الفصل 27 ج1

132 16 8
                                    


البارت 27
الجزء الاول
# دموع العاشقين.

بسم الله  ،  الحمد لله  ،  والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين.

يا ليته يعلم أن رحيله سيترك أثرً بالفؤاد ندبه لا يمكن التائمها فكيف للقلب أن ينسى روحاً قد هواها أستوطنه  ، كيف يزول حبه وزكرياته وصورته المحفورة على الجدران بسياج عظيم لا يمكن كسره  كيف ننسى ونتحرر من لعنة الفراق و وجعه  ؟
يذهبون ولا يدرون أنهم يأخذون منا أرواحاً وكل ما هو جميل بنا  ،  ويتركونا مجرد اجساد ذات نفس منتظره الأنقطاع .
يتركونا مجرد باقية لأجساد ميته فلا ندرى أنحن من الأموات أم الأحياء.
يرحلون بعدما يسرقوا منا بسمتنا وضحكتنا ومهجتنا وقلوبنا  ،  ويتركون داخل قبر حالك السواد ننتظر ليهلوا لينتشلونا من الظلام وخوفنا ويرجعون لنا أفئدتنا..
يا ليتهم لا يرحلون او يرحلون بسلام دون تناثر أفئدتنا لشظايا لا يمكن أصلاحها.

وقع الهاتف من يد ياسين بغته حينما دوى صوت الأنفجار عن قرب فجحظت عينيه بزهولاً تام وصدمه  ،  لا يصدق ما ترى عيناه  ،  بلحظه ركض بقلبً متلهف للبناية الماكثون بها  ،  وتسلق احدى الأعمدة بعجاله وهوى بذاته من احدى النوافذ أطمئن قلبه ما أن راى أنس أمامه  ،  وأسرع واخذاً مكاناً خلف النافذة متوارياً خلفها  ،  وتم تبادل اطلاق النار بشراسه وأنقلب المكان رأسً على عقب يضج بصوت الرصاص  ،  فـ اصبح المكان بركه من الدماء  ،  استشعر ياسين بالخطر وليس هناك وقت لا يفكر ما عليه فعله فـ اتجه للأسفل متخفياً وأنس يحمي ظهره حتى استطاع الخروج وتغلل بين الرجال الذين كان عددهم يذداد رويداً رويداً يطلق على كل من يقابله دون رحمه  ،
دارت معركه ساحقه والشباب يصدون برسوخ وشموخ واقفون كالجبل  ،  لم يمض طويلاً وداهمت لمار ومن معها المكان  ،  تسلل ياسين للخلف وعلى حين غرة أنقذف للخلف بقوة من أثر الأنفجار فحملق بصدمة ويكاد قلبه بالتوقف ونهض بشغفً ركضاً باحثاً عن الشباب  ،  وقع بصره على بلال الذي أصاب بجروحاً بالغه من الحريق التى صهرت جسده  ،  أدمعت عين ياسين وهو يقترب منه  ،  فـ اشرق وجه بلال ببسمه على ثغره وصاح باسم ياسين وبلحظه كان يدفعه ليتلقى رصاصه اخترقت بجسده مباشرةً  ،  هم بالسقوط فتلقاه ياسين بين يديه وهو يهم بالوقوف اثر دفعه له  ،  لأول مرة مذ أن وعي على هذه الحياة تدمع عينه بدموعاً تأبى النزول عكس دموع قلبه التى هوت دمً  ،  مد أنامله متحسسً وجه بلال القابع بين يديه ذات أنفاسً ثقيله للغايه يكاد يأخذها بمجهود عظيم  ،  هم بلال بالحديث  ،  ولكنه ظل يتنفس بصعوبة ثم غمغم بصوتاً بطيء متألم بخفوت  :
" هنا هقولك الوداع  ،  هتنتهي صداقتنا في اللحظه دي أقصد رابط الأخوه بينا  ،  مش هتسّتسلم صح هننتصر والمهمه هتنجح  ،  زاغ بصره وهو يبتسم له بخفوت يلتقط أنفاسه وتحدث ببسمة  ؛  أنت مش بس صديق يا ياسين كنت دايماً سند واخ فعلاً ولمار دي دي أمي أنا بحبكممم أوي  ،  أمي أمي يا ياسين متسبهمش هي وأختي أنا عارف انك هتنتبه ليهم وهسيبهم لحد يحافظ عليهم اكتر مني  ،  قولها متزعلش ولا تبكِ  ،  قولها تفرح لأن أبنها شهيد في الجنه  ،  قولها أنها هتوحشني اوووي وكلكم كلكم هتوحشوني.
سعل بوهن وتابع وهو يلتقط أنفاسه ويجاهد كي يفتح عينيه  :
" ياسين متسمحش لحد يبكِ عليا لأني شه......
أطرف بعينيه عدت مرات ثم أطبق جفنيه بثقلً عظيم.
هرعت لمار برجفه قويه عصفت بفؤادها وارتمت عليه تلطم برفق على وجنته وهي تصيح بإسمه بجنون  ،  صمت ياسين محدقاً به بصمت  ،  أقترب أحمد وأدهم بصدمة وجاءت سيارة الاسعاف لتنقل بلال وأنس الذي انصاب أيضًا  .
_ بالمشفى كل القلوب تنبض بالوجع تهدد بالتوقف  ،  العيون لا يرقأ لها دمع  ،  الأرواح تكاد تغادر الأجساد  ،  القلق بلغ منتهاه  ،  خرجت د / ميار من غرفة العمليات وأشارت لـ ياسين وهي تبتلع ريقها بوهنً  :
" ياسين بلال طالب يشوفك"
رفع ياسين عيناه الغائرة بالدمع وبلهفه تحدث  :
" بلال هو هو كويس صح؟ "
أخفضت ميار رأسها فركض ياسين للداخل على الفور  ،  تقدمت لمار واضعه كفها على كتف ميار وبنبره وجله همست  :
" هيبقىٰ كويس صح هيقوم ويرجع معايا  ؟ "
لم تنبس وأنما نظرت لها بأسف ثم قلبت بصره بالجميع  :
" أسماء فين  ؟ "
"أنا اهووو!!"
همست بها أسماء المقبله ببكاء إليهن فأشارت لها ميار أن تدلف للداخل.
أقترب يوسف المقبل بهلع وخلفه الفتيات وفيكتور وزيد وزين وعائشه قد وصلوا للتو.
اقترب من لمار ممسكاً بذراعيها وهزها بعنف  :
" ابني فيين يا لمار جرالوا ايه  ؟  بعتي بنتك وادتيها اسهل مهمه ورميتي ابني في النار "
حدقت به لمار بصدمة وطرفت بعيناها تستوعب كلماته.
دفعت يديه بأعين ذائعه واشارت لذاتها بزهول  :
" أنا أنا يا يوسف "
هوت دموعها بصمت، فأندفع بكره قائلاً  :
" ايووه أنتِ "
ابتسم زين بمكر وهو يتذكر كيف تلاعب بعقل يوسف بكل دقه.
أقترب أدهم ودفع يوسف للخلف بأعين تلمع بالغضب  :
" في ااايه مااالك ابنك كويس جووووه".
بخطوات ثقيله تكاد تحملانها دلفت أسماء للداخل بوئيدة  ،  عيونها غائرة بالدمع  ،  وقع بصرها على أخاها الذي مائل على فم حذيفه يبدوا أنه يهمس له بشئ  ،  نظرت لحروق وجهه فشهقت بصوتاً عال  ،  ودموعها تسيل گ السيل الجارف.
شهقه جذبت أنظاره العاشقه لها فتوهج وجهه وفترت شفتيه ببسمة مشرقه نظر لها بعمق ثم أجفل عينيه بوهن وحرك شفتيه دون صوت لكنها أستطاعت قراءتها "بحبك"  مهلاً أيها القدر  أهذه نظرت وداع أم ماذا  ،  أنها نظرت عاشق يودع محبوبته التى لم يستطع الحصول عليها  ،  ولكنه ها هو يصل لها عشقه بآخر أنفاسٍ له.
أنها نظرت وداع لرحيله يتشبع منها ويروي ظمأ قلبه  ،  لو يقف الزمن قليلاً  ؟  ليغدها عشقهًا  ،  ليخبرها بحبه يخبره فقط انه لم يحب غيرها قط  ،  قاسية أنتِ أيتها الحياة قاسيه للغايه.
ثقلت رأسه فحرك شفتيه هامساً الشهادة بوجهاً منيراً وعينيه المطرفه لا تحيد عن عيناها حتى ارتخت جسده وسبلت جفونه.
فصرخت وهي تجثى ارضٍ صرخه رجت الارض رجاً  ؛ وثب يوسف يردد عينيه بينهما وهو يردد بصدمه:-
أسماء  دا صوتها.
وقعت الصرخه على انفسهم كالصاعقه الكهربائية أرتجف فؤاد لمار وركضت للداخل توجهت فوراً لـ بلال تهزه بجنون حتى جاءت الممرضه أبعدتها وغطت وجه بلال.
ضم حذيفه أسماء التى أهلكها منظره وتلك النظره التى ادمت فؤادها وبكِ لموت من كان له أخاً وليس صديق.
اغشى على والدته التى لم تصدق رحيل أبنها.
نهض ياسين بتوهان وسار للخارج بضياع وارتمي على اقرب مقعد قابله  ،  أقبلت ديجا برفقة سجى وأسرعت راكضه إليه وعانقته وهي تبكِ بحرقه وتغمغم  :
" بلال مات يا ياسين أنا مش هشوفه تاني مش هلعب معاه ومش هنضرب بعض هو راح خلاص "
علا نحيبها بضياع  ،  فدنت سجى رابته على كتفه وتهوى دموعها بحرقه فنهض وضمها بشدة كأنه يريد الأطمئنان ودفن رأسه بكتفها مخبئاً دموعه التى هوت  ،  فبوجع ضمته سجى وهي تخفى رأسه.

دموع العاشقين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن