الرسالة الاولي: اكتشاف عظيم!!

20 6 12
                                    


إلى: شخصي الخارجي.

اتذكر تلك اللحظة الغريبة التي غيرتني وادخلتني الي مرحلة المراهقة، لم اكن فهم لما هناك الكثير اعصار بداخلي لم اكن افهم انه اعصار من الاساس، كنت اظن ان اصابني الجنون واخيرا.

كنت في الصف الاول الاعدادي علي ما اتذكر لست متأكده فلم اكن في ذلك الوقت اسجل مذكراتي كما افعل الان ولكن حتي لا نحدد الامر فلنقل عندما كنت في المدرسة الاعدادية.

كانت اختي الكبيرة تبكي كثيرا في تلك الفترة -هي تكبرني بثلاث اعوام- كنت اسألها دائما،
"اختي لما تبكي؟"
فكانت تجيب والدموع مغرقة عيناها ووجنتيها.
"اشعر بالاختناق، انا مكتئبة"
لم افهم حقا كلماتها، فسألتها
" من ماذا؟"
اجابتها افزعتني حينها وشعرت ان اختي اصابت بالجنون او انها واخيرا اصبحت غبية بالفعل، ولكن انا من كنت غبية..
" لا اعلم"
كانت تلك اجابتها التي اثارت الكثير من الجدال بداخلي، كيف؟ ماذا؟ لا افهم؟ ايعقل ان احدا ما يبكي بدون سبب؟؟؟ هل هذا ممكن؟ اعني اننا نبكي عندما نسقط، عندما تغضب والدتنا مننا و تقرر ان لا تتحدث معنا لفترة، عنجما نحصل علي درجة سيئة في الامتحان، عندما نخسر بشيء ما، ولكن ان ابكي بدون سبب هل واخيرا اصابها الجنون؟؟

حسنا.. كنت طفلة ولم افهم انه بالفعل يوجد من يبكي من دون سبب، فقط لان الكثير بداخلنا مكتوم ولا نعرف ما هو الشيء الذي جعلنا نبكي، فهمت الامر عندما كنت... تذكرت كما قلت سابقا في الصف الاول الاعدادي.
اتذكر اليوم كما لو انه كان امس، كان في الصيف والجو حارا للغاية لم نكن قد فصلنا الغرف فكنت اشارك اختي الغرفة ذاتها، كنا نائمين في التاكيف وهي قد غطت في نوم عميق بينما انا بقيت مستيقظة الي ان حل الصباح، اتذكر كنت استمع الي اغنية Selena Gomez - the way i loved you.
اتت تلك الاغنية ولا اعلم ما السبب وجدت بداخلي رغبة ملحه في ان ابكي فخرجت من الغرفة الي غرفة المعيشة وفتحت الشرفة و وقفت هناك تحت اشعه الشمس الحارقة، لاجد الرغبة تزداد، ما الذي يحدث؟ لست افهم..

غيرت الاغنية واستمعت لاخري وعلي الرغم من انها كانت اغنية ذات نغمة عالية الا واني وجدت جزء حزين بها ورغبتي في البكاء ازدادت اكثر من ذي قبل، دخلت مجددا الي الغرفة مقررة ان انام فيكفي ما يحدث، ظننت فعلا ان اصابني الجنون...

استلقيت علي السرير واغلقت الهاتف وتوقفت عن الاستماع الي الاغاني وحاولت النوم، ولكن فشلت...
حينها فقط تذكرت، تذكرت اختي عندما اخبرتني انها " تشعر بالاختناق" وانها "مكتئبه" فوجدت نفسي اكتشف هذا الاكتشاف العظيم وهو "شعور الاختناق " وجدت نفسي اشعر به، وجدت نفسي افهم ما كانت تشعر به اختي ورغبتها في البكاء من دون "سبب"

دفنت نفسي اسفل الغطاء فكما احب ان تكون الغرفة باردة بسبب المكيف وان اضع الغطاء علي جسدي حتي انام، ولكني لم انم،فقد تكون غضه لاول مرة اشعر بها في حلقي تلك الغضة التي لم افهم ما سببها، حاولت ان ابكي ولكن فشلت... اللعنة... لما لا ابكي؟، لما اشعر بالاختناق وكأني لا استطيع ان اتنفس؟، لما قلبي ينبض بسرعه؟، لما أخذ نفسي بصعوبة؟

الكثير من لما ولماذا؟،
ولا يوجد اجابة، لايوجد سبب لشعوري بهذا الالم.
ظللت هكذا في محاولة للبكاء، عدت لاضع السمعات بأذني واستمع الي ذات الاغنية the way i loved you مجددا بدون سبب.

الامر مضحك للغاية عندما وجدت نفسي ابكي متخيله اني احببت احدا وتركني واني لن احب بعده مجددا، لحظة...
هل لاحظتم؟؟ نعم..
لقد بكيت... بكيت وانا استمع الي تلك الاغنية.

وفي تلك اللاحظة اكتشفت اكتشاف عظيم اخر... اني لا اعرف كيف ابكي، وان بدلا من البكاء انا اتألم بداخلي، فبدلا من ان تزرف عيناي الدموع كان قلبي يعتصر آلما بينما صدري ينقبض ويرفض الاكسجين.

اكتشافين بذات اليوم الذين ادو بحياتي الي التهلكة في المستقبل.

___


توقيع : نفسي الداخلية.

رسائل||Messagesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن