#حكاية_أولى
قبل الحقيقة يكون الحلم. كما يكون الأمل بعد العمل. وكذا تحدث الثورات بعد محاولات وفهم ووعي. توقع الثورة ما كان سوى قراءة وتأمل لحجم اليأس وطموح الخلاص. حصار المستحيل وحوار الممكن دفع عجلة الحراك نحو الثورة الحلم الذي أردنا.
أن تكون البداية بزخم هذا الدافع ثم أن يتبناها قناع نرتضيه أمر يشبه الخيال. وكذا يكون الواقع احتفاءً بقوة الرغبة وبالقدرة الكامنة التي تحررت من قمقم أرغمت أجيال على دخوله وولدت داخله أجيال.
ثم انطلق المارد يحقق الأمنيات ويبني إنسانا ومدينة ووطنا.
**
حلمت -ومازلت أحلم- بثورة السودان. وقد صدقت الرؤيا.
كان "علي كبك" قائداً للحراك. كان في الميدان معنا، رأيته رؤيا العين. وصدقت -حينها-كل من سمعوه يغني في الحفلات ومن اقتنوا شرائطه. صدقت من شاهدوه في "لايف" ومن قابلوه صدفة. صدقت أصدقاءه المقربين وزملاء دراسته؛ لأنني رأيته في الميدان "رؤيا العين"
كان ضخماً خلف قناعه. جهوراً بأشعاره وأغانيه.
له صوتٌ في كل أذن له نبضٌ في كل قلب يحفظه شعراً ويتلوه غناءا.
الميدان يتسع بحضوره وتطول لحظات الأمل . ويتمدد اليقين بنجاح ثورتنا خلفه. يقين مقيم وأمل مستديم.
ويسقط الطغاة واحداً تلو آخر ويبقى متشبثاً بالعود ينادي بالثبات.
ونظل مأخوذين عمراً بنشوة انتصار لا تبارحنا.
نشوة تحملنا للعمل بجد أكثر..
فيعلو صوت القطارات وترتفع المتاريس تحمي
مدينتنا الفاضلة.
ويبقى الهتاف لأزمنةٍ وأمكنة قادمة، يجوب العالم مصيباً إياه بعدوى الحرية. العدوى تنتقل لأرواحٍ بحثت وناشدت وصرخت حتى كان رد الصدى: حرية سلام وعدالة.
ثم يكون لنا وطن نفاخر به ويفخر بنا. أمانٌ وأمل يسكن أراضينا المحررة وقلوبنا الملتاعة. نسكن الميدان ويسكننا .
ونفيق على وطن مقدس لكل منا به دور. وصوت العود لحن متصل يقف ليستمر.
الصوت بعد الصمت، ثم الصمت بعد الصوت.
علي كبك وثورة تمجد العمل في صمت
الثورة السودانية وشباب يمجدون الخير ويعملون يداً بيد
يقفون كتفاً لكتف.