوري ازعجتج .
- بالعكس .
- بكرة فاضية!.
- مادري اكيد بنطلع مع بعضنا .
- لا ... قلت نطلع مع بعض انا وانتي .
- مادري اسأل استاذ جاسر.
- خلص بكلمه .
وفجأة وجدت ريم تقف بجانبنا ...
ريم : انتي وبعدين معاج ياخطافة الرياجيل.
جاسم : هي هي ريم .
ريم : قاعد تدافع على حبيبة القلب ... وانتي حسابج معاي يا ال.......... تحبيه !!
فتحت عيني على اوسعها من الكلمة التي قالتها ...
قلت بتحدي : اي احبه .
نظر الي جاسم بدهشة ... ولكني الذي ادهشني ...
: ريم انا بربيها .
التفت وقلت بصدمة : جاسر!!.
اقترب مني ... صفعة على خدي افاقتني ...
وقف جاسم امامي وقال له : ياويلك لو تقربلها.
جاسر : شبتسوي؟.
جاسم: ماسمحلك تقرب صوب البنت الي احبها.
صدمت !!!... يحبني ... اذن هو من اهداني الهدية ... الان تأكدت ...
جاسر : لا والله ؟... تحبلك خدامة !.
جاسم : هي مو خدامة وانت تعرف هالشي عدل.
جاسر : المهم مستحيل تطولها.
ابعد جاسم من طريقه ... وامسكني من يدي وادخلني الغرفة ...
اغلق الباب وقفلها ...
عدت للوراء وانا خائفة منه ....
- تحبين !!... هين .. ان ماراويتج شغلج عدل مايكون اسمي جاسر.
- أأ ... أنا .
- اشششششش ولا كلمة ... يلا نامي وبس نتفاهم .
- انت بتم هني !.
- اي.
نمت على السرير ... جلس هو امامي على الاريكة ... بقيت انظر اليه ...
- غمضي عينج ونامي .
- اوك.
نمت وانا ارتجف خوفا ... استيقظت بينما كان هو يقف امام النافذة ...
قال دون ان ينظر الي : دشي تسبحي .
اخرجت ثياب من الخزانة قال لي : لا تاخذين ثياب .
- ليش؟.
- بس وخلصينا .
دخلت استحم ... خرجت بالمنشفة ... سمعت صوت طرق الباب ...
- افتحي الباب .
- شلون افتح وانا جي !.
- افتحي وبس .
فتحت الباب وجدت ريم وهالة ... صدموا عندما رأوني هكذا ....
شهقت هالة وذهبت تجري ...
قالت ريم : حسبي الله عليج خطافة الرياجيل .
وتبعت هالة ...
اقفلت الباب وقلت : امبييييه حسبوا ان احنا !!!.
ضحك بقوة وبصوت عالي ....
استفزني ... صرخت وقلت : شلون الحين سمعتي راحت .
- تستاهلين ... وتعالي قابليني لو رضا يتزوجج جاسم ... يلا اجهزي بنروح السفارة .
قلت بخوف : ليش!
- بعدين بتعرفين .
ارتديت ثيابي في الحمام ... وخرجنا من الغرفة ...
في طريقنا للمصعد ... هجم جاسم على جاسر وقال : اغتصبتها يالحقير!!.
ابعده جاسر وقال : ما اغتصبتها بمزاجها كل شي .... صح !!!.
كنت خائفة جدا وقلت : اي صح .
امسكني جاسر وذهبنا للسفارة... حزنت جدا على جاسم كثيرا ... دخلنا السفارة ...
قال جاسر للموظف : لو سمحت جاين نقدم طلب زواج.
( جاسر )
من فترة طويلة لاحظت اعجاب جاسم بها ... منذ ذلك الحين وانا افكر ... وهاقد اتت الفرصة وضربت عصفورين بحجر ...
انتهينا من اجراءات الزواج .... اااه لا اصدق انها الان اصبحت زوجتي ... ملكي انا !!... عندما خرجنا من السفارة ...
كانت هي حزينة ومازات مصدومة ... امسكت يدها بقوة وجريت وجررتها معي ... كانت تركض وتقول : شفيك تركض جي!!!.
كنت اشعر انني اريد ان اطير لا اركض فقط ...
شعور العاشق عندما يتزوج بمن احب ... كشعور امتلاك العالم بأسره .... لايريد اخ ... اب ... صديق .. او ام .... فعشيقه يعوضه عن كل شئ... عن كل العالم ...
قلت لها : بنروح السوق .
- ليش .
- بعدين بتعرفين .
ذهبنا لمحل مجوهرات ... اردت ان نشتري خواتم الزواج ...
اخترت لها خاتم على ذوقي وهي لم تمانع ...
سألنا البائع ماذا نريد ان نكتب عليه ...
طلبت منه ان يكتب ..( حب لايغيره الزمان ) بالفرنسية كل لا تفهمه هي ...
- شنو قتله يكتب ؟.
- معاني اسامينا بالفرنسي .
- اها .
ارتدينا الخواتم وعدنا للفندق...
لكننا لم نجدهم ... حجزنا للعودة ... قلت لنفسي
( الله يعيني على امي والي بتسويه لما تعرف اني تزوجتها )
وصلنا للمنزل ... كادت ان تتجه الى باب الخدم ولكنني قلت لها : وين رايحة من صجج!.
- عيل !.
- بخليهم يجهزون لج غرفة .
دبنا المنزل حيث كان الجميع بانتظارنا ...
قلت : السلام عليكم .
لم يجب احد ....
كان يبدو ان امي ستنفجر من الغضب ...
- يمة شفيج ماتردين .
- شلي سويتيه !.
قالت هالة وهي تبكي : خاني خاني .
امي : خلص خله يعطيها فلوس وتروح لحال سبيلها .
قلت بغضب : شنو هي بنت شارع!!!!.... حدكم تراها زوجتي .
الجميع قال بصوت واحد : زوجتك .
- اي زوجتي والي مو عاجبه يطق راسه في الطوفة.
سحبتها من يدها ودخلت الغرفة ...
جلست على السرير بتعب وتنهدت بصوت مسموع ...
قالت وهي تجلس بجانبي : مشكور دافعت عني .
- مثل ما ورطتج خلصتج.
- لمتى بنتم جي !.
- لين ما يعقل جاسم .
- اها .
نهضت وخلعت ثوبي وبقيت عاريا من الاعلى ...
نمت على السرير وقلت : تعبان سويلي مساج .
- نعم!!!.
- انا زوجج .
- اوك .
اقتربت مني وبدأت يدها الصغيرة تداعب ظهري بلمساتها الرقيقة ...
اغمضت عيني براحة ...
نهضت ببطئ وامسكت بيدها نظرت الي باستغراب قلت لها بهمس :
ابوس الإيد .. ابوس الراس
ابوس الذوق .. والاحساس
هو انتي ياعمر العمر عندك حاجة ماتنباس ؟
أشوفك في ظلام الليل .. أشوفك جالسة لوحدك
تحتضني قميصي بشوق .. ودمعة وبسمة في خدك
وكفيتي .. ووفيتي .. يا أم بيتي وتاج الراس
ابوس الإيد .. ابوس الراس
ابوس الذوق .. والاحساس
هو انتي ياعمر العمر عندك حاجة ماتنباس ؟
نسيتي من زعلنا يوم .. نسيتي دمعة عيونك
لو طال الزعل يومين .. يمكن تجن جنونك
أنا مثلك و أنام الليل .. مثل ظلك يا أغلى الناس
ابوس الإيد .. ابوس الراس
ابوس الذوق .. والاحساس
هو انتي ياعمر العمر عندك حاجة ماتنباس ؟
كانت عيناها تلمعان من الدموع ... سالت دمعة على خدها ... مسحته بطرف اصبعي ... اقتربت منها وقبلت خدها وقلت بهمس : احبج .
احتضنتي فجاة وقالت : انا بعد احبك والله احبك .
صدمت !!!...
مسحت دموعها وقالت : استفزتني ريم وقلت الي قلته قسم بالله ... تدري انا كنت احبك من انا صغيرة.
- وانا بعد والله ماكنت ابي كل هذا يصير بس الي سواه عمج ...
قاطعتني : ادري كل الي سواه عمي ... لما كان يتهاوش مع زوجته قبل مايموت سمعت كل شئ.
احتضنتها بقوة وقلت : تعرفين شنو كتبت على الدبلة!.
- شنو؟.
- حب لا يغيره الزمان.

النهاية

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Feb 12, 2015 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

حب لا يغيره الزمانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن