⁦♡⁦⁦

249 19 109
                                    


«رُبما علينا أن نُفَكِرَ جديًا في كسرِ كُلِ مرآةٍ تراها أعينُنا».
فـلِمَ هي جريئةٌ للحدِ الذي يُبرزُ لنا.. كَم نحنُ ضُعفاءٌ!

كانت هذه العبارةِ تتردد عاليًا في ذهنها..

«چويرية».

تقفُ أمام المرآةِ في شيئٍ مِن.. التحدي!
تتأملُ هذه الهالات التي اتخذت محيطَ عينيها مكانًا للاسترخاءِ..
تخطت هالاتُها اللونَ الأسودَ، بل قاربت أن تنقلبَ إلى اللونِ الأزرقِ؛ نتيجةً لبُكائِها المتواصلِ، استنزافِ العالمِ طاقتِها، تحامُلِها على ذاتِها باستمرارٍ دون أن تُفكرَ في النتائجِ.

تُدققُ في وجههِا الذي أمسى باهتًا؛ كي ينُمَ عن كَمِ محاولاتِها المُستميتة؛ حتى تصلَ للفوزِ في المعاركِ التي تواجههُا يوميًا..

شفتاها المُتشقتتان كصحراءٍ جافةٍ انقطعت عنها المياهُ منذ أدهُرٍ، تُظهرُ انعدامَ رغبتِها بالحياةِ.

هذا الدُوار الذي كاد أن ينتصرَ عليها..
يتسللُ في مراوغةٍ؛ ليُهيِّمنَ على خلايا عقلِها بالكاملِ.

هي لَمْ تعُد قادرةً على تحمُّلِ أكثرَ مِن ذلكَ..
صارتْ عاجزةً على الانخراطِ في هذا المُعترك مُچددًا.
تُحاولُ وتُحاولُ وتُحاولُ.
ثُمَّ.
تفشلُّ، تنكسرُّ، فـتنهارُ.

وتعودُ مرةً أُخرى؛ لتجمعَ بقايا فتاتِ ذاتِها..
لتُنتجَ نُسخةَ «چويرية» المُدمرة.
التي تبحثُ في أركانِ روحِها على أشلاءِ أملٍ قديمٍ لتجعل جراحَها الداميةَ بِه تلتئم.

كانت تنظرُ إلى المرآة.. نظرةَ حُزنٍ، انكسارٍ مُغلَّفٍ بكبرياءٍ، انهيارٍ ذو أنفةٍ يأبى أن يُفصحَ عن نفسِه، وحسرةٍ تُصارِعُ كي لا تظهرَ.

تحاملت على ذاتها، كما تفعل دائمًا، وواجهت دوارَها متوجهةً إلى ذلكَ الرُكنِ الآمنِ في غُرفتِها.

بضعةُ وسائدٍ نظّمتها بشكلٍ مـريحٍ، بينما وضعت على الأرضِ أحد أغطية السريرِ، بحيثِ يبتعدُ جسدَها عن برودةِ الأرضِ.
وبالطبعِ لَم تنسَ دُميتَها المُفضلةَ، والتي تموضعت بجانبِ هذه الوسائد.

دثرت ذاتَها بوشاحِها الأقربِ إلى قلبِها..
تحبُ ذلكَ الوشاحِ لسببٍ غامضٍ؛ منذُ يومِ رؤيتِها إياه، وهي تشعرُ بأُلفةٍ غيرِ مُبررةٍ تجاهه..
لا تعلمُ السببَ حقًا، لكنَّها تشعرُ بالراحةِ، متى وضعتُه على كتفيها.

ضمَّت دُميتَها إلى عناقِها..
لعلَّها تُهدئ برودةَ قلبِها.

«تُرى.. إلى متى سنظلُّ في هذا العالم القمئ يا لولي ألن نستطيعُ الهربَ؟».

ألفةُ الأحلامِ// One Shot✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن