٦-ذو عربةِ الفَلافِلِ

123 94 20
                                    

أصبحتْ فَترةُ الظَهيرة أكثرَ إزعاجًا بـ كثيرٍ عن الأيامِ السابِقة،
لِما الكُلُّ لهُ صِلةٌ بـ آية؟

أعطيتُ البائعَ نقودهُ وأخذتُ الفلافِلَ مُنزويًا عن الناسِ في الشارِعِ.
ولكِنهُ إستَوقَفني سائلًا عن حالي...

أجبتْ بـ جمودٍ وأنزويتُ بَعيدًا، أكلُ بـ سلامٍ وأخيرًا!

سلام؟ هيهات... هاهو مَعي
«الشارِعُ مُقتَضٌ بـ حقٍ... كما هو دائمًا، كُلُّ تِلكَ السياراتِ والدراجاتِ النارية، أوه تِلكَ الدراجات»

«أجلَ...»
كُنتُ أُريدُ إبعادهُ فَحسبٍ ولكِنهُ أكملَ
«يَصعبُ أن تتجنبَ أي تَواصلٍ بَصريٍ في هذهِ الأيامِ...»
نَظرتُ لـِ يَديهِ على الطاولِة بـ إهمالْ،
ثقوبٌ صَغيرةٌ على أصابعهِ... بِداياتُ العَفنِ.

دَخلتا جيبهُ وخرجا تَمُدانِ ليَ بِضعةَ أوارقٍ نَقدية
«هذا الباقي»

«إحتفظْ بهِ»
لكِنهُ تَركهُ على الطاوِلة هُناكَ وبَقيَ جالِسًا حَتى أنهيتُ طعامي.

وعن طريقِ الخطأِ -رُبما- رأيتُهُ، لَمْ يَكُنْ شَيخًا كَبيرًا كما ظَنّنتُ.
ولا ثقوبَ عليهِ!

-غيرَ تِلكَ على أصابِعهِ-

«ماذا؟ أبدو قَبيحًا؟ مُتغطرِسًا؟»
كانَ يَسخرُ مِن نَفسهِ نَوعًا ما
«لا... ليس هكذا...»

«غيرُ مُهِم... لا شيءَ مُهِمٌ حَقًا، إن إستمررتَ بـ الإهتمامِ سـَ تَشيخُ أسرعَ...
تَزدادُ همومًا...
كما لو أن الحياة صُنِعتْ لـِ نَهتمَ وننسى أنفُسنا...

غيرُ مُهِم، إلى اللقاءِ الآن!»
رَاقبتهُ وهو يَبتعدُ بـ هدوءٍ عائدًا لـِ عَربة الفلافلِ، غيرُ مُهِم... إهتمام... هموم...

ما لعنةُ هذا الرَّجُل؟

لا أُصَدِقُ أني تَخلصتُ مِن الشَبحِ ذاكَ لـِ يأتيني مُتغطرِسٌ ما!

-

مَا أن رأيتُها حتى أدرتُ رأسي سَريعًا

«ما لَعنتُكَ، هاه؟
لِمَ لَمْ تَعُدْ للمَنزلِ؟
لِمَ تتجاهلُ الجميعَ هكذا؟
ثُمَ تثَقبُ رَقبتِكَ... أتَمزحُ مَعي؟»

تَقِفُ وَسطَ المَنزلِ بـ يديها المَعقوفينِ.

«آية مَا الذي تَفعلينهُ هُنا؟»

 [مُكتَملةٌ] ثقوب ||HOLES حيث تعيش القصص. اكتشف الآن