ياله من نهار رائع!
استفقت ببطء ، كان هناك هاتف يرن ، رنة ضعيفة وغير مألوفة وبعينين نصف مغمضتين نظرت حولي لاجد نفسي في غرفة طويلة ذات سقف مائل مغطى بالخشب مثل بيوت الريف القديمة..
_ أين انا بحق الجحيم!
شيئا فشيئا بدأت الغمامة تنجلي ، لقد كان هذا اول يوم لي في قرية" اوديس " لقد انتقلت البارحة لمنزلي الجديد ..
اخيرا! وحدي !لااسمع سوى صوت بعض عربات توصيل الطعام وصوت الجياد والحيوانات،أخيرا! تبدد صوت امي المزعج كل صباح لتقنعني بالذهاب للعمل ،أخيرا! مسموح لي أن استرخي في هذا المنزل الذي يفصلني عن العالم ، لم اكن اعلم ان هناك مأساة ستبدأ...
خرجت قليلا اللخارج ، المشهد الطبيعي الذي وجدت فيه نفسي كان مرسوما بجلال ونبل لاسبيل لمقاومتهما !
رفرفت أفكاري بخفة؛ المشاعر الرخيصة كالكراهية والحب بدت لي بعيدة بعد السحب العابرة، بدت لي روحي رحبة و صافية، لم يخطر بقلبي الا صوت الأجراس الصغيرة وانغام غير مرئية تلوح بعيدا ،بعيدا جدا، على سفح جبل.
آخر..
سحبت من جيبي رغيف خبز وفي هدوء قطعت الخبز وفجأة دفعتني همهمة لرفع عيني؛ كائن هزيل رث ، اسود ، مشعث الشعر وقف امامي ، سمعته يتمتم بصوت خافت اجش
:_ هل هي مفرحة وثمينة لهذه الدرجة ؟
:_ من ؟
:_ هذه الحياة..
ياالاهي ايجب ان يكون اول شخص اراه في القرية مجنونا..اقتربت منه وقطعت له قطعة من الخبز قدمتها له ، دنا ببطء ثم أخذ القطعة بيديه وجلس حذوي.
:_ ماذا حصل لك ..؟
:_ ااستطيع أن أحك لك قصتي؟
:_ طبعا ، سانصت لك ،و اختصر لااحب الحديث الطويل
:_ حسنا ..كما ترى حالتي الان لقد أصبحت مشردا تقريبا بسبب صديق لي ، لقد كنت أدير شركة محاماة في المدينة رغم أنها لم تكن كبيرة الا انني كنت اربح منها ما يمكنني من العيش في رفاهة .
:_ ومالذي حصل؟
:_ حسنا، تلك الحادثة؛ كان لي صديق جشع وجشعه لم يكن له نهاية رغم انه كان يملك من المال ما يكفيه الا انه كان يأتيتي دائما بأفكار حمقاء طالبا مساعدتي كنت أساعده طيلة 10 سنوات آخذا ظروفه بعين الاعتبار كما أنه كان صديقي قبل كل شيء...
:_ ماذا كان يطلب منك فعله؟
:_ لقد كان يخدع الناس ويأخذ نقودهم وكان يطلب مني في كل مرة ينكشف فيها أن ادافع عنه.
:_ هل كنتم تتقاسمون مايسرقه؟
:_ لماذا ؟ لقد قلت لكي أنني املك شركة محاماة ولم أكن بحاجة لذلك المال .
:_ احمق، اذا مالذي جعلك في هذه الحالة؟
:_ منذ سنتين طلب مني أن أساعده لكي يسرق البنك حينها غضبت منه كثيرا ووبخته وطلبت منه أن لا يأتي لزيارتي مجددا او ساخبر الشرطة وبعد ذلك اليوم خرجت مع زوجتي واطفالي لرحلة عائلية فتعرضنا لحادث وكنت الناجي الوحيد ولقد خسرت الشركة لذلك لم أجد مكانا او وظيفة لاجني منها المال ..
:_ لما لم تعد لصديقك؟
:_ اتطلبين مني السرقة الان لكي اعيش؟
:_ وهل ستظل هكذا؟
:_ أجل
:_ لماذا ؟؟
:_ اريد ان اشاهد ماترغب الحياة في حدوثه
:_ ماذا يعني هذا الان؟
:_ اتعلمين ماهي غاية الحياة من وجودك ؟ فكما أرى انت لست مميزة فتاة عادية في منتصف العشرينات تعيش بمفردها في قرية صغيرة منعزلة عن العالم ...الم تتسائل يوما ماغاية الحياة من وجودك وهل لك الحق في هذه الحياة فمهما تفعلين ومهما تجاهدين فسيأتي شيء يسمى قدر ويغير مسارك ويجعلك على هذه الحال فما فائدة وجودنا أن لم يكن لنا الحق في تقرير لحظات حياتنا. وأكثر من هذا اليس من الافضل ان يغادر الحياة من ليس لهم منفعة مثلي ومثلك ...
:_ ان كنت تتوق لمغادرة هذا العالم فغادر وحدك لما يجب عليك ان تقول هذا الان ؟ أنه اسخف شيء سمعته في حياتي..نحن في الغالب لانكون موجودين حيث يجب أن نكون غالبا مانقرأ اللحظات بنظرة سلبية لماذا نفعل ذلك؟ لماذا لانركز على اللحظة ونستفيد من كل فرصة؟ لأننا بشر هذا هو السبب نحن جميعا إما قاطنون في الماضي او قلقين كثيرا بما يخص المستقبل، لاتستطيع تغيير الماضي لذا تجاهله ولاتلم احدا بسبب غبائك وفشلك ، حسنا لانستطيع أن نتجاهل انك تغلبت على كل شيء سابقا وحاولت جاهدا ان تفعل مالم يفعله غيرك، كما تعرضت للعديد من الخيبات ، لم تكن تخاف من الفشل رغم ماتعرضت له ولم تطمع مثل صديقك ، لذا أن كنت تريد فعل شيء جيد وتغير حياتك فانسى كل ما مريت به ولاتروي قصة حياتك التعيسة المثيرة للشفقة لكل شخص تراه منذ اليوم ولا تفكر مجددا في الانتحار..لم يبقى لك كثيرا في هذا العالم لذا عش ماتبقى في حياتك بهدوء...
أنت تقرأ
𝐒𝐓𝐑𝐀𝐍𝐆𝐄𝐑𝐒 𝐅𝐑𝐎𝐌 𝐇𝐄𝐋𝐋||"𝐎𝐃𝐘𝐘𝐒"
Actieآلتعآسـة آلگبرى تلگ آلتي تتمـثل في آلعجز عن آن تگون وحيدآ.... "روآية مـسـتمـرة"