مسحت الفتاة دموعها المنهمرة بلحاف السرير الخشن ثم رفعت قبضتها الصغيرة كما لو كانت تشجع نفسها"أنا لن أستسلم يجب أن أعتني بأمي"
خرجتْ من غرفتها الرثة مطأطأة الرأس كأنها إقترفت ذنبا بينما الخدم ينظرون بتعابير يملأها شئ من التقزز أو الحقد
لم أعلم مصدر هذه النظرات كيف يجرؤن ؟ .. مالذي فعلته تلك الفتاة الصغيرة أو أنها فقط لو كنت هناك لنزعت عيونهم واحدًا تلو الأخر ثم أطعمتها لكلب تومي !
إستمرت الطفلة بالمشي بعار و في طريقها اصطدمت بإحدى الخادمات ، إرتد جسدها ثم سقطت على الأرض بقوة
لم تقم تلك الخادمة بمساعدتها لكنها ألقت نظرة مشمئزة ثم ضحكت بسخرية رفقة صديقتها
"واللعنة .. فالتنتبهي لطريقك أيتها العاهرة الصغيرة"
ماذا!؟ هل تمزحون معي كيف لها أن تتكلم بهذه الوقاحة مع سيدتها وهي مجرد خادمة لعينة
"أنا آسفة!" إعتذرت الطفلة بيأس و قد إمتلأت عينها بالدموع لكنها مع ذلك حاربت أن لا تقع أمام أحد ، رفعت جسمها الضئيل عن الأرضية الرخامية ثم نفضت الغبار عن فستانها الباهت
وقفت أمام باب الغرفه لحظات عديدة بينما تنهدت مطولا ، و قبل أن تفتح الباب عدلت ثيابها البالية ثم صنعت إبتسامة مشرقة لكنها كانت مصطنعة
"مرحبا أمي .. كيف حالك!؟" قالت بصوت مبتهج كأنها لم تبكي سابقا
تفاجئ بالمنظر أمامي ، لم أعلم ماذا و كيف لكن تلك العاطفة الغريبة إجتاحت كياني ... شعرت بالغضب و الحزن عندما وجدتُ آريا مستلقية على ذلك السرير الصغير في تراخي و ذبول مثل زهرة فقدت بتلاتها .بدت هزيلة و شاحبه تُرى هالاتها السوداء بوضوح بدت أسوء بعشر مرات من مظهرها السابق , كان صوت أنينها المتؤلم مسموعا على بعد ميل
"مرحبا .. عزيزتي سي..رينا ...كح كح" سعلت ليخرج سائل لزج قرمزي اللون لطخ يديها النحيفة
هرعت سيرينا لتمسح الدم عن يدي أمها المرتجفتين
"أمي فالترتاحي ..أنتي لاتزالين مريضة "قالت بصرامة
جعل آريا تنظر لإبنتها بعيون ذابلة بينما تلمست خدها المتورم
أنت تقرأ
لقد أصبحت أما لشريري الرواية!!
Fantasyفي لحظة كانت حياتي مليئة بالاجتماعات الهامة، الرحلات الدولية، واتخاذ قرارات كبيرة . أنا، التي كانت اسمها يُنطق بإعجاب واحترام في عالم الأعمال، وجدت نفسي فجأة محاصرة في حكاية خيالية، تجسدت في شخصية قد قرأت عنها سابقًا ولم تكن سوى أم شريري في رواية مل...