وزي العادة قاعدة بالليل ماسكة موبايلي بعد ما البيت كله نام، يوم اجازتي بقى ولازم اسهر للصبح، عملت النسكافية وقعدت قدام الtv واللاب بتاعي قدامي بتفرج على فيلم قديم، اصل انا من النوع اللي بيحب اي حاجة كلاسيك، وعلى غير العادة كنت فاتحة نور الصالة مع اني بحب اقعد في الضلمة رغم خوفي الشديد منها، صاحبتي بعتتلي رسالة على "الواتساب" بتقولي اصورلها الكتاب اللي جبته، حطيت اللاب على الكرسي اللي جانبي وقمت جبت الكتاب وقعدت تاني، فتحت الكاميرا وكانت مظبوطة على الكاميرا الامامية، طبيعي جدًا صورتي هتبان، بس اللي مش طبيعي اني الاقي حد قاعد ورايا على ضهر الكرسي..
ست..اه كانت ست..مش باينة ملامحها ملحقتش اشوفها، بس شعرها كان كثيف اوي، وقاعدة بشكل غريب، مجرد ما لمحتها اتنفضت من مكاني ووقعت على الارض من الخضة، قلبي كان هيخرج من مكانه من الخوف وبدأت اسحف ل ورا وانا على الارض وعيني ثابتة على الكرسي، بس انا ملقتش حاجة، ريقي نشف ومبقتش قادرة اتكلم، حاولت اقف وفي ثانية كنت في اوضتي تحت الغطا بترعش من الخوف، غمضت عيني وبدأت اقول:
-اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
سامعة صوت خطوات برا بتقرب اوي، صوت خبط بسيط على باب الاوضة، حسيت ان قلبي هيقف من الرعب خلاص، اختي كانت نايمة جانبي، فكرت اصحيها بس الصوت وقف، وشوفت خيال بيعدي من تحت الباب بسرعة، حطيت مخدة على وشي وفضلت اقرأ قرآن في سري لحد ما نمت..فات اليوم ده، وانشغلت في الدراسة ونسيت الموقف خالص، بعدها بكام يوم..منزلتش الجامعة، ماما كانت في الشغل واختي كانت برا، قعدت في اوضتي اذاكر شوية..سمعت صوت باب الشقة بيتقفل، وصوت ماما بتنده:
-سلمى
-نعم
رديت عليها وانا في مكاني..مفيش رد، قُلت يمكن مسمعتش وهتزعق بقى وتقول بنده عليك ومش بتردي:
-نعم ياماما.
بردو مفيش رد، قُلت يبقى اكيد مبتردش عشان اروح لها واعرف هي عايزة ايه دي عادة ماما، قُمت من على المكتب وروحت على اوضة ماما، خبطت على الباب ودخلت...
الاوضة فاضية، ماما مش هنا..ماما مجتش!!!
اومال مين اللي ندهت عليا!!
طب وباب الشقة اللي سمعت صوته!!
حسيت بخوف جامد فخرجت من الاوضة ومشيت وانا عمالة اكلم نفسي اني اكيد بيتهيألي من قلة النوم، عديت من قدام الحمام، لمحت خيال اسود جوا، اتخضيت وجريت على اوضتي بسرعة وقفلت الباب ورايا، وقفت ورا الباب وسندت عليه بضهري وكنت بتنفس بصعوبة، حاسة قلبي خلاص هيخرج من مكانه من كتر الخوف، في صوت برا، بيقرب..خطوات عالية، صوت حد بيهمس، بيقول ايه مش عارفة..لا سمعت
-سلمى
غمضت عيني وبدأت اقول آية الكرسي، بس الصوت مرحش، لا بيعلى:
-سلمى افتحي الباب
صوت مين! ماما..لا مش هفتح اكيد مش هي، خبطت على الباب جامد، جسمي بيترعش من الخوف وصوت الخبط بيزيد، اتنفضت من مكاني لما لاقيت على صوت اختي وهي بتقولي:
-سلمى في ايييه!!! افتحي الباب لماما
الصدمة شلتني، اختي كانت نايمة على السرير، وبصالي باستغراب، هي جت امتى؟ ونامت امتى!!
كل دي اسئلة في دماغي وماما لسه واقفة برا، اختي قامت وهي متعصبة وزقتني وفتحت الباب، رجلي مكنتش شايلاني، وقعت على الارض وانا متسمرة من الصدمة ومش مستوعبة بردو هما رجعوا امتى..حاولت افوق من اللي انا فيه، قُمت من على الارض..بس ملقتش ماما ومها اختي!
بصيت حواليا الدنيا مضلمة اوي، ايه ده!!!
هو ايه اللي حصل في البيت!!!
خرجت من اوضتي بسرعة..نفس المنظر
البيت كان..محروق..!
ريحة الدخان لسه فيه، كل حاجة متفحمة، وعند باب اوضة ماما، كان في اتنين وقفين، نفس الشكل اللي شوفته في الكاميرا بتاعت الموبايل..بس جسمهم كله محروق..
صوتي خرج على هيئة صرخة هزت العمارة كلها..
طلعت اجري وسامعة خطواتهم ورايا، خرجت من باب الشقة وجريت على السلم والناس عمالة تخرج من شققها على صوت صرختي، فضلت اجري اجري لحد ما وصلت للدور الارض..وانا خارجة من العمارة اخر حاجة سمعتها:
-ما تتنيل تروح لدكتور نفساني ولا اي نيلة بدل التهيؤات اللي بتجيلها وبتفزع العمارة كلها دي من يوم-ماهو بردو مفيش واحد عاقلة تفضل عايشة في شقة محروقة اتحرقت فيها امها واختها..
..
دي كانت اخر حاجة سمعتها سلمى، قبل ما تكمل جري وتخبطها عربية نقل كبيرة وهي بتعدي الشارع..عشان تنتهي حكايتها في حادثة بشعة زيها زي اختها ومامتها اللي اتحرقت بيهم الشقة من 6 شهور..تمت..