الفصل 2: في الطائرة

2.1K 59 1
                                    


ضلت روح تتقلب في فراشها ، و في رأسها يدور مليون سؤال لتغمض عينيها و  و تعود بذاكرتها لأصل الحكاية فتتذكر لقائها معها فالطائرة، لم يكن تعلم أنها بمجرد جلوسها مع تلك السيدة ، قد كتبت فصلا جديدا في حياتها ، تلك السيدة التي بدت هادئة جدا و مسالمة
كانت السيدة نجود متوجهة إلى القاهرة بعد خسارة إبنتها الوحيدة فلم يبقى لها ما تخسره ، كانت تفكر مرارا و تكرارا في ما ستفعله حين تلتقي بتلك العائلة التي رفضتها و ذلك الزوج الذي لم يدافع عنها و تركها ترحل ، لكنها عاقبته بإخفائها حملها بإبنتها روح
قاطع حبل أفكارها الفتاة التي جلست بجانبها، لتتأمل وجهها
لتشعر الفتاة بالقلق و تبدار بالسؤال : سيدتي هل انتي بخير ؟
- نعم عزيزتي انا بخير
لكن ملامحك الجميلة ذكرتني بصغيرتي التي فقدتها منذ أيام
شعرت مريم بالخجل من نفسها و ردت :
الله يرحمها و يجعل مثواها الجنة
تحجرت الدموع في مقليتي نجود لإستعادتها ذكرى روح
التي كانت ستكمل أعوامها العشرين فالشهر القادم
و كانت تخطط للسفر إلى لندن لإستكمال دراستها في الهندسة المعمارية
كانت مليئة بالنشاط و الحيوية لكن قضاء الله كان نافذا
لاحظت مريم شرود السيدة نجود ففهمت أنها حزينة على إبنتها بإرادت تلطيف الجو قليلا بقول:
كم اخاف الركوب في الطائرة لولا أنها الطريقة الوحيدة لما ركبتها في حياتي
إبتسمت نجود و قالت: روح أيضا كانت تخاف من ركوب الطائرة ، روح هو إسم ابنتي ما إسمك انتي
-اسمي هو مريم
-اسمك جميل و انا اسمي نجود
- تشرفنا سيدى نجود، هل انتي تعملين في مصر أم زيارة عائلية؟
تنهدت نجود و قالت بلهجة صارمة يتخللها الغضب :زيارة عائلية مهمة ، و تصفية حسابات
و إنتبهت إلى نظرات مريم المبهمة و إستدركت و قالت و انتي عزيزتي هل انتي داهبة بغرض الدراسة أو العمل أو زيارة عائلية ؟
- حصلت على منحة دراسية لدراسة الهندسة
- هذا كان تخصص ابنتي ، كانت تخطط للسفر لأستكمال دراستها ، أنا آسفة يا عزيزتي لكن فراقها صعب عليا لقد كانت كل ما أمتلكه فالدنيا ، تحملت كل شيء من أجلها
- اين والدها ؟
- والدها مصري بالمناسبة لكن حكايتي معه غريبة لا أريد إزعاجك بيها
- ارجوك إعتبرني صديقة لك
كان الفضول قد أعترى مريم بشدة لتعرف قصة نجود لكنها الان قد تدفع عمرها من أجل العودة و إغلاق فمها و النوم طيلة تلك الرحلة

انتقام الروح (الجزء1)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن