|٥|البداية.

151 20 108
                                    

السلامُ عليكم.♡

" دَائِم الْوِّدٌ أبَداً لاَ يَستَحِقَ أنْ يُهْجَر "

نهايةُ الجولة الثانية من مُسابقة النوفيلا الحرة.

_____

«لا يعلمُ المرءُ بطبيعةِ الحال أنه مقبلٌ على شرٍّ مؤلم، ولن يعلمَ بتاتًا إذا كان ما ينتظره خيرٌ مبهج.

فأحداثُ حياتنا لن تُعرضَ علينا، بل علينا نحنُ معافرتها حتّى نستذكرَ أطيب ما فيها بالمستقبل.

أمام من أتعبته لساعاتٍ يسيرة يجلسُ الآن، هل هُو حقًّا هُنا أم أنّ المنامَ اختاره ليكونَ ضيفه ولم يستيقظ حتّى هذا الأوان؟»

____

يُحدِّقان ببعضهما كأنّهما المعرفة والجهل، التطابق والتضاد، الخلاص والانغماس.

نبضاتُ قلبهِ العالية أضفَت للجوِّ هالةً من الهدوء المُحبب، لذلك ارتسمَت ابتسامةٌ على مُحياها سببُها رغبتها بامتصاصِ طاقته السلبية كلها، أغمضَت مُقلتيها لتجمعَ تركيزها كلّه في محاولةِ سحب كل طاقته.

انصاعَ جزءٌ من طاقته لرغبتها إلّا أنَّ الباقي ضمَّ بعضه على بعضه ليدخلَ إلى جسمِ أريز بطريقةٍ أدَّت لعبوسِ يولاند.

بدأ عقلها بنسجِ أسئلته: ألا يخافُ مني؟ أليست طاقته هذه طاقة خوف أنا مُسببتها؟

لم يطل تساؤلها إذ أنها حصلت على أجوبتها فورَ رؤيتها لابتسامته التي تحولت لقهقهاتٍ هازئة.

"روَّحت خلص." نبسَ مُستهزئًا بين نظراته الجانبية ليولاند ثم نهضَ عن مقعده بينما ينظرُ لها تارةً وليدهِ يُقلِّد بها حركةَ يدها الضاغطة على كفها.

"وﷲ عليك قصص يا أريز" أتبعَ ثمَّ واصلَ الضغط على كفِّ يده بطريقةٍ تُخبر كل ما فيه أن يتماسك متوجِّهًا لغرفةِ حواء حيثُ والدته.

سيُجن جنونه، وقولوا سايمون لم يخبرنا.

نهضت الأخرى عن مقعدها كي توازيه وتقف بجانبه "صدِّقني أنا حقيقة." أخبرته ثمَّ صمتت لبرهةٍ تجمعُ إجابةً كافية كي يصدقها.

"أتريدُ أن أبرهن لك؟ أنت التالي يا أريز."

رفعَ نره عن يده إليها قبلَ وصوله إلى الممر حيثُ الغرفة يتفحَّص تعابير وجهها الجادة، وكلُّ ما به يتساءل أأن كانت هذه شبحًا حقيقيًا من الأساس، أستكون بهذه السذاجة حقًّا؟

ارتفعَت ابتسامته مع صدرهِ الذي أخرج ضحكةً صغيرة هازًا لرأسه وكأنه يضحدُ بهذه الحركة كل تساؤلاته السابقة، أيُّ غباءٍ هذا؟ الأشباح مخيفة.

متَّبعًا إيّاه. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن