برلين/المانيا
1945/30/April
في المانيا المدمرة وتحديدا في العاصمة برلين التي اصبحت شبه ميتة او كانها تحتضر من جراء القصف العنيف, حيث بدت شوارعها خالية والمباني مهدمة اذ ليس هنالك شارع او مسكن الا وقد تضرر او دمر بالكامل.
قريبا من مجلس المستشارية (الرايخشتاج) وفي منصف شارع طويل يبعد عنه حوالي مئتي متر, توجد حفرة من بين مئات الحفر رسمها وحفرها القصف سواء كان طائرة او مدفعية.
كان بها رجل تبدو عليه ملامح التعب والارهاق بزي عسكري للجيش الالماني وتدل الشارة الموجودة على عنق البزة العسكرية انه برتبة ملازم, لديه بندقية والقليل من الذخيرة ومسدس من نوع "بالكر" على خصره الايسر.
وكان على يسار الملازم صبي يبدو في الثانية عشر من عمره, تدل ملابسه على انه من شبان هتلر.
وعلى جانبي الشارع مباني ومنازل مدمرة بالكامل وامامهم على بضعة امتار دبابة مفجرة لازالت تشتعل جراء معركة الليلية الماضية وعلى بعد ثلاثة امتار الى الجهة اليمنى توجد حفرة اخرى بها جنديان مقتولان منذ يومين, احدهما اصيب برصاصة قناص في راسه والاخر ثلاثة رصاصات في صدره.
كان الاول ميتا على سلاحه وكانه لازال يرمي اما الاخر على ظهر وهو شبه مستلقيا ولازالت بندقيته في يده لذلك بدا انه عانى برصاصة واحدة وحاول حمل السلاح مرة اخرى حتى اعدمه الاعداء برصاصتين اراحتاه.
السماء ملبدة بالغيوم السوداء والدخان يملئ الاجواء ساترا الدمار والفوضى, الجو بارد والهدوء بدرجة عالية من السكون بعد ان كانت ليلة لايسمع فيها غير دوي المدافع والقذائف ورمي الرصاص.
حرك الصبي المستلقي على ظهره بعد ان كان مغميا عليه اصابع يده اليمنى وفتح عينيه ثم قال: اين انا, ما الذي حصل, ماذا حل برفاقي؟
اجابه الملازم: وكيف لي ان اعرف.
وبعد ان استعاد الفتى وعيه بالكامل, اكمل يحدث نفسه وهو يضع يديه على راسه: لقد تذكرت, كنت اركض لاحضر الذخيرة لبعض الجنود الذين كنت خلفهم انا وزملائي نقاتل بمضاد الدبابات, حيث طلبوا بعضا من ذخيرتنا وعندما ركضت صوبهم.
صمت الصبي لبرهة ثم اكمل قائلا: راسي يؤلمني لا اتذكر شيئا بعد ذلك.
أنت تقرأ
مُذكرات حب تائهة
Fantasyقصة حب لم يختمها القدر الا انه وعد اصحابها ان تكتمل قصتهم لكن بعد نصف قرن فيحاول شخص ما تختاره الاقدار بعناية لتورطه في هذه القصة البالغة التعقيد ان يجمع شتات قلبين فرقتهم الحرب ورغم محاولاتهم للقاء لكن دون جدوى لتختم الحكاية بقصة حب اخرى مهدت لها ا...