الفصل الاول : تتوق إلى عائلة

7.1K 348 23
                                    

الزجاج المتطاير بشظاياه الحادة تتبعثر ، إندفعت إحداها لتخدش وجه سنو ميني ، عمت أرجاء الغرفة الموحشة صراخ والديها ، صراحتهما بإلقاء الكلام المؤلم كان قبيحاً .

هذا مؤلم !، أنا جائعة !!، أشعر بأن قلبي سينفجر ، إلى متى؟
صحيح !؟

أمي ، أبي ، أنا أحتضر ، إبنتكما تُأخذُ روحها وتخرج من جسدها ، إنه السرطان في أواخر أيامه ، لا بأس ، يمكنني التحمل ، هذا لا يؤلم ، لا يؤلم أبداً .

تدفقت الدموع من وجهها الشاحب ، بدت صفراء قاحلة ، إشتكى جسدها بكل كلماته ، لم تجد مفراً من الموت الذي يتربص خلف باب الغرفة .

هي تموت ، ستموت ، دون أن يعلم أحد ، أمام والديها ، لطالما تنميت أخاً أكبر ، يهتم بي ، ويساعدني ، وينقذني في أحلك المواقف .

لطالما أشتهيته ، حسدت كل من يملك أخاً أكبر أو أختاً كبرى تعتني بها ، والدين لطيفين متفاهمين ، عائلة محبة ، لكني لم أجدها !

أنا أنانية ، أنا فظيعة ، هذا هو جزاء أنانيتي ، لا تحلم !، لا تحلم حتى !!، لا تجرب !!

على الاقل أمي ،أبي ، إنظرا إلى في آخر لحظات حياتي.

سعلت سنو ميني بشدة ، وبصفة الدم بغزارة ، آه إنهما ينظران إلي ، أنا سعيدة ، أبي ، أمي ، كنت أريد أخاً أكبر ، هل ما زلت أجرؤ عل الحلم .

إنكسر جسدها المليء بالندوب والشاحب ، كان نصف جسدها قد تعلق بالارض ، والنصف الآخر بين يدي والديها.

كان طلاء الدم الاحمر قد تشبث بثوبها ولطخه ، بدت كئيبة ، مكسوةً بين أحضانهما ، على الاقل ، إجتمعا على شيءٍ ما ، وهو موت إبنتهما الوحيدة .

" لا أصدق !! لا أصدق ! هذا مستحيل ! سنو سنو ، إفتحي عينيك ، أرجوك سنو ..."
أنا سعيدة .
لكني ما زلت أريد أخاً أكبر ، أريده ، أنا أريده ، أتوسل إليك ، أنا أحتاج إلى عائلة.

••••
" أنا هو أخيك الأكبر ، أنا أعتذر لأني لم أجدك في وقتٍ أبكر ، ادعى يي زيان "
هاه؟

أخٌ أكبر ، يجدني ، من أنا ؟ ،ما هذا؟
يي زيان ، أخي الاكبر ، أتى ليجدني ؟! ، كيف يعقل هذا؟

لطالما عشت بالميتم ، قال لي الجميع أن عائلتي تخلت عني ، إنها لا تريدني ، أنا لا أملك عائلة !!
لا لا مستحيل.

أغرقت عيون سنو ميني بالدموع ، كانت صرخةً مليئةً بالشك والامل فيها .

صحيح ، سنو ميني ، لقد تذكرت ، كنت يوماً سنو ميني لعائلةٍ أخرى لكني كنت أملك عائلةً على الاقل خلاف ، سنو ميني الحالية.

لطالما عشت بالميتم كهي ، إعتقدت في البداية أني تجسدت مرةً أخرى لكني وجدت نفسي بلا عائلة ، لم أشك بأي شيء ، عشت كفتاةٍ مؤدبة ، ومريضةً في كل ثانية ، عبئاً على قلوب الجميع وعلى أكتافهم ، لذلك فقد تجاهلني الناس في الميتم.

" رأيتها تبصق دماً ، هذا مقرف "

" إييه ، هل هو معديٍ لا تقتربي منها "

" سنو ميني ، رأيتها مرة تأكل ما بصقته "

" اوع ، مقرف ، كيف لهؤلاء الناس وجودٌ بعد ؟"

" ألم تمت بعد ؟ "

" لم ما زالت حية ؟"

" لما لا تموت ؟"

" إنها حقاً شيءٌ مرهق ، هي مدللة ، رغم أنها لا تملك شيئاً "

" فتاة زنى ، أن كلا والديها تخلى عنها "

" لا أحد يريدها "

" طفل سكر ، مقرف ، لا تقتربي منها كي لا تمرضي "

" لا تعرف كيف تكون شاكرة لوجودها هنا ، شيطانةٌ قذرة "

الاخت الصغرى للبطل ( منتهية )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن