_عثمان خلاص بقا متزعلش مني انا حرفياً كنت مشغوله اليومين دول برتب شُنطي وشويه حجات كده تخصني علشان كده مكنتش بكلمك لكن انا مقدرش أصلاً أنت عارف انا بحبك أد إيه.
بررت سيرين إنشغالها عنه بعد أن عاتبها عثمان علي تجاهلها له من وقت مجيئها
=مش واضح خالص علي فكره
أردف عثمان متجاهلاً إياها عمداً ممسكاً ببعض الأوراق المهمه بين يديه
_اكبر دليل إني سيبت بابا وماما فِ تركيا وجيت هنا بعد ما خلصت تعليمي علشانك
وقبل أن يَرد هو طرقت زُمرد علي باب الجناح عده طرقات رقيقه ثم دلفت إلي الداخل وهي تحمل كوباً من القهوه التركيه المميزة وعلي وجهها إبتسامة مُحبه إختفت تماماً عندما وجدت تلك الحرباء أمامها تجلس بالقرب من مكتبه أجبرت نفسها علي إبتسامة
وهي تُردف :القهوه بتاعت حضرتك يا عثمان بيه
_وانا فين قهوتي؟
تسألت سيرين ناظرتاً لزُمرد بإستحقار وتكبر
أجابت زُمرد وهي تتحاشي النظر إليها : مكنتش اعرف ان حضرتك فِ جناح مراد بيه ثم ان حضرتك مطلبتيش
_من هنا ورايح هتلقيني فِ جناح عثمان كتير وفعلاً عندك حق انا مش بخلي حد من الخدامين المقرفين دول يعملولي قهوتي بإيديهم دي
كانت سيرين تتحدث وهي تشير بيدها لزُمرد من أعلاها لأسفلها مُتعمده إهانتها والتقليل من شأنهالكن فجأها رد عثمان اللاذع : سيرين إنتِ إزاي تتكلمي مع زُمرد كده،وإيه شغل الخدامين وأسيادهم ده.... كلنا هنا واحد بعدين إيد الخدامين الي مش عجباكي دي هي بردو الي كلتي منها أول ما جيتي ،ومش هسمح لك انك تهيني حد من الموجودين في القصر بالشكل ده،واتفضلي علي جناحك علشان ورايا شغل ومش فاضي .
خرجت سيرين من جناح عثمان ضاغطتاً علي أسنانها وهي تشتم زُمرد تحت أنفاسها متوعدتاً لها بالكثير والكثير
أما عن زُمرد شعرت بالفرحه تسلل إليها ولقلبها الذي عَلا دقاته، لا تصدق أنه وبخ سيرين من أجلها حسناً ليس من أجلها فقط لكنه رد لها كرامتها التي بعثرتها تلك الحقيره بغرورها وتعجرفها .
أفاقت من شرودها علي نظرته لها وهو رافعاً حاجبه للأعلي من إبتسامتها البلهاء بدون مبرر أو هذا ما يعتقده فهي تبتسم علي كلامته التي وبرغم بساطتها لكنها بعثت داخلها شعور جميل
ابتسم عثمان بعد خروجها وهو يرتشف من القهوه مستمتعاً مذاقها وتحدث : هبله وهتجنني بهبلها ده
........................
جالساً فِ السيارة بهدوء بعد أن أودع عائلته علي وعد منه بعدوته بعد أسبوع يتذكر كيف ملئت انعام له شنطة سفره بملابس كثيره وطعام ويتذكر أيضاً كيف تهرب من احمد أبنه كي لا يوصله إلي القطار إعتقاداً منه أنه ذاهب لأسرته كما أخبرهم ،إستقل سيارة أُجره
ورغم أن السائق طلب مبلغ مُبالغ به إلا أنه وافق فليس أمامه خيار غير ذلك ..
تنهد بعمق مُرجعاً رأسه إلي الخلف واغمض عينيه في محاوله منه لعدم التفكير بالقادم تاركاً أمره لربه .
...................
_ناريمان هانم الي حضرتك بتقوليه ده مستحيل
اعترضت نوران علي طلبها المُفاجئ بالنسبه لها
=يا حبيبتي مستحيل ليه؟
تسألت ناريمان بلطف محاولةً معرفة رفضها
_انا اتجوز اي حد في الدنيا ولا اتجوز نبيل
=والسبب!
_ الي شوفته منه من ساعة ما جيت القصر سبب كفايه ،انا مش بطيق اتكلم معاه كلمتين ازاي اقبل اتجوزه
=يبقي أنتِ لسه ما سامحتيهوش
_لاء سامحته بس حتي لو بعدنا عن السبب ده ،انا فين وهو فين لا متشابهين في الطبقه ولا حتي متقاربين في السن ،وبعدين انا مش بحبه يعني في كذا سبب
=علي العموم انا مش هاخد منك الرأي الآخير دلوقتي معاكي لآخر الاسبوع تفكري
_طب انا كنت عاوزة أسأل حضرتك سؤال
=إتفضلي
_انا ماما كانت مفهماني ان انا هروح ازورهم كل شهر وانا قعدت اكتر من شهر
=لاء طبعاً مفيش الكلام ده ومامتك جابت الكلام ده منين
_من الراجل الي اتفقت معاه الي هو عم بهلول إلي جابني القصر
=إزاي بهلول يقول كلام زي ده ،البنات الي بتخش القصر هنا مش بتطلع منه غير بعد مده معينه
_والمده دي أد إيه
=يعني لمدة سنه ومامتك عارفه كده وواخده فلوس علي الاساس ده
شهقت نوران ووضعت يدها علي فمها بتلقائيه من هول المفاجأة واردفت : انا بجد مش مستوعبه يعني ماما عارفه الكلام ده ورضيتربتت ناريمان علي كتفها بحنو مردفه : متزعليش نفسك يا حبيبي وبعدين إنتِ مش عاوزة تقعدي معايا
_حتي متصلتش عليا من ساعه ماجيت القصر ولا طمنتني علي بابا
أنهت كلامها ببكاء تحول سريعاً إلي شهقات وتحدثت من بين شهقاتها : هي مكنتش.... حنينه عليا بس..... مفكرتش ..انها مش ....بتحبني ،زي ما يكون ما صدقت.. خلصت مني.ترك مراد جناح ناريمان بعد أن كان ذاهبً حتي يطمئن عليها ووجد نوران تبكي وتشهق وهي تحكي عن عائلتها ،هو يشعر بها فشعور اليُتم قاسي جدا خاصتاً في حالتها فهي عاشت مع عائلة لم تكن عائلتها ،وكم تمني وبشده أن يعانقها حتي يمحي هذا الحزن من قلبها حتي يستطيع رواية ابتسامتها الجميله والجذابه أيضاً وعينيها ووجها الذي تحول لونه للاحمر من شده بكاءها
انطلق إلي جناحه وهو يشعر بالشفقه عليها وعلي حالها .
......................
باليوم التالي صباحاًانطلق عثمان الي جناح أخيه بعد أن أحضر ملابس لنفسه وبعض المستلزمات التي سيحتاجها بسفره
_صباح الخير يا مراد
ألقي عثمان تحيه الصباح علي أخيه الذي كان يجفف شعره ويبدو أنه انهي حمامه للتو
=صباح الخير
رد مراد التحيه بصوت هادئ
_انا قولت اسلم عليك قبل ما اسافر مع أني مش عارف مجتش معانا ليه
=ما انا فهمتك علشان اشوف انا الشغل الي هنا وانتو وعمي مسافرين
تسأل مراد بنبره لعوبه وهو يبتسم بخبث:يعني مش علشان خايف علي نوران بسبب وجود نبيل هنا
_يعني ده سبب من ضمن الاسباب
=لاء ده السبب الرئيسي
_انا شايف انك اتأخرت
=ماشي يا مراد بس محدش فاهمك أدي
_هترجعو امتي
=اسبوع كده والله الواحد وحشتوا بيروت
_بيروت بردو ولا بنات بيروت؟
=لاء يا حبيبي مش انا الي بفكر كده ،ده نبيل ولا نسيت
_ما علينا منه ،لسه علي قرارك فِ موضوع سيرين؟زفر عثمان بضيق قبل أن يكمل : بصراحه مش متأكد من شعوري تجها،حاسس اني مبقتش بحبها زي الاول
همهم مراد همهمات تدل علي تفهمه ثم أردف بعقليه :بس انا مش هعرف اساعدك في الموضوع ده لاني مش هعرف اخش جواك واعرف شعورك تجها ،بس انت هتتأكد من شعورك لما تسافر لو لقيتها بتيجي في بالك كتير وتحس انك عاوز تشوفها ،ساعتها بس هتعرف شعورك إيه من ناحيتها .
خرج عثمان إلي خارج القصر بعد أن تحدث قليلاً مع اخوه حول أمور مختلفه اغلبها علي الشغل وسلم عليه وتوقف أمام بوابة القصر منتظراً عمه ،مرت ثواني قليله وجد عثمان زُمرد متجهه إليه وهي تنظر خلفها خوفاً من أن يراها احد وقفت أمامه مباشرةً واردفت بإبتسامه : حضرتك ماشي دلوقتي
_إنتِ شايفه إيه
=احم...اا..تروح وترجع بالسلامه و..خلي بالك من نفسك ..و..
اكملت وهي تعطيه شريط به عده أقراص :البرشام ده علشان حضرتك بتتعب من الطيران ..ومتنساش تهتم بأكلك و...قاطعها هو أخذاً منها الدواء واردف : شكرا يا زُمرد علي البرشام وحاضر هخلي بالي من نفسي ،بس إنتِ ليه محسساني إني مهاجر ده هو اسبوع و دي مش اول مره اسافر
_انا بعمل كده فِ كل مره بتبقي مسافر فيها بس شكل حضرتك مش واخد بالككاد أن يرد عليها لكنه توقف عندما رأي عمه يشاور له أن يأتي حتي لا يفوت عليهم ميعاد الطياره
اتجه إليه وما أن وصل إلي البوابه الخارجيه للقصر نظر لها نظره اخيره بادلته الأخري بإبتسامه مُحبه وهي تلوح له .
..................
في كذا بارت هتلقوهم قصيرين فهنزل كذا بارت في اليوم علشان متحسوش ان البارت بيخلص بسرعه
....
تفاعل بقا وفرحوني
أنت تقرأ
قصر التركماني بقلم ضحي حامد .
Mistero / Thrillerحدثت هذه القصه قبل الالفيه الحديثه حيث لا يوجد تقدم أو تكنولوجيا وتدور احداث القصه حول فتاه طيبه بريئه تحدث معها ظروف تجبرها علي دخول هذا القصر وتحدث مغامرات وهل ستقع نوران بطلة قصتنا في حب هذا المغرور المتعجرف ام للقدر رأي آخر ....المتعه في الرحله...