الفصل الأول : 1

679 4 0
                                    

إنجوي😊

******

الأصوات كثيرة متداخلة.. قد تصلك منها همهمات غير مفهومة أو ضحكة عالية أو اسم لاعب أو مغني مشهور.

هذا هو الحال في مُدرَّج كلية الصيدلة جامعة القاهرة، صخب دائم قبل محاضرات الفرقة الثالثة.

بين كل ذلك تجد «علياء» تلك الفتاة التي تجلس في الصف الثاني وتضع سماعة أذنيها وتقرأ في رواية أمامها.. تتوقف الموسيقي لوصول رسالة لهاتفها.. تبتسم فهي تنتظر هذه الرسالة وتعرف مضمونها.. تفتحها: "آسفة على التأخير.. في الطريق"

تلك الرسالة كانت من «نور» صديقتها دائمة التأخير.

تنظر علياء في ساعتها لتجدها 9:50 فتأمل أنتصل نور سريعًا قبل أن يأتي دكتور يوسف فهو لا يتأخر ولا يسمح بالدخول لأحدٍ من المتأخرين.. تصل نور  بعد ذلك بخمس دقائق.. تتبادلان السلام ثم يدخل الدكتور «يوسف» بعدها..

الدكتور «يوسف حمدان» هو دكتور وعالم في مجال العقاقير والكيمياء الطبية.. قد يتبادر لذهنك بعد استعمالنا لفظ(عالِم) أنه شخص طويل ونحيف ذو عينين غائرتين تحت نظارة صغيرة وذقن خفيفة ودائم التلفت في كل الاتجاهات.. قد تظن أنه لا يعتني بمظهره وأنه غامض ولا يتكلم كثيرًا.. أيًا كان من زرع هذه الصورة في أذهاننا فقد ظلم الكثير من العلماء.. ولكنه كان منصفًا مع الدكتور يوسف.فهذا ما هو عليه بالضبط.. ينظر في ساعته تلك الساعة الصغيرة ذات اللون الذهبي التي لا تفارقه..فإذا بها العاشرة تمامًا..

يشير لأحدهم ليغلق أبواب المدرج.. ويبدأ المحاضرة كانت المحاضرة في مادة الكيمياء الطبية وسأوفر لنا الوقت ولن أصف ما قيل في المحاضرة.. وإن وصفت لك فلن تفك طلاسمها.

انتهت المحاضرة أخيرًا الساعة الثانية عشر.. فيجمع الدكتور أشياءه في حقيبته ويهم بالانصراف ولكن قبل أن يخرج..

يقول صوت من آخر المدرج: لو سمحت يا دكتور ما هي إجابة سؤال الأسبوع الماضي؟

فيبتسم الدكتور: لقد كان صعبًا، ولكني واثق أن أحدهم قد أجابه.. هل سيذكرني أحد بالجملة؟

فتقول إحدى الطالبات:الحب يسع الأجانب (حكمة).

يسأل دكتور يوسف(مبتسمًا): من أجاب عليه؟

ترفع علياء يدها من ضمن القِلَّة التي تمكنت من الإجابة، كما أنها الوحيدة التي أجابت سؤال الأسبوع السابق أيضًا.

وقف الدكتور قليلًا ينظر لعيون الطلاب المتعلقة عليه بتركيز، لقد كان شغفهم بمعرفة الحل بادٍ على وجوههم ولا توجد لحظة يشعر فيها الدكتور بالنشوة أكثر من تلك اللحظة، فهو على الرغم من تواصله مع الطلبة وتواضعه معهم يجد حاجزًا بينه وبينهم لا يستطيع كسره أبدًا.. ولكنه في تلك اللحظة دائمًا يشعر أنه استطاع أن يكسره.. لقد أحبَّ تلك الأسئلة أكثر منهم.

طالبة ولكن حيث تعيش القصص. اكتشف الآن