جلسنا معا في مقهى المنتهى الأول و هو مقهى يطل على المستقبل البعيد . كان للمقهى بروتوكولات خاصة به ،حيث يجلب كل شخص معه مشروبه. جلس معي ذو الهيبة و شاركني في قنينة خمر مسود ،أخبرني بأنه أحضره من الجحيم ،أين ينتهي أمثالي طبعا ثم ضحك كثيرا !
سألته لماذا يستمر بإزعاجي؟ أخبرني لأن الأمر ممتع ثم وصفني بالرجل المضحك . قام بصب العصير الأسود مجددا ، تعثرت قطرة منه للطاولة ثم سقطت في حضن الأرض. رأيته يبتسم ، أخبرني بأن تلك القطرة ذكرته بحجم الحياة.
أصوات أجراس الكنيسة كانت تدق في تلك الساعة ، لم يكن هناك غيرنا. طلبت منه بعض الحرية ،أن يتوقف عن إزعاجي ،أن يتركني أفعل ما أشاء..._ أجابني : " لكن الأمر ممتع "
لم يكن رجلا كثير الكلام ،لكنه ذو هيبة ووقار، يفرض عليك إحترامه...سألته : " و الحل إذن؟ "
في تلك اللحظة مر علينا شخص طويل القامة ، لا تكاد العين تصل رأسه ،يبدو و كأن رأسه يزينه السحاب...كان منظرا مخيفا للحظة ،ثم عدت بعقلي للمقهى و سألته مجددا عن الحل !
" ربما السعادة ليست للجميع يا أيها المحارب الصغير ،ربما أنت عبرة أو ربما ستنصنع شيء يوما ما ! إستمر في رواقيتك ،أو إستمر في جنونك ففي كل الأحوال لن يتغير شيء. ربما حاول أن تقرأ الكتاب الذي تركته لك. "
فتحت الكتاب ،لكن كل صفحاته فارغة ! ربما ليست السعادة للجميع .