الحلقه الخاصه 5

18.5K 384 12
                                    

الحلقه الخاصه 5

عقد مراد حاجبيه حينما تقلب في الفراش ووجد مكان جوري بجواره فارغا... ليعتدل جالسا وسرعان ما ينهض من الفراش وعيناه تبحث عنها ..
نظرت نور بجبين مقطب الي مراد الذي نزل درجات السلم ركضا وعيناه مشتته لتسأله : في ايه يامراد مالك ياحبيبي..؟
حاول أن يبدو ثابتا وهو يسأل والدته  : جوري فين.. ؟
هزت نور كتفها بتساؤل مندهشه : جوري.. ؟! هي مش كانت نايمه
هز راسه واتجه للحديقه دون قول شئ ليبحث عنها علها تكون هناك وتمحي تلك الظنون التي عصفت به ان تكون قد تركته...!
تتركه.... لا لايمكن.... تتركه ومن اجل ماذا... ؟!
ماذا حدث لكل هذا.... أخطأ ربما ولكن لماذا لم تتحدث معه وتخبره بما ضايقها منه... ؟!
لحظات وبدأت أنفاسه تسخن حينما خرجت الخادمه من المطبخ واتجهت الي نور قائلة بخفوت : انا شفت مدام جوري خارجة من فتره وحضرتك كنتي فوق
شعرت نور ان هناك خطب ما خاصه بعد تلك النظرة التي ارتسمت على ملامح مراد وهو يصعد مجددا الي الغرفه بعد كلام الخادمه عن خروج زوجته ....!
امسك مراد بهاتفه واتصل بها لتثور ثائرته حينما توالي الرنين دون يلقي اجابه..... صعدت نور خلفه لتجده يرتدي ملابسه علي عجاله بينما بأصابع منفعله يمسك هاتفه ويعيد الاتصال بها..... لتتفاجيء به يلقي الهاتف بعنف علي الفراش وقد نسي اي شئ عن فعلته التي لابد وأنها السبب في ذهابها بتلك الطريقه وكل ما فكر به بتلك اللحظة انها خرجت دون ان يعرف بل ولم تعتبر اي اعتبار لوجوده .... فحتى لو ضايقها فلماذا لك تتحدث معه وتخبره ويحاولان إصلاح الأمور...؟!
قالت نور بهدوء :  مالك يامراد في ايه... ؟
قال باقتضاب وهو يغلق ازارا قميصه  : مفيش حاجة
قالت نور وهي تهز راسها : مفيش ازاي
اكيد في حاجة هو انتوا اتخانقتوا... ؟في حاجة حصلت بينكم وانت مش عاوز تقول
هز مراد راسه دون قول شئ لتقول نور : طيب انت رايح فين يامراد ... ؟
لم يجيب لتقول نور : مراد رد عليا وفهمني لو سمحت
تهكم من نفسه : مش لما افهم انا الاول.... وافهم ليه ما هو اصل واضح ان انا ماليش وجود ولا مالي عينيها
زمت نور شفتيها واتجهت الي ابنها تحاول تهدئته فجوري بنت مهذبه ولن تفعل شئ كهذا الا بسبب قوي
لتقول نور :  لا طبعا ياحبيبي.... هو بس تلاقي اكيد مامتها وحشتها وراحت تشوفها
زمجر مراد بغضب ; من غير ماتقولي.... ايه طرطور
قالت نور في محاوله منها لتهدئه الوضع :معلش ياحبيبى متكبرش الموضوع ..... انت كنت نايم وجايز محبتش تقلقك.... وعموما لو انت اتضايقت انها خرجت من غير ما تقولك اتكلم معاها براحة لما ترجع وان شاء الله مش هتكررها
سحب مراد نفس مطولا يحاول ان يهديء نفسه بكلام والدته ولكن ذلك الخجل والشعور بالخزي المتفاقم بداخله يبحث عن أي سبيل ليكون ليس وحده المخطيء فيلقي باللوم عليها أيضا ... بينما نور كانت تدرك ان ذهاب مراد الي منزل عائله زوجته سينتج عنه مشاحنه لذا حاولت اثناءه عن الذهاب
قال مراد باحتدام ; ماما لو سمحتي متدافعيش عنها
قالت نور بعقلانيه : هي مغلطتش عشان ادافع عنها 
هتف بعناد : لا غلطت
قالت نور بحنان وهي تمسك بيد ابنها وتجلسه بجوارها : ياحبيبي بلاش الحاجات  الصغيرة دي تزعلكم من بعض انتوا لسه في أول حياتكم..... وبعدين استني هي زمانها راجعه واسمع منها
هنا داهم قلبه السؤال.... هل ستعود..؟
وسؤال قاده لسؤال.... هل أخبرت احد بما حدث بينهما.... ماهو موقفه امام الجميع أن أخبرتهم ....هل أخطأ لتلك الدرجه ام انها زوجته ويحق له ان يستمتع معها كيفما يريد...!!
أخطأ نعم حينما لم يتفهم خوفها وعدم تقبلها  وتابع مايفعله بأنانيه بحته ولكن كل هذا كان بسبب كونه لم يكن بكامل وعيه    ....!
.......... ....
حاولت زينه بكافه الطرق أثناء عاصم عن التدخل في شئون ابنته لتلوم جوري نفسها  الف مرة وهي تفرك يدها بتوتر... ابيها لن يصمت ومراد لابد وانه جن حينما اكتشف مغادرتها للمنزل.... اخطأت كما قالت امها ولكن دون ارادتها.... فقط كانت بحاجة للتحدث مع امها وبالفعل ارتاحت ولكن لم تتوقع ابدا ان يعرف ابيها شئ  ....!
هتف عاصم بانفعال شديد وهو يرفع يده امام وجهه زينه  : زيييينه انتي اللي متتدخليش ..... ولو فاكرة اني ممكن اسمع كلامك واسيب بنتي لحظة واحدة لواحد يذلها مهما كان.... انسي....!
دي بنت عاصم السيوفي مش واحدة جايبها مش الشارع تلبي طلباته
سرت رجفه هزت جسد زينه باكمله بينما غص حلقها بشده من تلك الكلمات التي ألقاها بوجهها بينما كانت هي وهو بنفس الموقف قبل سنوات  ..... اهي كانت هكذا بالنسبه له...؟! مجرد اداه لتلبيه رغباته
وما قبله عليها منذ سنوات لا يقلبه علي ابنته الان بالرغم من ان ماحدث مع ابنته لايضاهي بافعاله...؟!
تماوج عقلها وضج بالذكريات التي لاتقارن بما حدث مع ابنتها...... لقد تعامل معها عاصم بعنف شديد اكثر من مرة.... نالت الكثير والكثير من انانيته والآن لايري الا ان زوج ابنته مخطيء..... تابع عاصم بعنفوان غير منتبه لقسوة كلماته ووقاحتها : في نسوان  زباله كتير يقدر يعمل معاهم كدة....... إنما بنتي لا....!
سار عاصم خطوة باتجاه الباب بينما تجمدت أقدام زينه بالأرض لتنازع وجع قلبها وتحاول التحرك خلفه دون أن تستطيع....!
ليأتي لها الخلاص من صوت شهد الخادمه التي أسرعت تهتف :  عاصم بيه.. الحق  ياعاصم بيه..... الحق ياعاصم بيه
عقد حاجبيه مزمجرا : في ايه..؟
قالت الخادمه : عمر بيه جاي سايح في دمه
انتفض عاصم من وقفته وأسرع للخارج ليهتف بصوت جهوري وهو يقتحم غرفه ابنه : اتخانقت تااااااني....!
تنهد زينه بينما ظلت واقفه مكانها فهاهو ابنها الأصغر عمر لابد وانه تورط بمشاجرة اخري...! يشبه طبع اباه كثيرا مندفع ويداه تسبق عقله وتفكيره .. لايمر يوم بدون مشكله..... لتتهكم ملامحها.. الا يري انعكاس طبعه في ابنه ويلقي اللوم كله علي مراد....!
أسرعت جوري بعيون باكيه الي امها  : مامي بابي ناوي علي ايه
تنهدت زينه دون قول شئ لتقول جوري بدموع: مامي مراد مش وحش...... انا بس بس استغربت من اللي حصل وخوفت لأننا لسه مش واخدين علي بعض..... وفهمت لما اتكلمت معاكي... ده كان كل اللي عاوزاه... حد يطمني ويتكلم معايا إنما مش عاوزة ابدا بابي يعمل حاجة وحشه مع مراد.....هو  مش وحش ابدا وعمره ماضايقني الا المرة دي.... انا مش عازة اتطلق منه انا بحبه يامامي
ربتت زينه علي يد ابنتها قائلة ; عارفه ياحبيتي انه مش وحش
قالت جوري بترقب  : طيب بابي ناوي على ايه
زمت زينه شفتيها بتفكير فعاصم لن يحسن التصرف ابدا وهي من عليها ان تتصرف حتي لا تتأثر حياه ابنتها لتتنهد قائلة وقد اتخذت قرارها  ; تعالي ياجوري يلا هترجعي بيتك
قالت جوري بتردد : بس يامامي... بابي هيوافق
قالت زينه بجراه وتصميم : متشغليش بالك انا هتصرف... يلا هاتي شنطتك وبسرعه انزلي ورايا قبل ما عاصم يخلص كلامه مع اخوكي
........
...
هتف عاصم باحتدام بينما كان عمر ذلك الشاب فارع الطول ذو العضلات واقف يضمد جروح قبضه يده ; تاني خناقه
قال عمر بهدوء :  مفيش حاجة يابابا اطمن
صرخ عاصم بانفعال من أفعال ابنه الذي ليتحدث قدر ما يستخدم ذراعه  : مفيش حاجة اييييه..... كل يوم خناقه
: محصلش حاجة خناقه عاديه.... عيل كسر عليا وكمان بيبجح هسكت له
يعرف ابنه بطيشه وسباق يده لعقله وتفكيره
ليهتف بتهكم : وطبعا روحت القسم
زفر عمر قائلا : لا الناس خلصوه من ايدي
ضيق عاصم عيناه بغضب مزمجرا : واخرتها...؟!
قال عمر بعدم اكتراث : آخره ايه.... ؟!
: عمايلك وطيشك... ايييه هستني يوم لما تموت واحد في ايدك
وضع عمر يداه علي كتف ابيه لتلطيف الاجواء مشاكسا : لا متقولش كدة يا عاصم بيه اطمن
ابعد عاصم يد ابنه عنه بغضب قائلا بحزم : هات مفاتيح عربيتك
نظر له عمر بعدم فهم ليصيح عاصم بغضب : سمعت انا قولت اييييه.... هات المفاتيح
مد عمر يداه الي جيبه ليخرج مفتاح سيارته لتسبقه يد عاصم بغضب ويخرج محفظته ويسحب منها كافه الكروت البنكيه لينظر له عمر باستهجان ; انت بتعمل ايه يابابا
هتف عاصم بسخط : بربيك..... من النهارده خروجك ودخولك معايا من الشركه للبيت وبس.... مفيش خروج مع شويه الصيع اللي بتخرج معاهم الا لما تتربي وتعرف انك بقيت راجل مش لسه عيل فرحان بعضلاته
تجمعت نظرات الرفض بعيون عمر ولكنه لم ينطق بشئ فهاهو عاصم السيوفي الذي يخشاه لذا الصمت افضل..... سحب عاصم نفس مطولا وهو يضم قبضته ليهتف مزمجرا بتحذير ; ده اخر تحذير ليك.... فاهم
خرج وصفق الباب خلفه بعنف لتتفجر البراكين برأسه اكثر واكثر حينما لم يجد زينه وابنته بالمنزل...!

تجميع الحلقات الخاصه حيث تعيش القصص. اكتشف الآن