لكلٌّ وهمه..

48 5 3
                                    

كان يوما حارا وبدا من المستحيل تقريبا على من يرى قرية اوديس البرية بجلالها واشراقها أن يصدق أن حربا عظمى ستجري في مكان ليس بالبعيد ، شعرت انني أخطأت طريقي فجأة الى عالم آخر...
كانت الصدفة المحضة هي التي اتت بي إلى "اوديس".
ترى هل توجد بداية الأمر اتوجد نقطة يمكن أن أضع اصبعي عليها واقول ان الأمر بأكمله بدأ من ذلك المكان وذلك الزمان وبذلك الحدث...
اترى حكايتي بدأت حين قابلت" ويلز " خلال مناقشاتي معه ،يمكنني أن اغمض عينيّ وأرى عينيه اللتان تفيضان ذكاءا وتصرفاته وحركاته وهو يعمل، كان يعمل على الحوادث يقلب الصفحات لكشف الغوامض وصولا لمعرفة الحقيقة، كان صديقا من الرائع أن يمتلكه المرء!
ربما كان من الأفضل أن أبدأ من قرية" اوديس" هناك في اللحظة التي أهتديت فيها نحو لوحة اعلان البيع المعلقة على جدار محلّ للعقارات، معلنا بيع منزلا بتلك القرية ومعطيا تفاصيل البيت والأرض المحيطة به.
لم اكن احسن فعل شيء فقط اسير على غير هدى اقتل الوقت في الشارع العام وقد لاحظت إعلان البيع...
كان الطريق طويلا ولايزال بالإمكان رؤية الجبال الشاهقة والأنهار العذبة وماازدانت الطبيعة به من نباتات وأشجار...
طرحت سؤالا دون اهتمام على شخص من أهالي القرية و قد كان يشذب في مكان قريب...
-كيف هو هذا البيت؟
ولازال بوسعي رؤية وجهه الغريب وهو ينظر الي جانبيا ويقول:
_ إنه جيد...
_فقط جيد!
_الا يمكنك رؤية أنني مشغول هنا؟
سألته ومرة أخرى انحرفت عيناه عني بوجهه المتجعد :
_ فقط رأيت إعلان البيع ،أردت التأكد...
_ على اية حال المكان عرض للبيع بالمزاد بعد ثلاثة أيام أن كنت ملمّة به عليك التنافس للحصول عليه فهو في أعين الجميع سر عظيم لاوديس ..
كان من الغريب أنه تعمق في الموضوع فلقد ظننته من النوع الذي لايحب الحديث كثيرا
_سر عظيم ! لكنه لا يبدو كذلك؛ بيت عتيق يغفو في حضن الجبل بيت ريفي مؤلف من عدة غرف صغيرة متشابكة تقبع في فناء البيت شجرة توت ضخمة مثبتة عليها أرجوحة خشبية بحبال من الأعلى وعلى الجانب الآخر ثمة بئر ماء ، ماؤه لم يكن عذبا لكنه كان أكثر عذوبة من غيره...
بدا منزعجا لوصفي فاضاف:
_ يمكن للجميع أن يصف اي شي كما يبدو له من الخارج بطريقته،غيرك لن يراه كما تراه فهو بعين اهل القرية أحد الأشياء المخيفة التي تحدث الإنسان مرة واحدة..
ضحكت فأجابني منزعجا:
_يمكنك أن تضحك! إنه من الأماكن الملعونة فعلا،ولكنكم معشر اهل المدن لاتعرفون شيئا عنها،توجد أماكن ملعونة بالتأكيد و قد حلت لعنة على هذا المكان ان الناس يُقتلون هنا كل يوم....
قاطعته قائلا بانني لااعرف مثل هذه الخرافات كما أنني لااصدقها ولااؤمن بها...
صعدت الطريق الذي يلتف صعودا خارج القرية ويخترق الأشجار الداكنة وكنت أفكر؛مازال لدي في داخلي ذلك الشعور الغريب بانتظار شيء ما سيء يقدم لي او يحدث لي ،ربما حقا كنت اريد العيش هناك...
رفعت نظري إلى السماء كانت الشمس قد غربت وبدا المنظر مختلفا الان فيه نوع من الظل شيء من الخطر ..ورايت انها مجرد عاصفة تقترب أردت التمشي في الشارع قليلا لإبقاء معنوياتي مرتفعة .
نظرت ثانية إلى الإعلان الملصق الذي يعلن عن المزاد لبيع المنزل بل انني اخذت ملاحظة بتاريخ ذلك....

 𝐒𝐓𝐑𝐀𝐍𝐆𝐄𝐑𝐒 𝐅𝐑𝐎𝐌 𝐇𝐄𝐋𝐋||"𝐎𝐃𝐘𝐘𝐒"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن