1- نسيتك و لم أنساك!

89 1 0
                                    

الوجع هو إدراكك بأن حبك بعيد المنال، هو ان تستفيق كل صباح شاعرا بتلك النغزات تخترق قفص صدرك مدركا بأن المستحيل قد يكون ممكنا مقارنة بسعادتك بجانب من تحب، الوجع هو ان تنظر الى نفسك في المرأة كل يوم فيصبح من الصعب نسيان الواقع فهي تعكسه بصوره المريرة الكثيرة، نعم هو الواقع الذي يوجعنا أكثر من الخيال.

أحببتك حتى ظننت بأن المستحيل قد يصبح ممكنا، فنسيت باننا في عالم تمزقه الحدود و تقتله المسافات، و تؤرقه العادات. أحبتتك حتى نسيت المسافات و ها أنا أدرك الان؛ فتوجت حبنا بتاج الفراق و الموت اشتياق مرصع بدموع الهجر مزخرف بغزلنا قبل ان يصدح الاذان بتوقيتي معلنا صلاة الفجر، فبت اتذكر صوتك كلما كبر المؤذن و استغفر ربي مئات المرات لعله يغفر لي حبا ملأناه احلاما لم و لن تلامس سماء واقعنا، لعله يغفر لي قلبا يسكن ضلوعك حطمته بأحرفي القاسية و عباراتي المتشائمة في يوم الوداع . لا تخف فحبنا توجته في مملكة بلا حدود و لا مسافات، ليرقد بسلام في موطن الذكريات، ليرقد بسلام في موطن الخلود، دون هجر دون بعد و حدود.

نسيتك و لم انساك، تظاهرت بانني لا احتاج النظر الى المرأة كي لا راك، كرهت السهر الذي لا يذكرني الا بك، نسيت الافلام الغرامية فالغرام كان انت، بت لا اطيق البقاء في غرفتي ففي جدرانها كلماتك و في زواياها ضحكاتي، كرهت الكتابة فهي سر لقائنا، و لكنني لا ازال اكتب انتقاما من أحرفي القاسية على قلبك.

كل ما بي يشبهك، كنتَ مرآتي بل اعمق بكثير، كنتَ كيانا يجسد روحي، تشابُهنا كان مختلف و لكننا احببنا هذا، بل عشقناه. فتناسينا بأن الاختلاف قد يهدم جسور الحب بامواجه العاتية، قد يفرق القلوب دون رحمة بل بسهام قاسية. حقا نسيتك و لم انساك.

استيقظ كل صباح على ساعة المنبة فرنينها هو الوحيد الذي لم يتغير منذ ان كنت معك، رنينها هو صباح أبدأه بصوتك الناعس، ارفع هاتفي و اعقد حاجباي منتظرة اتصالك الذي اعتدت عليه في هذا الوقت. و ها انا استفيق من احلامي و اشفق علي نفسي تبا للذكريات التي تعاقبني. انظر الى الساعة بملل فايامي باتت متشابهة مكررة في بعدك و انت تعلم باني اكره التكرار لحد الجنون. انظر الي و انا اتامل صورتك في كل صباح، هذه الصورة العزيزة على روحي التي لم استطع محوها فهي عالقة فيني بابتسامتك التي تذيب قلبي. اتعلم يا عزيزي انا لا اريد ان يبدأ يوم جديد من دونك فانا ضائعة احسب ايام بعدك التي قاربت ان تصبح عشرون يوما. ماذا فعلت بنفسي؟ كيف هان علي ان اصوب السهام على قلبي، كيف تحجرت احاسيسي يومها لانطق لك بكلمة وعدتك دوما ان لا اقولها " احنا لازم نترك بعض" احقا تركتني اقوم بهذا التصرف المتهور، لماذا لم توقفني كما كنتَ تفعل دائما قبل اي تصرف احمق اقوم به؟؟ لماذا تركتني ارحل و لم توقفني؟

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Apr 06, 2021 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

أحببتك رغم الشتاء!!Where stories live. Discover now