part 1

303 11 5
                                    


#ضحيتك
الواحد من مارس الساعة الثامنة صباحاً بدايةٌ ليومٌ مغيمٌ وكئيبٌ ومعتمٌ للغاية حيث من دون كل الأيام لم تشرق الشمس بضوئها لتنير الكوكب هذا الصباح! كان ذلك الشاب المراهق المشاكس كعادتهُ يجلس في مكانهُ مصرحاً تعليقاتُه المضحكة والساخرة بحق استاذهُ  الذي اكتفى من سخافتهُ ووصلتَ حدها حيث اصبح يستفزهُ ويثير دمهُ! كان هذا الاستاذ غريب الأطوار حيث كل ملابسهُ سوداء من اسفل رأسهُ وحتى قدميهُ المغطاة بحذاءٌ اسود الشيء الوحيد الذي يجذب الانظار اليه هو شعرهُ ولحيتهُ البيضاء اللون وخطوط العمر المتعمقة بوجههُ تاركه اثار السنين العميقة! شكلهُ لم يكنُ مناسباً ل استاذ بل شكلهُ كان مناسب للظلام شكلهُ مناسب ان يكون رئيس من رؤساء المافيا مثلاً... حلق الاستاذ بطالبهُ بطريقةٌ حادة ومخيفة بعينيهُ الحادة السواد تلك! ثم تمتم بصوتٌ خافتَ
"اضحك .. اضحك ياصغير! سنرى من سيضحك اخيراً هذهِ الليلة!"
زفر نفسٌ عميق مغمضاً عينيهُ ثم اكمل تمتمتهُ ليهدأ نفسهُ
" سأريكَ من هو الاستاذ عادل! ستدفع ثمن سخريتكَ هذهِ غالياً!"
أبتسم ذاك المراهق حتى بانت غمازتهُ الغارقة بعمق خذهُ الأيسر جاهلاً ماينتظرهُ مساءاً
بعد مرور ساعات خرج الأستاذ من مدرستهُ ليستقبلهُ حراسهُ والعبيد الذين يعملون معهُ حيث كانوا رجالٌ متتطبعين بالظلام مثلهُ تماماً وبخصر كل فرداً منهُم سلاحٌ مليىء بالرصاص همس الأستاذ لأحد رجالهُ الموثوقين
" اريدكَ أن تلقن ذلك الأشقر الذي يسري بهِ السم بدلاً من الدماء، درساً لن ينساهُ طوال عمره!"
"بأمركَ ياسيدي!"
أخذ شهيقٌ عميق وكأنهُ سيحقق انتصاراً وركب سيارتهُ متوجهاً لمنزلهُ وعائلتهُ... حدث مثلما أمر بالضبط حيث رجالهُ حاصروا ذلك المراهق بينما هو كان سيذهب لأصدقاءهُ حاصروهُ في الطريق الموازي لمكان لقائهم كان الطريق معتمٌ وينتهي بشكل مُفاجئ إلى طريق مسدود ذو جدران من الطابوق ... بعد أربع ساعات اخيراً دخل رجلٌ غريب بهذا الطريق بعدما اتاه طريقهُ تفاجىء بذلك المراهق المرمي على الأرض حيث كانت  قدماه مجروحتان ومربوطتان بشريطٌ ابيض، ومعطفه الابيض الذي يعكس نقاء روحهُ يغطي رأسه، يتأرجح قليلًا كلما هبَّت نسمات الهواء جروحهُ كانت تبدو مخيفة ركض اليهُ هذا الرجل وعيانهُ تتوسع كلما تقرب ورأى جروحهُ التي نزفت كثيراً كان وجههُ شاحب وجسدهُ باردٌ للغاية وكأن روحهُ غادرت جسدهُ تقدم الرجل اكثر واستقام بركبتيهُ ليضعَ راحةَ يدهُ على عنق الشاب ثم يسحبهها سريعاً مردداً على لسانها بحالة صدمة حيث عيناهُ توسعت ويداهُ ترتجف
" لا يوجد نبض!!"
.
.
.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Mar 26, 2021 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

ضحيتكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن