بِلياديس

364 46 335
                                    

رياح تَهب من فَنيةٍ واُخري تَمر من زِقاق النوافذ فتصدُر صوتًا أشبه بالصرير لضيق المَسافة بين الجُدران
أصوات العواصف مع رائحة هذا الطَقس وتَبدو أن السماء ستُمطر مَطرًا هزيلًا اليوم
لابُد أن جَرح الغيمة عَميق

قَصرًا مِن قصور سيؤول ذات الطِراز القديم
يَعيش به مَحبوبان جَمعهُم القَدر وأضعهم في إختباراته مِثلما يَفعل مع الجميع هو ليس عادل!

في إحدي ليالي ديسمبر الباردة مع إكتمال القمر
اُضرِمت المِدفئة في حُجر الغرفة المُطلة علي الشُرفة
في شيئًا اشبه ب مَشلعة من فِحمٍ ذات طِراز قديم
وتعالت أصوات المَعزوفة
ليأتي صاحِب البَسمة ويَجلس معها وثالثِهم القمر المُبتسِم

"عَن ماذا ستكون معزوفتك الجديدة؟"
ولإقطع هذا الصَمت اعددتُ القهوة الفرنسية التي تروق لنا وجلست بجانبك نظرت لك فيما يداك مُنهمكةٍ بصُنع ولأطرح عليك هذا السؤال رغبةٍ في بدء حديثٍ معك

" لا أعلم لم أحدد بعد انتِ تعلمين تلك الورقة هيّ السادسة اليوم!
أكتب ثم اُقطع لأنها لا تُناسبني مَللتُ ذاك اللعنة لم يجب عليّ الإنضمام إلي هذا الوسط "

رفعت نظرتي لكِ ثم بدأت بتجميع احرفي لاُجيبك وبدوت أشعر بالحماس تِجاه هذا الحديث حتي أنهيت حديثي بملامح ضُجرٍ وإشمئزاز وعدم رضا

" انت شققت طريقك من البداية حتى النهاية والآن تقول هذا؟ علي الأقل إن لم تَكُن ما أنت عليه الآن لم اتعرف عليك ولن نُصبح أزواجًا
رُبما الجيد بوظيفتي كطبيبة هو لُقياك تايهيونغ

" جريتا! من قال هذا؟ وظيفتي هيّ الأفضل علي الإطلاق"
تَنظُر لي وتَتمَعن بي وكأن رقة مَلامحي تَفتح لك طريق الكتابة؟
يا إلهي كيف عليّ تجنبه وهو يَنظُر هكذا؟
هذا أصعب من الإقلاع عن الإدمان
ضِحكته تِلك هيّ دفئًا لصعيقي

عاد كلًا مِنا إلي موطِن تفكيره أنت بكتابك للمعزوفة وأنا بهذا الكِتاب الذي يُسمى قدّ نلتقي
هذا ليس كتابًا عاديًا هو فقط غَزل يجعلني اُفكر بك ..
هيّ تصف ذاك البَطل وأنا أتخيلك بدلًا منه يَكاد يحترق العالم وأنا غارقةً به وبك!

أشتم عَبق طَيفك بكلّ حرفٍ كُتِبَ
عِندما تَصف الأدبية ضحكة البَطل أتذكر تَرنيم ضِحكتك
وفي تلك اللحظة أشعر بأن الفراشات تَطرق علي مَدخل خافقي وتقول هل يُمكنني الدخول؟

كوبٍ دافئ من القهوة و إحتواء ذرعاك أيسري
أنه الليل وأنها السماء مليئة بالغيوم
ونَعيش مع معزوفة ضوء القَمر
أنامِلك التي تُداعِب أزرار البيانو وتتراقص النَغمات تَحت يَداك أتمني لو أنها راقصتني

بِليادِيس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن