الإستحواذ

4 1 0
                                    

قبل 15 سنة..
كنت طفلاً مشاغباً محباً للإستكشاف.. مزعجاً للكثير من الناس.. ذات يوم كنت أسير مع صديقي سمير كالعاده في قريتنا التي تسمى "قرية السلام" نتبادل أطراف الحديث عن أمور تافهة ليس لك فائدة في أن تعرف منها شيئاً، أثناء سيري تعثر صديقي بشئ وسقط أرضاً.. هرعت إليه لأرفعه فنهض وقد كان بخير وليس به أي مكروه.. أكملنا السير ولكنه فجأه توقف وبدء يصرخ من شدة الألم مشيراً إلى رجله التي تعثر بها .. كنت مستغرباً فقد كانت تلك السقطة بسيطة واعتقدت أنها غير مؤلمة وتيقنت من ذلك بعدما نهض أمام عيني ولم يتألم أمامي أبداً، أشار إلى حذاءه ياكياً فعلمت أنه يريدني أن أساعده في نزعه.. نزعت عنه الحذاء المترهل الذي يلبسه فقد كان أغلب قاطني القرية من الفقراء وكانت عائلتي وعائلة صديقي نعيش تحت خط الفقر تقريباً، فوجئت بختم غريب على شكل نجمة خماسية وقدا بدأ هذا الختم يخرج دخاناً وكأنما يحرق ويأكل جلد صديقي.. تركت قدمه مذعوراً وانا أنظر إلى الختم عن بعد فلم يسبق لي رؤية أشياء مثل هذه في حياتي.. بدأ الختم بالتوهج مصدراً ضوءاً أحمر، وازداد صراخ صديقي سمير وهو يقول لي أطلب لي المساعده لا أستطيع تحمل هذا، فجأه وبدون سابق إنذار ارتفعت قدم صديقي في السماء.. ثم ارتفع معها عن الأرض مسافة نصف متر تقريبا كأنما هناك من يحمله من قدمه وانا أحدق متهولاً من غرابة ما أرى.. ثم تعدل جسم سمير وأخذ وضعية غريبة في الهواء وكأنما قد أوتي طاقة هائلة تمكنه من الطيران.. كان مغمضاً لعينيه وينظر إلى السماء وفجأه وجه رأسه تجاهي وفتح عينيه وهنا كانت الصدمه.. كانت عيناه كعيون القطط متوهجتاً باللون البنفسجي، تراجعت عنه زاحفاً فلم تحملني قدماي من شدة الرعب الذي رأيته، فجأه نطق صديقي بصوت رهيب مرعب لم أسمع له مثيل قائلاً:
لا تخف يا أحمد، فقد إختارك الملك لتكون خادمه البشري.. اذهب الي مكان تعثر صديقك وابحث هناك ستجد ما يبحث عنه كل بشري في هذا العالم.

ثم سقط سمير مغشياً عليه بدون أي حراك، لم أتجرأ على القدوم إليه وتفقده إن كان بخير، نهضت وبدأت في الركض إلى بيت سمير عسى أن أطلب له المساعده، وبالفعل جاء أخوه ووالده فوجوده جالساً متكأً على شجره وقد غط في نوم عميق ولا تبدو عليه أي علامه من علامات الألم أو المرض، كان لباسه مرتباً وحذاءه الذي نزعته بيدي هاتين قد رجع الى قدمه ليكون وكأنه لم يحدث شيئ إطلاقاً، أخبرت والد سمير بما حصل وقلت له بأن يتفقد قدمه فذهب ونزع الحذاء لكنه لم يجد أي شيئ، قال لي موبخاً :
-كم مره أخبرتكم عن اللعب بعيداً عن المنزل، والآن تختلق الأكاذيب لتبرئ نفسك  وكأنكم ملائكه، حسناً سأخبر أبوك الحاج سالم بكل ما حصل.

في هذه اللحظه إستيقظ سمير ففرحت لأنه سيدعمني ويصدق الجميع الرواية التي حكيتها لهم، ولكن للأسف نطق قائلاً :
- مالذي أتى بي إلى هنا ألم أكن مع امي في المطبخ قبل قليل.

إنصدمت لما قاله سمير، فكرت في أنه حلم، أو أنني كنت أتخيل، لكن لا أحد يستطيع الكذب على عينيه ولا عقله، رجعنا للبيت بعد ذلك وقد أوشكت الشمس أن تغيب، دخلت إلى فراشي مستغرباً ولازال الذي حدث لم يغادر عقلي بتاتاً، نهضت لأخذ الغطاء لكي أخلد إلى النوم، فجحظت عيناي وأنا أنظر إلى ذراعي اليسرى، كان ختم رجل سمير قد إنتقل بشكل مفاجئ ليرسم على ذراعي!!

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Apr 09, 2021 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

طاقتي الشيطانية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن