الثَالث

211 27 33
                                    

-العِـرض والشَـرف.

إبتعدت عَنه مَع أنفاسٍ مُتلاحقة، أجسادهم المُتلاصقة، العَرق يُغلفها، مَع نظراتٍ أمتلئت بالحُبِ مِن طرفه ونظراتها الهادئة مُمتلئة الشَهوة تلك.

سَحبت الغَطاء علي جسدها العَاري، تَسحبُ عُلبة السَجائر لتَستنشق أحدهم بِبرودٍ لا مَثيل لَه، غَريبة هي حواء كَيف تَتحول مِن حَملٍ وَديعٍ إلى حِرباءٍ تَتلون بألف لَون.

أستنشقت الدُخان تَنفثه بالهواء ليُحيطَ هو خصرها يُقبل عُنقها فابتسمت :«أنتَ كويس؟ » سألت فأومئ أعلى كَتفها لا يبتعد، فَفعلت هِي تَميلُ تأخذ حمالة صَدرها وبَقية ملابسها الدَخلية مِن جانبها.

«هنتجوز امتى؟ » صَدحَ صَوته لِتَلفَ لَه تُعدلُ خُصلات شعرها، أستنشقت سيچارتها مَرة آخرى تُعاود مُشاركتها مَضجعه قائلة :«ونتجوز ليه؟ أنتَ مش مبسوط معايا؟ »

«ومنتجوزش ليه؟ اللي أقصده يَا حبيبتي إننا مَينفعش نِعيش كتير كده، أفرض حَصل حاجة وبقيتي حَامل، أفرضي حد شافني وأنتِ بتسحبي زي الحرامية كُل يوم لشقتي كده. »

«اتكلم بصراحة يَا تَيّم أنتَ مش فارق معاك أي حاجة غير شكلك فالموضوع، لو بقيت حَامل الموضوع مش هيأثر عليا 'أنا الست'. » أطفئت سيچارتها تَنظر لَه فنَمت نظرات السَخطِ والحِنق مُتحدثًا :«وأنا الرجل. »

«الرجل ده على السرير لَما نُبقى أنا وأنتَ فِي أوضتك وحدينا، وأنتَ عارف إنه مفيش ست بتخلي رَجل يعمل اللي أنتَ بتعمله معايا. » تَحدثَت بِنبرة رَخيمة يَتخللها البرود ليزفرَ هو بغيظٍ.
«أنتِ بتتهربي مِن الموضوع زي كُل مَرة، هو أنتِ مش بتحبيني؟ »

«بحبك يا حبيبي أكيد. » قالت تَمرر يديها على وجهه بحنانٍ، مِن ثَمَّ تُدير وجهها للناحية الأخرى تُقَلب عينيها تَسحبُ ملابسها مِن الخِزانة، ليأتي هو يُغلقها مُحاوطًا إيها بينَ ذراعيه.

إلتفت هي نَاظرةً بِسخط :«في إيه يا تَيّم مالك؟ هو اللي هنعيده هنزيده، أنا مش بتاعت جواز وصارحتك بِكده من الأول، متضايق ليه بقى؟ »

«عشان بحبك. »كَوبَ وجهها بينَ يديه فَنظرت لَه بِلا ملامحٍ مُحددة تقول :«بصراحة، أنا مش هقدر اتجوز حد عَاشرته قبل الجواز، إيه اللي يثبتلي أنك معملتش كده مع حد قبلي، وإيه اللي يثبتلي اصلًا إنك متعملش كده مع حد غيري بعد الجواز؟ » سُرعانَ مَـا تبدلت ملامحه يُبعد كَفيه عَن وجنتيها حَانقًا :«أنتِ بتقولي ايه يا شاهي، أنتِ عَارفة لا متأكدة أنك أول حد يلمسني وكُنتِ أول علاقة فحياتي، وإيه إثبات اكتر من كده إني بحبك، بقولك نتجوز يعني نعيش مع بعض العُمر كله.. »

«بصراحة كده يا تَيّم أنا زهقت، حقيقي من طريقتك دي، وكل شوية تفتح موضوع الجواز، أحنا لازم نسيب بعد. » قالت شاهيندا ببرودٍ تَرتدي بقية ملابسها فنظرَ لها بصدمة :«نسيب بعض؟ بعد كل اللي حصل ده؟ »

«آه، أنتَ جميل وتستاهل كل خير، إن شاء اللَّه هتلاقي الست اللي تريحك وتتجوزك، بس الست دي مش أنا. » رَتبت شعرها تَضع أحمر شفاها مُجددًا، تَهمُ بالخروج مِن الغُرفة تَاركةً إليها مُحطم مكسور مُتسائلًا 'مَتى كان الجِنس الناعم بتلكَ القسوة؟'

الجِنـس الناعـم.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن