الفصل الحادي عشر

63 6 0
                                    

                         يمان
لم أتوقع أن أكون بهذا الضعف وأمام من؟
أمام الشخص الذي استصغرته سابقا واهنته مرات عديدة لم أتوقع أن القدر يعيد إلي لحظات الماضي
وان اخرج كل هذا الضعف
  في الماضي
تعرض باص احدى المدارس الابتدائية في يوم ماطرا
حادث مروري مات به العديد من الطلاب وأصيب آخرون بجروح ويمان كان من ضمنهم الامر الذي جعل له أمر عصيب فقد تأخرت النجدة لسوء الأحوال الجوية
الأمر الذي  شكل له ندبة نفسية  اضطر والديه إلى تغيير المدرسة وهنا تعرف على صديقته لبنى
وفي إحدى الايام الماطرة في طريق عودته إلى البيت مع لبنى شاهدا سيارة قد دهست إثر حادث وشخص مصاب داخلها  ورجال النجدة  يحاولون إنجازه
ماان رأى يمان هذا المشهد  حتى انتابه نوبة من الفزغ وصعوبة في التنفس ركض هاربا ولحقته لبنى كان ملقى على الأرض دون استطاعته أن يحرك قدميه وقد ابتلت ملابسه
فقامت لبنى  بوضع سترتها على رأسه وتطمئنه بعدم الخوف فهي معه وهذا ما جعله يراها كمظلته حيث يجد الأمان
وبعد سنين طويلة ها أنا الآن أواجه نفس الموقف لكن لم تكن صديقتي هنا لتطمئنني بل موظفة عادية أردت التخلص منها يوماً.
استجمعت نفسي قدر الإمكان فمن غير الممكن أن استمر في ضعفي أمامها امرتها بالمغادرة بالرغم من رفضها بحجة أنها خائفة عليّ واني مازالت متعب
غادرتَ المكان وانا بدوري  اخدتُ سيارة أجرة عائدا إلى البيت فلم تكن لي طاقة تكفي لقيادة سيارتي
وعند وصولي الى منزلي  هاتفتني صديقتي لبنى
-يمان لما لم تأتي إلى موعدنا
- اسف لبنى حدث لي أمر طارئ استوجب تأخري
-يمان هل انتَ بخير مابه صوتك
-اعذريني لبنى علي إنهاء المكالمة فأنا متعب
-حسناً ارتح الان وسأكلمك غدا
رميتُ نفسي إلى السرير احاول ان استسلم للنوم لكن هيهات لازمتني الكوابيس طوال الليلة كنت أرى الأطفال الذين ماتوا أمامي وانا انظر إليهم ثم اصحو
واحاول أن أنام مجددا أعود بأحلامي إلى طفولتي مجددا  إلى همهات الناس  وأصوات مزامير السيارات أمامي وأرى نسخة مني يجثو على ركبته دون حراك
افتح عيني خوفا لانهي هذا الكابوس وانظر إلى سقف غرفتي بأنفاس متسارعة
تتثاقل جفوني من جديد أرى نفسي من جديد وانا ملقى بالشارع
وأصوات المطر التي تزداد شيئا فشيئا وان احاول ان امنع نفسي من سماعها احاول الصراخ طالبا للنجد
دون فائدة فصوتي غير مسموع لايريد الخروج من حنجرتي
إلى أن رأيت فتاة قادمة نحوي تحمل مظلة لم أرى ملامحها ظننتها صديقتي لبنى
إلى أن صغيت إلى صوتها سيدي هل انت بخير؟
لم تكن صديقتي بل مرؤستي لبنى.
وصحوت من نومي لارى الشمس قد مدت اشعتها نحوي
غادرتُ سريري لابدل ملابسي واذهب إلى العمل لم اتناول شي فسرعان ما أمسكت بحاسوبي  فعملي هو الوحيد الذي يساعدني على النسيان.





الجمال الداخليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن