إنه صباح من صباحات كانون الثاني/ يناير بخليج نيويورك، ساعة زحف النهار على الليل.....
نحلق عاليا وسط السحب الراكضة نحو الشمال فوق جزيرة إليس وتمثال الحرية. الجو بارد، والعاصفة الثلجية تشل المدينة بكاملها. وفجأة يخترق السحب طائر فضي الريش، ويهب نازلا بشكل عمودي باتجاه صف ناطحات السحاب المرتسم في الأفق، تاركا نفسه ينقاد بقوة غامضة تسحبه نحو شمال مانهاتن، متجاهلا ندائف الثلج .
يحلق فوق غرينيتش فيلاج وتايمز سكوير وآبر ويست سايد بسرعة مذهلة مصدرا صرخات إثارة خافتة، لينتهي به المطاف إلى النزول عند باب مدخل حديقة عمومية. نحن نوجد عند طرف حديقة مورنينغ سايد، على مقربة من جامعة كولومبيا. في أقل من دقيقة سيضاء الطابق الأخير من عمارة صغيرة بالحي .
في هذه الأثناء يستمتع شاب فرنسي يدعى جوليارد بومان بالثواني الثلاث الأخيرة من النوم.
58:
59:
7:00
لما رن المنبه ، أرسل جوليارد ذراعه بشكل عشوائي نحو منضدة السرير فطوح المنبه على الأرض موقف بذلك فورا «صفارته» المزعجة .خرج من فراشه وهو يفرك عينيه ، ووضع رجليه فوق الأرضية الخشبية اللامعة، وسار بضع خطوات على غير هدى قبل أن تتعثر قدماه بالسجاد الذي زلق فوق الشرائح الخشبية المصقولة. فقام مسرع والتقط نظارته التي كان يبغضها، لكن قصر نظره يضطره إليها، ذلك أنه لم يطق قط العدسات اللاصقة.
عكست له مجموعة المرايا غير المتجانسة، المقتناة من متاجر الأثاث القديم، صورة شاب في الخامسة والعشرين من عمره ، بشعر أشقر يصل إلى منتصف ظهره. قام بتكشيرة عابسة في المرآة، ثم حاول على عجل إعادة تصفيف شعره وترتيب بعض خصلاته الذهبية التي كانت مفتولة حول رأسه . كان قميصه المفتوح وسرواله القصير المخرم يجعلانه يبدو مثير وجامح .
غير أن هذا المشهد اللطيف لم يكن ليدوم: إذ سرعان ما التف في غطاء صوفي سميك، وضغط إلى بطنه السخانة التي كانت لا تزال تحتفظ ببعض الدفء؛ ذلك أن نظام التدفئة لم يكن يوما مزية من مزايا هذه الشقة التي اقتنها مع كولين منذ ثلاث سنوات.
تنهد وهو يقول بحسرة:
-هذا ونحن ندفع ألفي دولار في الكراء!نزل درجات السلم بقدمين مضمومتين هو مدثر ، ثم دفع بخاصرته باب المطبخ دفعة خفيفة. قفز القط الرمادي المخطط السمين الذي كان يراقبه منذ دقائق إلى ذراعيه ثم فوق كتفه معرضا بذلك عنقه للخدش .
صاح وهو يمسكه بإحكام ويعيده إلى الأرض:
- توقف يا جان كامي!ماء الهر تعبيرا عن سخطه ثم قصد سلته وتكوم.
وضع جوليارد في هذه الأثناء وعاء ماء على النار وأدار زر المنياع :« واصلت العاصفة الثلجية التي شلت واشنطن وفيلاديلفيا منذ 48 ساعة زحفها باتجاه الشمال الشرقي من البلاد، لتصيب نيويورك وبوسطن.
تحت طبقة سميكة من الثلج هكذا استيقظت مانهاتن هذا الصباح شلت حركة السير وبطات من إيقاع الحياة في المدينة.
هذا وسيؤثر سوء الأحوال الجوية على حركة النقل الجوي: فقد الغيت كل الرحلات المنطلقة من مطاري JFK ولاغوارديا، أو أجلت.
كما أن حالة الطرق سيئة للغاية، وتنصح السلطات بتفادي التنقل بالسيارات قدر الإمكان. وإذا كان المترو سيشتغل بشكل طبيعي، فإن حركة قطارات الإنفاق ستعرف الكثير من الاضطراب.
وتعلن شركة أمتراك (Amtrack) للقطارات أنها ستقلص خدماتها. كما أن متاحف المدينة ستغلق أبوابها لأول مرة منذ سبع سنوات، كذلك الشأن بالنسبة إلى حديقة الحيوان والمعالم السياحية الرئيسة.
وستواصل هذه العاصفة الناتجة من التقاء كتلة هوائية رطبة قادمة من خليج المكسيك وأخرى باردة آتية من كندا، تقدمها خلال اليوم باتجاه إنجلترا- الجديدة (England (New).
لهذا ننصحكم بتوخي أقصى درجات الحذر.
أنتم تنصتون لإذاعتكم مانهاتن على الموجة 4. 101.
إذا أعطيتمونا عشر دقائق على مانهاتن 101.4، سنضع العالم بين أيديكم...»
أنت تقرأ
Someone You Loved/شخص تحبه
Mystery / Thriller🌸...... جوليارد و سام ، يلتقيان خلال عطلة نهاية الأسبوع في نيويورك وفى لقائهما الأول كذب كل منهما على الآخر حيث ادّعى سام بأنه متزوج , و زعم جوليارد أنه محامي. و عندما جاء وقت عودته إلى باريس، رافقه سام إلى المطار , و كانت تلك اللحظة كفيلة بتغيير...