إلى ذاتي الخارجية: اعيدي الذكريات
منذ تلك الليلة وعلمت اني لن اكون تلك الفتاة الصغيرة التي كانت تفعل الكثير من الاشياء بحب وحرية، تغيرت واصابني النضج بأسواء صورة وكان مؤلم لقلبي، فتحولت من تلك التي كان لديها العديد من الاصدقاء، الي وحيدة منبوذة تجلس بمفردها بأخر الصف في الفصل الدراسي، وما ازعجني اكثر وقتها انه لم يهتم بي احد فأصدقائي لم يهتموا ان يعرفوا ما حدث لي.
اتذكر...
كنت في الصف الثالث الاعدادي عندما تدمرت حياتي اكثر من ذي قبل، فكنت في السنتين الماضيتين كنت ابكي من دون سبب في فترات متباعده وكان اكتئاب مزمن ولكن في تلك السنة تحول من اكتئاب مزمن الي يومي ليصاحبني كل يوم لمده اكثر من سنتين.
كان في تلك السنة اختي التي تكبرني بثلاث اعوام في العام النهائي بالمدرسة اي الصف الثالث الثانوي بطبيعه الحال كمواطنة اعيش في مصر واعرف النظام كان يجب عليها ان تأخذ الكثير من الدروس الخصوصية لتحصل علي مجموع عالي في نهاية السنة، ولاجل اننا كنا بمدارس لغات (مدرسة فرنسية) كانت الاسعار الدروس الخصوصية اضعاف اضعاف المدارس العادية الحكومية.اضررت انا ان اضحي في تلك السنة وان لا اخذ اي دروس خصوصية من اجل التوفير، وكم كان الامر مرهق.
كان يجب ان ارتاد الي المدرسة يوميا بدون غياب والبقاء والتركيز في معلومات المعلمين لا يشرحونها بطريقة جيده، ولسوء حظي معلمتي المفضلة التي كانت تدرسني العلوم و الرياضيات سافرت الي الولايات المتحدة ولم تعد عند بدء الفصل الدراسي، فلم يكن لدي حل سوا نظام الدراسة عن بعد، وكم من المضحك ان الان في هذه الايام يعترضون علي الاونلاين في حين اني كنت في الرابعه عشر وادرس اونلاين مواد صعبه الفهم ولم نكن مرفهين في هذا الوقت بتلك الطريقة بل كانت معلمتي ترسل لي الورق واسفلة تسجيل صوتي للشرح علي الواتساب.
كان الامر صعبا ولكني اتخذته كتحدي لمعرفة مستوايا الدراسي وان اذاكر جيدا بمفردي دون الحصول علي العون من اي احد سوا تلك المعلمة.
مرت الايام وبقيت مع صديقتي التي اصبحت مقربة لي في تلك السنة ومر الفصل الدراسي الاول علي خير وحصلت علي مجموع خمسة وثمانون بالمئة، مع العلم اني كنت مكتئبة ومحبطة وكان يخاجلني شعور الرسوب في تلك السنة، ولكن شكر لله لم ارسب.كنت عند الطبيب في ذلك اليوم عندما خرجت النتيجة وبكت امي لاني حصلت علي هذا المجموع في حين اخر اني شكرت الله اني لم ارسب في مادة ما كانت الايام ثقيلة وكان كل يوم يمر علي كأنه يطعنني في قلبي.
اكتشفت اني حقا في اكتئاب شديد وليس مجرد اكتئاب مرة او مرتين كل شهر بل هذا كان لمده ثلاثة اشهر ولم اخرج منه كان الامر صعبا متعبا وكنت ابكي يوميا بينما اصلي ان اكون بخير..مرت الاجازة ودخلت الترم التالي وصديقتي المقربة مرضت بشده في منتصف الفصل بعد ان كان لي احد اصبحت بمفردي تماما ولم اعد اجد من يحتويني ومن يهتم بي ويستمع الي، دخلت الي المشفي الذي جميعنا نكره ان نسمع ان احبائنا متواجدون فيه مشفي 57357.
*قاريء العزيز ان لم تكن مصريا فدعني اوضح لك هذه المشفي لعلاج امراض السرطان للاطفال بالمجان*
كان الامر مثل الصعقة الكهربائية، كنت اول من يعلم واخذت الكثير من الصدمات، اتذكر كنت في الكنيسة احضر الصلاة وفتحت الهاتف لاطمئن عليها بينما انتظر ان يأتي القسيس ليلقي وعظته، راسلتها اخبرتني انها ذاهبه الي هناك سألت لماذا؟ قالت لانه لدي سرطان الدم، لا اعلم كيف واين ومتي؟ ولكني وجدت نفسي ابكي لتسألتي السيدة التي تجلس الي جانبي ما بك صغيرتي؟ لانفي برأسي بينما اقف بسرعه واركض خارج الكنيسة ذاهبة الي حضن امي... ذهبت ودخلت الي المنزل لتسألني امي: هل انتهت الصلاة لاخبراها لا ولكن...لم اكمل وذهبت الي غرفتي وقبل ان تخرج امي من البيت لتذهب الي الكنيسة اخبرتها : امي ... جالها سرطان دم. ثم حبست ذاتي بغرفتي اكتب ما شعرت به واصلي ان تكون بخير...
وهنا بدأت المعاناه الحقيقية...
لهذه الرسالة جزء ثاني سوف اكتبه قريبا الحكاية مأساوية لم ارد ان اكتبها مرة واحده.
من ذكرياتك الداخلية: اهديء لقد مررتي بالكثير
أنت تقرأ
رسائل||Messages
Aléatoireليست رواية ولكنها بعض الكلمات التي اتمني من يعرفني ان يقرائها ولكني اضعف من ان اوجههم بالحقيقة فأعطيكم الحق يا من لا تعرفون عني شيء بقرائتها ولتخبروني بماذا شعرتم. هي واقعيه وليست خيالية هي جزء مني فلازلت ابحث عني. دعوني اخبركم بعض من حياتي الكارثية...