رسائل..

84 9 9
                                    

الخامس عشر من ديسمبر...
المرسل: ليونارد ارتوا..
الى:جوليت العزيزه...
تتلبد سماء باريس بالغيوم... متلهفتاً لتملئ الشوارع بالثلج.....

اجل....

انه الشتاء... الفصل الذي تكتسي به الشوارع والطرقات.. بلونٍ نقي... وتتجمد فيه الاشجار.. مرتديتاً إكليلها الابيض..... انه الفصل الذي يتوقف فيه العالم عن الحركه.. الاشجار تنفض عن نفسها ردئها الأخضر... وتتجمد بهدوء تندب فصل الربيع بصمت وسكون..الناس يدخلون الى مساكنهم سريعاً للبقاء بقرب المدفئه...يتجمعون جميعاً.. وبسعادةٍ يعدون الاسابيع لقدوم الميلاد المجيد.... هكذا كنتي تصفين الشتاء بحب وشوق... تصفينه وتنتضرينه بطفوليةٍ وعفويةٍ طوال العام...

لدرجةِ...

انك صرتِ تمثلين الشتاء في نضري.....

صرت اتذكرك حين اشم رائحة المطر... وأول تساقط للثلج..... لكنك رغم هذا كنتي تخالفين الشتاء بشيء واحد....شيء واحد فقط......

لقد كنتي دافئه.....

قلبك كان دافئاً.... لو حل قلبك مكان الشتاء... ماكان ليلسع اصابع الناس برداً... كنتي كمدفئةٍ في ركن منزلٍ بارد..... تشعين لطفاً... وعطفاً.... ورحمه......

فلمَ..؟؟؟؟

لمَ... قسيتي علي....؟؟؟ ..

*********************************

كانت هاذه رسالتي التاسعه والثمانين خلال هذا العام الى من اثلج لها قلبي....
دون ان احصل على رد منها أبداً....

كنت اشعر ان رسائلي تغور في ثقب اسود....لدرجةِ انني شككت في وصولها الى عنوان منزلها......

كما انني....
بدأت احس ان العنوان لم يكن صحيحاً؟؟؟.....لم اهتم لذلك.. واستمررت أرسل الرسائل بحب.. وفي. كل مرةٍ كنت اسئلها عن سبب تركها لي..... ليس تركها لي فحسب.. بل تركها المفاجئ لي.... لقد احرق ذلك قلبي بجنون في البدايه... وجعل نيراني تستعر.. لكن... بعد مده..... شعرت كأنني رُميت في بؤرةٍ مضلمه... لا يمكنني النجاةُ منها....

..
الى الأبد.....

********

بعد برهةٍ من الزمن...ومن لحضةٍ مليئةٍ بالتساؤلات...عن سبب تركها لي....خرجت من الغرفه مرتدياً معطفي الشتوي....حاملاً رسالتي التي...لم أعد أتأمل منها رداً...ولو لمرةٍ واحده...
رمقت صندوق البريد وانا في منتصف حديقتي.... تمنيت لو احصل على رد من كلمةٍ واحده هذه المره....بيقت انضر والبرد يلسع وجهي ...كأنه يخبرني ان اعود الى كرسيي وانشغل بالبيانو خاصتي...وأنسى أمر من كنت انتضر ردها بحزننٍ وشوق....
ادرت ضهري عن الصندوق وارتجفت برداً." اه.. يا الهي كم الجو بارد"".... ادمدم محاولاً تشتيت الفوضى التي بداخلي....

لكن...

فوضاي ماكانت لتتشتت بهذا..... كانت تتغذى على موسيقاي...وعلى رائحةِ الحزن التي تنبعث منها....

دخلت للمنزل...متجهاً لغرفةِ البيانو خاصتي.... ذلك هو المكان الوحيد الذي يذكرني بأنني حققت حلمي وغدوت عازفاً مشهوراً....وان لدي حفلاً هذه الليله.... في قاعة الباليه الفرنسيه.....
دخلت...اجالس كرسي البيانو الصغير...واتمعن في النضر بمفاتيح البيانو ذات الالوان الاحاديه.....احدق بصمت وهدوء... رغم انني غدوت عازفا مشهورا في انحاء باريس..ألا انني فقدت رونق الموسيقى منذ ان فقتدك....

ذكرني الصمت الذي يسود على مكان جلوسي.....بمقطوعةٍ موسيقيه كانت تذكرني بك...عزفها كان الوحيد الذي يشعرني بأن أجمل المعاناة..هو المعاناة من حب نقي.... كانت مقطوعة بتهوفن الشهيره...(من اجل اليزا).رغم شهرتها الا انها كانت تمثل مصفاً اخر من قلبي وروحي.....كانت تمثلك.....ترسم صورتك بدقةٍ امام ناضريي..... مر على رحيلك ثلاث سنوات حتى الأن...ومازلت اتألم كأول يومٍ فارقتك فيه... حتى ان اسمها تغير في قلبي...لم تكن من اجل اليزا......بل كانت..

(من اجل جوليت)............
و
For juliette~♡



.

"December eleventh" °||ديسَمبَر أَلحادَيَ  عَشَر||°حيث تعيش القصص. اكتشف الآن